تصفير العداد!.

 


 

 

بهدوووء_
- لا يوجد شيء اسمه إشراك جميع القوى الثورية، في قوى ضد الثورة كوسيلة للتغيير وبتراهن على قواعد الإشتباك السياسي وبتنشد التحول الديموقراطي عبر هذه الوسيلة ، أي قوى تريد تقفل باب الإنقلابات وتدعو للديموقراطية والتداول السلمي للسلطة ينبغي أن تشترك في الحوار، لو أخرجنا المؤتمر السوداني فكل القوى السياسية وصلت إلى السلطة عبر انقلابات أو باركت انقلابات، ليس لأنهم ملائكة بل لأنهم حزب جديد بنى وزنه السياسي في الألفية الجديدة كحزب معارض، القوى القديمة كلها بدون فرز والغة في دماء ووأد حريات الشعب السوداني وتبديد موارده من يمينها إلى يسارها، فلا داعى للمزايدات الفارغة، لم يبدأ التاريخ في يونيو 89 ولا أكتوبر 2021، أي سوداني من حقه أن يكون جزءاً من التسوية التأسيسية، وأي تسوية تقصي طرف تحت ذريعة انقلابي أو داعم ومؤيد انقلاب هذه عبارة عن تكرار لعشرات التسويات التي حصلت في تاريخنا بدون أي محصلة إيجابية .إن كان هناك إقصاء لحزب فيجب أن يكون هو إقصاء الإسلاميين وحدهم من أي تسوية أو مصالحة أو توافق أو تراضي أو اي مسمى آخر. يبقى علي هذه القوى السياسية مفروض أن تعلن رفضها للإنقلابات عموماً إبتداءاً ودعمها للتداول السلمي للسلطة كشرط منطقي بل ولازم لأي حوار .. أما الأشخاص المنفذين للإنقلاب ولأكثر من مرة إضافة لنقض العهود والمواثيق لا يعقل أن يكونوا جزء من هذا الحوار واقصد المجلس العسكري تحديداً.
- حالياً وفي الوقت الراهن وفي ظل القيادة الحالية للجيش برئاسة البرهانوإختطاف المؤسسة العسكرية بواسطة الإسلاميين ، لا يمكنك ولا تستطيع أن تطالب جنرالات الجيش بالإعتراف والإعتذار تحت بند العدالة الإنتقالية وهو يعلم أنّهُ ربما كان مجرد بيدق في أيدي الساسة، الجيش هو العصا التي تضرب بها الأحزاب بعضها ويروح جموع الشعب ضحايا لهذا العبث المتتطاول والثأرات التاريخية العرجاء، وكذلك ينطبق الموضوع على الدعم السريع برغم حداثة تكوينه، هذه أجسام تملك سلاح يحميها، فلا يمكن تطالبها بشي مثل هذا وعينها على أجسام سياسية متفككة وبينها ما صنع الحداد ولا تملك سلاح ما زالت تمارس التطهر المخزي من آثامها الظاهرة، ولطالما كانت الجيوش مطية الأجسام السياسية في إقصاء أجسام سياسية أخرى، معظم الأحزاب الفاعلة في مشهد التاريخ السياسي إبان الإستقلال والغة في دماء الشعب السوداني بصورة مباشرة أو غير مباشرة يمينا ويسارا. العدالة الإنتقالية ينبغي أن تمارسها الأحزاب السياسية أولاً، في شكل مكاشفات سياسية تاريخية تعتذر فيها للشعب السوداني و لخصومها السياسيين، ماف ما يمنع تعتذر ويعتذروا سواء خطأك جا كفعل أو كرد فعل.
عندما تبدي الأحزاب حُسُن نية في السير خطوة للأمام في سبيل استقرار البلد دي بدل التمترس خلف المواقف التاريخية المزيفة وتعليق الإخفاقات على الخصوم، من السهل تحييد المؤسسة العسكرية والدعم السريع بشكل سلمي المهم أن تبدأ المكاشفات ، حتىنطوي صفحة السودان القديم دي وندخل على صفحة جديدة بيضاء . وبطبيعة الحال فالإعتذار وتعويض المتضررين من العنف الهيكلي بيعني بالضرورة حفر ساس السودان الجديد على هدى الإعتبار وبصيرة الضمير الجمعي طور التخلق. فلنشتري الغد بالمكاشفات العلنية ليس من باب دق الصفايح، بل من باب طي صفحة الخصومات المتوارثة والممارسة السياسية الملتوية وللأبد، وإن كنا بادئين فعلا وصادقين في نوايانا فلتكن البداية من الأجسام السياسية كلها وبلا استثناء.
- كنت وما زلت وسأظل أعتقد أنّ إسقاط الإنقاذ (بحق وحقيقة) هو الخطوة الأولى في حلحلة أزمات هذه الجغرافيا المسماة بالسودان بجميع مكوناتها، ليقيني التام بأنّها العقبة الكأداء بإزاءِ أي إصلاح، وما يزال فلولها يثيرون البلابل ويفتعلون المشكلات في جميع أطرافها، بيد أنهم لم يعودوا بذات القوة التي تمكنهم من عرقلة عجلة التغيير، فقصارى ما يمكن أن يحدثوه إبطاء سيرها، فالسايقة واصلة. الإنقاذ لم تكن سلطة قابضة وظالمة فقط، بل غطاءاً قانونيا من تفصيل لوبيهاتها لشرعنة فسادهم واستبدادهم السياسي والإقتصادي والمؤسسي، كانت وجوهٌ تتبدل ليستمر الإرهاب والنهب السحل والبطش والظلم الموروث.
من كان يعتقد أنّ الحياة ستتورد إبان إسقاطها سياسيا من على سدة الحكم من قصيري النظر والذاكرة ومطموسي البصائر فليتبوأ مقعده مع اليائسين والنائحين بالأسحار، فهذا الدّرْبُ محفوفٌ بالمكارِهِ والصبر والمثابرة، حتى يقضيَ اللّٰهُ أمراً كان مفعولا.

فلنردد خلف مصطفى سند:
بيني وبينك تستطيل حوائطٌ
ليلٌ وينهض ألف بابْ
بيني وبينك تستبين كهولتي
وتذوب أقنعة الشبابْ
ماذا يقول الناس
إذ يتمايل النخل العجوز سفاهةً
ويعود للأرض الخرابْ
شبق الجروف البكر للأمطارِ
حين تصلّ في القيعان رقرقة السرابْ

mido34067@gmail.com
////////////////////////

 

آراء