تصورات نحو برنامج مابعد الحرب: الكتابة عن المستقبل اثناء حاضر غائم (١-٣)

 


 

 

تعرف هذه الكتابات في الادبيات السياسية "الدروس المستفادة" وهي مرحلة هامة وضرورية عقب كل مرحلة مفصلية في اي برنامج او مشروع او وطن، لكي لا تحقق مقولة "من لايقراءون التاريخ موعودون بتكراره".

عند بدأنا مجموعتنا المسماة آنذاك "فريق الباحثين" وهي مجموعة بحثية متطوعة مكونة من تخصصات مختلفة وخبرات متنوعة، من بداية اكتوبر ٢٠١٨، قبل بدأ الثورة، لاستشعارها بقرب انفجارها. وطوال الثورة من ديسمبر وحتى ١١ ابريل ٢٠١٩ كانت منغمسة في التحركات اليومية ومتابعتها والكتابة عنها، ومشاركين حقيقين في يوميات الثورة. كان قد بدأ في الوضوح المعسكرات الثلاث التي تستمر حتى الان: ١) اللجنة الامنية ومن خلفها الكيزان مختطفة الجيش وتمثله، ٢) الجنجويد وتحولها من مليشيا تابعة للكيزان الى حاضنة سياسية وعسكرية ومتحالفة معهم وبدء تحولها لجهاز عسكري وسياسي لآل دقلو، ٣) النخبة السياسية القديمة وحلفائها الجدد من "عشاق الكراسي". وتوزعت القوى الخارجية المختلفة الاطراف المتعددة.

واصلنا العمل بشكل مضاعف من ابريل وحتى يونيو باجتماعات متواصلة، وفي نفس الزمن واصلت مبادرة الجامعة اعمالها، وذلك لشعورنا باهمية البرنامج والاتفاق على آليات واساسيات بناء الدولة التي تحقق مصالح وتطلعات الثورة والمواطنين بعد نجاح الثورة. بعد مجزرة فض الاعتصام وموكب ٣٠ يونيو استعدنا الحماس والقابلية للمواصلة. في خلال ثلاثة اشهر كان "البرنامج الاسعافي" جاهزاً ومتفقاً عليه من كل اطراف قحت. لكن كانت الصفقات تعقد والتنازلات تقدم وطريقة وراء الكواليس هي السائدة.

كان مزاج فريق الباحثين اغلبه مع "نعف عند المغانم", وهكذا مع تركيزنا على البرنامج لم نكن منتبهين لما كان يدور وراء الثورة ويدبر لها. وضح لنا بعد ذلك ان من وضع البرنامج كان هو القمين بتنفيذه وهي قوى الحرية والتغيير. ارتضت قحت بمن هو ضد برنامجها كرئيس للوزراء، الذى انكر وجود البرنامج الاسعافي بعد تسلمها في ١٥ اكتوبر ٢٠١٩. ولان اطراف من قحت نفسها كانت قد اصبحت ضد البرنامج الاسعافي ومع برنامج حمدوك وقبلت بالبدوي وبالبرنامج النيوليبرالي، فقد سكتت صمت القبور ولم تدافع عن برنامجها المعلن.

هذه المقالات، اضافة لتصورات اثناء الحرب التي نشرت في ثلاث مقالات، مساهمة من احد الكتاب الملتزمين بالثورة في اغناء برنامج الثورة التي تقودها سلطة الشعب لعلها لاتعيد خطأ ان تقف الحرب ونجد انفسنا في تحالفات مصالح البرنامج النيوليبرالي الذي جاء بدماره ونهبه وقتله وتدخلات الدولتية.

ان شعارات وحدة القوى المدنية الموزعة بين الاطراف ذات المصالح المتناقضة، لن تكون طريق الخلاص لان من يضع البرنامج هو المفروض ان ينفذه وهو الاولى بتنفيذه ولابد ان تكون سلطة الشعب وقوى الميثاق، والا فابشروا بنيوليبرالية حمدوك او الكيزان، فهما متفقين على البرنامج، احدهما باسم الاممية الاسلامية والاخر باسم الاممية العلمانية. وبين اكاذيب الكيزان ووعود اعادة الاعمار تمهيدا لتوسيع بروفات سرقة الاغاثة حالياً، وكلام قحت الانشائي حتى الان حول الرؤية والتي افسرها بالعودة للكراسي على الدبابة الامريكية ابرامز كما فعل العراقيين قبلهم.

 

آراء