تعليق على حديث الرسول ﷺ عن أبناء نوح

 


 

 

ahmed.elyas@gmail.com
طلب مني الباحث النشط المهندس عمر الحاج التعليق على حديث الرسول ﷺ الذي ظهر في الوسائط الاجتماعية نقلاً عن كتاب "تنوير الغبش" عن أبنا نوح عليه السلام سام وحام ويافث. ورد هذا الحديث في كتاب ابن الجوزي (510 – 597 هـ) "تنوير الغبش في فضل السودان والحبش" كالآتي:
"روى الحسن البصري عن سمرة عن النبي ﷺ أنه قال: " ولد نوح ساما وجاما ويافث، فسام أنو العرب، وحام أبو الزنج، ويافث أبو الروم"

وأرى أن التعليق على الحديث يتطلب البحث عنه في كتب السنة والتاريخ للوقوف على رواياته المختلقة والمقارنة بينها. ونبدأ بما ورد في كتب التاريخ، ثم ما ورد في كتب السنة وأخيراً يورد الآيات التي تعرضت لأبناء نوح في الكتاب المقدس.

الأحاديث التي وردت في كتب التاريخ عن أبناء نوح
اشتهر حديث هذا الحديث في كتب التاريخ أكثر من اشتهارها في كتب السنة. فقد وردت في كتب التاريخ عدد من الروايات المختلفة في متونها كما ف مؤلفات الطبري وابن كثير وابن عساكر وابن الجوزي وابن خلدون. جاءت سبع روايات في كتب التاريخ عن أبناء نوح روى خمسة منها سمرة بن جندب وروى سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رواية واحدة وكذلك مالك بن أنس رواية واحدة.
ويمكن تقسيم هذه الرايات وفقاً لما ورد في متنها إلى أربعة أقسام. كما توجد روايات أخرى لوهب بن منبه وسعيد بن المسيب غير منسوبة للرسول ﷺ. الروايات عن الرسول ﷺ جاءت كما يلي: (كل الكتب المشار إليها هنا مصدرها موقع الوراق)

القسم الأول: رواية واحدة سمرة ورد فيه أبناء نوح الثلاثة دون ذكر ذرياتهم
1. حدثني عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثني روح، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " ولد نوح سام وحام ويافث " قال عبد الله: قال روح: أحفظ يافث، وسمعت مرة يافت. (الطبري، تاريخ الرسل والملوك - ج 1 / ص 77)
القسم الثاني: رواية واحدة سمرة أيضاً اختلف متنها عن روايته الأولى اختلافاً بسيطا لا يودي إلى تغيير المعنى. فهذه الرواية أسقطت "سماع روح ليافت" وأضافت " وجعلنا ذريته هم الباقين“
2. حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن عثمة، قال حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " وجعلنا ذريته هم الباقين“ وقال: "سام وحام ويافث" (الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 1، ص 71)
القسم الثالث: به أربع روايات، ثلاث منها لسمرة وواحدة لمالك اتفقت في ذكر أسماء أبناء نوح دون ذكر ذرياتهم مع القليل من الاختلاف في المتن، جاءت كالآتي:
3. حدثني أحمد بن بشير بن أبي عبد الله الوراق، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سام أبو العرب، ويافث أبو الروم، وحام أبو الحبش " ( تاريخ الرسل والملوك - ج 1 / ص 77)
4. حدثني القاسم بن بشر بن معروف، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسمل، قال: " ولد نوح ثلاثة: سام وحام ويافث، فسام أبو العرب، وحام أبو الزنج، ويافث أبو الروم " (تاريخ الرسل والملوك، ج 1، ص 77)
5. أخبرنا ابن الحصين، أخبرنا ابن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الوهاب، عن شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، أن نبي اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " سام أبو الترك، وحام أبو الحبشْ، ويافث أبو الروم " (ابن الجوزي، المنتظم، ج 1، ص 42) لم يرد ذكر العرب
6. قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده حدثنا ابراهيم بن هانئ وأحمد بن حسين بن عباد أبو العباس قالا: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولد لنوح سام وحام ويافث فولد لسام العرب وفارس والروم والخير فيهم. (البداية والنهاية، ج 1،ص 130) لم يذكر ذرية حام ويافث

القسم الرابع: رواية واحدة هن مالك جاءت بمزيد من التفصيل في ذرية أبناء نوح
7. حدث عن أحمد بن البختري الواسطي بدمشق بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولد لنوح ثلاثة: سام وحام ويافث، فولد لسام العرب والروم وفارس، وكلٌّ فيه خير، وولد لحام القبط والبربر والحبشة، وكلٌّ فيه خير، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والخزر، وكلٌّ لا خير فيه. (ابن عساكر، مختصر تاريخ دمشق، ج 1، ص 315)
جعلت الرواية العرب والفرس والروم أبناء سام، وأتت زيادة القبط والبربر في أبنا حام وياجوج وماجوج والترك والخزر من أبناء يافث.

روايات غير منسوبة للرسول ﷺ: وردت أربع روايات عن أبناء نوح روايتان لوهب بن منبه وثلاث روايات لسعيد بن المسيب كما يلي:
أ‌- روى من حديث اسمعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال: " ولد نوح ثلاثة سام ويافث وحام وولد كل واحد من هذه الثلاثة فولد سام العرب وفارس والروم. (البداية والنهاية، ج 1، ص 130)
ب‌- حدثني عمران بن بكار الكلاعي قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: ولد نوح ثلاثة، وولد كل واحد ثلاثة: سام، حام، ويافث. (الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 1 /، ص 77)
ت‌- وقال سعيد بن المسيب: ولد نوح ثلاثة أولاد: سام، وحام، ويافث. فولد سام العرب وفارس والروم، وولد حام السودان والبربر والقبط، وولد يافث الترك والصقالبة، ويأجوج ومأجوج. (ابن الجوزي، المنتظم، ج 1، ص 42)
ث‌- حدثني محمد بن سهل بن عسكر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثنا عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: إن سام بن نوح أبو العرب وفارس والروم، وإن حام أبو السودان، وإن يافث أبو الترك وأبو بأجوج ومأجوج، وهم بنو عم الترك. (الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 1، ص 74)
ججججج
اتفقت روايات سعيد بن المسيب ووهب بين منبه في ذكر أسما أبناء نوح وأسماء أبنائهم، ولكن كل الروايات اختلفت في ذكر التفصيل، ويبدو أن الرواية الأولى رقم أ بها خلل في متنها.

تعليق
يعتمد الحكم على صحة الحديث – كما وضح علماء السنة – على النظر إلى رواة الحيث وإلى متنه. وعرفوا الحديث الصحيح بأنه: ما اتصل سنده برواية عدل تام الضبط من أول السند إلى منتهاه، وسلم من الشذوذ والعلة .( https://fiqh.islamonline.net/) وليس من غرض هذا التعليق التعرض لسند الحديث بل سيكون التعليق منحصراً في متن الحديث الذي قد يعرض الحديث للشذوذ أو العلة التي تؤدي إلى عدم صحته.
جاءت سبع روايات عن النيي ﷺ في كتب التاريخ عن أبناء نوع روى خمس منها سمرة بن جندب وروى كل من أبي هريرة وواحدة لمالك بن أنس رواية واحدة. ويلاحظ وجود بعض الاختلافات في متون كل هذه الروايات أدت إلى اختلاف معنى الحديث في كل قسم من ا الأقسام الأربعة.
ففي رواية القسم الأول أخبرنا سمرة عن الرسول ﷺ أن أبناء نوح هم سام وحام ويافث. وفي روايته في القسم الثاني عن النبي ﷺ زيادة في المتن لم ترد في الحديث الأول وهي الإشارة إلى أن ذرية أبناء نوح هم الباقين.
والقسم الثالث تضمن أربع روايات ثلاثة منها لسمرة وواحدة لأبي هيرة. وقد اختلفت كل هذه الروايات عن روايتي القسم الأول والثاني بإضافتها ذرية أبناء سام وحام ويافث، كما ورد بعض الاختلاف في متونها. ففي روايات سمرة في الحديث رقم 3 ورد حام أبو الحبش وورد في الحديث رقم 4 حام أبو الزنج وواضح اختلاف مفهوم كل من الكلمتين الحبش والزنج، إذ معنى الزنج أوسع من معنى الحبش. وأتت رواية سمرة في الحديث رقم 5 مختلفة عن روايتيه السابقتين إذ جعلت سام أبو الترك ولم يرد ذكر للعرب.
كما اختلفت رواية أبو هريرة رقم 6 عن روايات سمرة الثلاث 3 و4 و5، فقد ذكر أبو هريرة أبناء نوح الثلاثة ولكنه لم يذكر ذرية حام ويافث، وجعل العرب والفرس والروم أبناء سام مخالفاً بذلك كل الروايات السابقة. وانفردت هذه الرواية بإضافة عبارة "والخير فيهم"
أما رواية مالك بن أنس رقم فقد اتفقت مع رواية أبي هريرة رقم 6 في جعل العرب والفرس والروم أبناء سام. واختلفت مع كل الروايات بإيراد تفاصيل إضافية لذرية أبناء نوح فأضافت البربر والقبط لأبناء حام وجعلت الترك والخرز وياجوج وماجوج أبناء يافث. كما اختلفت مع كل الروايات السابق بإضافة عبارة" وكلٌّ فيه خير" لأبناء سام وحام، وعبارة "وكلٌّ لا خير فيه" لأبناء يافث.
******
لدينا إذاً سبع روايات في كتب التاريخ عن أبناء نوح مروية عن النبي ﷺ اختلف متونها اختلافات تؤدي إلى اختلاف معانيها. فأيها الرواية الصحيحة؟ لا يمكن أن تكون كلها صحيحة لأننا لا يمكن أن نسند للرسول ﷺ سبع روايات مختلفة المعاني في موضوع واحد.
ولو افترضنا أن الرسول ﷺ تطرق إلى أبناء نوح مرتين. في المرة الأولى ذكر أسماء أبناء نوح فقط كما في حديث سمرة رقم 1، أو ذكرهم مع الإشارة إلى أن ذريتهم هم الباقين كما في حديث رقم 2 وهو أيضا رواية سمرة. فالاختلاف في الحديثين هنا مقبول ولا يؤدي إلى تغيير كبير في المعنى.
ولو افترضنا أن الرسول ﷺ تناول في المرة الثانية أبناء نوح وذرياتهم، فلا يزال الاشكال قائماً لأن الروايات الخمسة الباقية أرقام 3 و4 و5 و6 و7.ثلاثة منها رواية سمرة اختلفت متونها اختلافاً أثر على معاني الأحاديث. فكيف ننسب إلى الرسول ﷺ خمس روايات مختلفة المعاني في موضوع واحد؟
قبل أن نحاول الإجابة على ذلك نشير إلى الروايات غير المنسوبة للنبي ﷺ عن أبناء نوح، ثم ننتقل إلى ما ورد في كتب السنة عن أبناء نوح.
وقد وردت في كتب التاريخ أيضاً أربع روايات (أ - ث) عن أبناء نوح لم تنسب للنبي ﷺ، ثلاثة منهما نسبت لسعيد بن المسيب أرقام أ وب وت وراية واحدة لوهب بن منبه رقم ث. وقد اختلفت هذه الروايات فيما بينها، وتتفق الرواية رقم أ مع الرواية رقم 1 وتتفق رواية سعيد بن المسيب رقم ب مع روايته عن أبي هريرة للحديث رقم 6. وجاءت في الروايتين ت ث بعض تفاصيل أبناء نوح لكنها لم تتفق في هذه التفاصيل.

ما ورد في كتب السنة عن أبناء نوح
من المعروف أن كتب السنة أكثر تدقيقاً في تناولها لأحاديث الرسول ﷺ من كتب التاريخ. وقد جاء في كتب السنة عن أبناء نوح خمس أحاديث عن النبي ﷺ رواها كلها سمرة بن جندب. وجاءت رواية واحدة في كتب السنة عن سعيد بن المسيب غير منسوبة للرسول ﷺ. ووردت الروايات كما يلي.

1. 2577 -حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال «ولد نوح سام وحام ويافث» (مسند الشاميين للطبراني، ج 7، ص 431)
2. 19255 روى الامام أحمد بن حنبل في مسنده أن روح – راوي الحديث التالي رقم 4 – عن سمرة بن جندب قال ببغداد مِنْ حِفْظِهِ وَلَدُ نُوحٍ ثَلَاثَةٌ سَامُ وَحَامُ وَيَافِثُ. (مسند أحمد، ج 41، ص 85)
3. 774 -نا محمد بن بشار نا محمد بن خالد بن عثمة، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (وجعلنا ذريته هم الباقين) قال: «سام وحام ويافث» (مسند الروياني، ج 2، ص 414)
4. 19255 -حَدَّثَنَا رَوْحٌ مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَ الْحَسَنُ عَنْ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَامُ أَبُو الْعَرَبِ وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ وَحَامُ أَبُو الْحَبَشِ. (مسند أحمد، ج 41، ص 85)
5. 3965 -أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن غياث العبدي، ثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، ثنا عياش بن الوليد الرقام، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، عن سمرة بن جندب، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ولد نوح ثلاثة سام وحام ويافث أبو الروم» «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» (المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج 9، ص 252)
رواية عن سعيد بن المسيب
8561 -قال: وأخبرني معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: «ولد نوح ثلاثة: سام، وحام، ويافث، فولد سام العرب وفارس، والروم، وفي كل هؤلاء خير، وولد حام: السودان، والبربر، والقبط، وولد يافث الترك، والصقالبة، ويأجوج ومأجوج» (الجامع لابن وهب، ج 1، ص 25)
ونقل الحاكم فيما بعد حديث ابن وهب أعلاه بنفس رواته الأوائل. (الحاكم، المستدرك على الصحيحين، ج 19، ص 321)

تعليق
جاءت في كتب السنة خمسة روايات عن النبي ﷺ في كتاب الجامع لابن وهب (ت 197هـ) ومسند الامام أحمد (ت241 هـ) ومسند الشاميين للطبراني (ت 360هـ) ومسند الروياني (ت 370 هـ) والمستدرك على الصحيحين للحاكم (370). وجميع الروايات لسمرة بن جندب اتفق متني الروايتين 1 ز2 واختلفت متوب بقية الروايات.
جاء في الحديثين رقمي 1 و2 ذكر أبناء نوح الثلاثة سام وحام ويافث دون ذكر ذريتهم، وردت إضافة في المتن في الحديث رقم 3 جاء فيها أن ذرية أبناء نوح هم الباقون. وفي الحديث رقم 4 جاء المتن مختلفاً بإضافة ذرين أبناء نوح: سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم. وورد اختلاف في متن الحديث رقم 5 فقد زرد ذكر أبناء نوح الثلاثة لكن لم يرد ذك ر أبناء سام وحام.
ويلاحظ على متن الأحاديث أرقام 1 و2 و3 التقارب الشديد فقد ذكرت أسماء أبناء نوح دون التعرض لذرياتهم، وانفرد الحديث رقم 3 بجعل البقية في ذرية نوح. ولذلك يمكن اعتبار هذه الثلاث أحاديث مجموعة واحدة. وكذلك يتقارب متني الحديثين رقمي 4 و5 بذكرهما أبناء نوح وأسماء ذرياتهما، إلا أن الحديث رقم 5 ذكر اسم ذرية يافث فقط. ولذلك يمكن أيضا اعتبارهما مجمعة واحة.
فأحاديث كتب السنة عن أبنا نوح التي رواها كلها سمرة بن جندب يمكن تقسيمها إلى قسما. القسم الأول ذكرت فيه أسماء أبناء نوح الثلاثة دون ذكر أسماء ذرياتهم، والمجموعة الثانية ذكرت أسماء أبناء نوح مع أسماء ذرياتهم. ويضاف رواية سعيد بن المسيب التي وردت في كتب السنة لكنها غير منسوبة للرسول ﷺ والتي اختلف متنها عن متون الأحاديث الأربعة.
وأخيراً نورد ما ورد في الكتاب المقدس الذي اعتمدت علي كتب التاريخ الاسلمي المبكرة في تناولها لنوح عليه السلام وأبنائه.

ما ورد فب الكتاب المقدس عن أبناء نوح
سفر التكوين
"وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم: «أثمروا واكثروا واملأوا الأرض * وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساما وحاما ويافث. وحام هو أبو كنعان * هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح. ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض" (الاصحاح 9: 1 و18-19)

سفر التكوين
"وهذه مواليد بني نوح: سام وحام ويافث. وولد لهم بنون بعد الطوفان * وبنو حام: كوش ومصرايم وفوط وكنعان * وسام ابو كل بني عابر، اخو يافث الكبير، ولد له ايضا بنون * 22وبنو سام: عيلام واشور وارفكشاد ولود وارام. (الاصحاح 10: 1و 6 و21 و22)

الخلاصة
وردت أحد عشر حديثاً عن أبناء نوح في كتب التاريخ والسنة أتت سبع روايات منها في كتب التاريخ وخمس روايات في كتب الستة. يلاحظ أن خمسة روايات من الروايات السبع التي أتت في كتب التاريخ من رواية سمرة بن جندب بينما روى كل من أبي هريرة ومالك رواية واحدة.
وقد اتفقت اثنتان من روايتي سمرة رقمي 1 و2 في ذكر أسماء أبناء نوح دون التعرض لذريتهم، بينما تناولت بقية الروايات أرقام 3 و4 و5 و6 و7 أسماء أبناء نوح وأسماء ذرياتهم لكنها اختلفت في ذلك اختلاف يؤدي إلى اختلاف معاني متونها.
وقد وردت عن أبناء نوح في كتب السنة خمسة روايات كلها لسمرة. ويلاحظ في البداية أن كتب السنة المشهورة مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة وسنن الدرامي لم تتناول هذا الحديث. وبالطبع فإن هذا لا يقدح في صحة الحديث.
ويلاحظ على روايات سمرة في كتب السنة عن أبناء نوح اختلاف روايتيه رقمي 4 و5 في متنيهما بينما اتفقت رواياته أرقام 1 و2 و3 والتي ورد فيها أسماء أبناء نوح فقط دون التعرض لذرياتهم، وتتفق هذه مع روايتيه رقمي 1 و2 في كتب التاريخ في ذكرهما أسماء أبناء نوح فقط دون التعرض لذريتهم.
وهكذا يتضح أن روايات سمرة في كتب التاريخ أرقام 1 و2 ورواياته في كتب الحديث أرقام 1 و2 و3 والتي جاء فيها عن النبي ﷺ "وَلَدُ نُوحٍ ثَلَاثَةٌ سَامُ وَحَامُ وَيَافِثُ" دون التعرض لذكر ذرياتهم هي الرواية الصحيحة، بينما تعرضت متون باقي الروايات للشذوذ والعلة

 

 

آراء