تفلسُفٌ مَرِحْ

 


 

 

هل كانت "مشكلةُ الشّرِّ" هي الدافع الأساسيّ لرفضِ ذلكَ الرّافض، في النّكتة السّودانيّة الشّهيرة، أن يُهدى له القُرآن المقدّس من صديقٍ مغتربٍ موسرٍ عائدٍ للبلادِ حين وُزِّعت الهدايا؟ "كتاب الله ما باباهُو، لكن الفيكْ اتْعَرَفَتْ!" هكذا ألقى الكلام عواهنياً إذ أفلتَ منه ذاكَ بلا مبالاةٍ معاشيّةٍ جديرةٍ بباشكاتبٍ قديم. لم تكُن له حتّى "هِمّة" المُتسكِّع التي تدفعه إلى أن يُحاولَ، أقلَّهُ، "تبرير" موقفه– بالمعني العامِّيِّ لذلكَ التبرير– في صيغةٍ اعتذاريّةٍ ما "تُغَطِّي" على "جُرأةِ" ما قد يقولُ من كلامٍ "قَاهِرٍ" أمام كبار رجالات مجتمعه العائليِّ أو الرَّسميِّين من النّاس. فهو قد "زنَّها" في الأفقِ هكذا "نَاشِفةً" كـ"اللَّدايةِ" التي لم يُطْبَخْ عليها ذاتَ عسرٍ كان مشهودا. ذاكَ رُغمَ أنَّهُ "مشهودٌ له بالكفاءةِ" .. الخ .. الخ، سيِّداً وعزيزَ قومٍ ما يزالُ يستطيع التّوهّمَ أنّه لم يُذَلْ.

أغسطس 1997م.
إبراهيم جعفر.

khalifa618@yahoo.co.uk

 

آراء