تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي .. تصور … بقلم: أحلام إسماعيل حسن

 


 

 



عدت اليوم لألتقيك ... نفس المكان الذى تعاهدنا أن نجتمع فيه كل عام ... رأيتك تتهادى من على البعد .. إبتسامتك تتقدم خطاك .. ضممتنى إلى صدرك الحانى .. صمت وأنت ترمقنى بطرف خفى ... كنت أعبث بذرات الرمال التى نجلس عليها ... أصنع منها كومة ثم أنثرها .. كان لسان حالك يسألنى عن ما آل إليه الحال بعد رحيلك ... ما زلنا يا أبتى نصارع الهموم فتصرعنا حيناً ونصمد فى وجهها حينا ... كل ذكرياتى معك رغم طول السنين لم يطالها النسيان .. حكاويك عن البلد وأهلها ونيلها وحبك لتراب قريتك الوادعة فى الشمال وعشقك لأهلك لم يبارح مخيلتى .. نحن فى شهر فبراير الحزين دوما .. ففى هذا الشهر كان رحيلك وكذلك كان رحيل رفيق دربك الأستاذ وردى ومن قبله رحل إبن قريتك الروائى الطيب صالح والآن يتوشح البركل سوادا فى ذكرى الراحل خالد الحاج وحزنا على رحيل الأستاذ عادل محمد الأمين ... لا أدرى أهى الصدفة وحدها التى تجعل من هذا الوقت بالذات موعدا للرحيل المر حتى صار ينتابنى الخوف والهلع كلما إقترب موعد رحيلك خشية أن يرحل فيه عزيز لدينا ...
أبى ما زلت أذكر أمى حد الزين تحكى لنا يوم مولدك وكيف كانت فرحة أهل القرية بك ... ما زالت كلماتها ترن فى أذنى أنها أطلقت عليك إسم  (إسماعين ) تيمنا بجدك إسماعيل الولى .. كانت حد الزين تحكى لنا عن طفولتك وكانت هى تقرض الشعر ولعلك تـشـرّبت منها بواكير الأدب فنشأت شاعرا مطبوعا تملأ الدنيا بكلماتك الشجية التى تغلغلت فى دواخل كل محبى الكلمة العذبة فكنت رومانسية العشق فى الزمن الجميل يتدافع الأدباء والشعراء إلى مجلسك فتفرح بمقدمهم هاشا باشا مستبشرا بحضورهم الأنيق .. لم يغريك المنصب ولا الشهرة بل كنت أنت الأخ والصديق والأب والموجه لكل من قصدك فأحبك الجميع ... لكنك رحلت باكرا ..
سأكتب فى ذكراك هذه عن مسيرتك منذ مولدك إلى حين رحيلك وسأحاول أن أجتر بعض كلماتك وحكاوى أهلى عنك ... ألست أنت القائل فى وطنك وأهلك هذه الكلمات

الآن يرسل القمر أشعته نحو مجلسنا ... سيهدأ الليل الذى كنت تغزل فيه كلماتك .... ستهدأ روحى بقربك .. سأستجمع شوارد الكلم لأرسم شخصك الذى أعرفه ... سأكتب عن شعرك .. عن رومانسيتك ... عن اصدقائك ... عن أبوتك ...عن حبك لهذ الوطن الذى أهديته بلا من أو أذى وتدفقت كلماتك عبره كتدفق نهر النيل فكنت أنت النيل لحنا وعطاءا ...
إلى الملتقى رحمات ربى تتنزل عليكم

Ahlam Hassan [ahlamhassan123@live.com]

 

آراء