ظل المسلمون والمسيحيون من فجر التاريخ يعيشون ويتعايشون في مودة ووئام واحترام متبادل في البلد الواحد وعن بعد بين الدول وقد نشبت بينهما علاقة اخذ وعطاء وتبادل منافع مستمدين ذلك من كتابيهما الانجيل والقرآن الذين يحضان على المودة والمحبة والوئام واستمرت العلاقة كذلك لايعكر صفوها شيء الي ان جاء الاستعمار وحكم البلاد الاسلامية لعشرات السنين فتعامل المسلمون معهم كحكام وولاة امر وعندما حانت الظروف لاستقلال تلك الدول لم يكن طلب الاستقلال سببه لان المستعمرين مسيحيون بقدر ما ان المسلمين حسوا انهم قادرون على حكم بلادهم وانهم اولى بذلك من غيرهم فخرج المستعمرون من كثير من الدول الاسلامية خروجا منسابا كالماء دون عنف او اراقة دماء كمافي السودان وغيره فان كان هناك دول سالت فيها دماء وعنف فكان سببه اصرار الاستعمار على البقاء وبعد خروج المستعمر لم تنقطع العلاقات بين الدول وتبادل المصالح دون ان يكون هناك شىء فى النفوس الى جانب العلاقات الفردية والمصاهرة وانشاء الصداقات اما الاقباط فكانوا فى الدول الاسلامية يعيشون مواطنين اصحاب بلد لم يمسهم سوء من مسلم وكانوا يعتلون أعلى المناصب الحكومية ولم تكن المسيحية او الاسلام من مؤهلات التوظيف ولم نسمع قبطيا دخل في شجار مع مسلم فتحول ذلك الي مواجهة بين المسلمين والمسيحيين حتي في فجر التاريخ كانت العلاقة متوطدة مع المسلمين فقد اهدي مقوقس مصرالقبطي مارية القبطية للنبي صلي الله عليه وسلم والتي صارت له زوجة ومقولة سيدنا عمر الشهيرة التي قال فيها (متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا )قالها لابن عمرو بن العاص حاكم مصر عندما استفز احد الاقباط وضربه فاعطى سيدنا عمر السوط القبطي وقال له اضرب ابن الاكرمين"،هكذا كانت العلاقة بين المسيحيين والمسلمين ومن يقول بغيرذلك فقد خرج من تعاليم الاسلام والمسيحية ،والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين اصلها القرآن وذلك في قوله:(ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون)فعلي الذين يصدرون الفتاوى التي تنفر عن الاسلام ومنها عدم التواصل مع المسيحيين وتهنئتهم فيمناسباتهم عليهم ان يراجعوا فتاويهم تلك واظن المسلمين الذين يهنئون المسيحيين يهنئونهم من منطلق مفهومهم للمسيح واعتقادهم فيه وانه بميلاده ولدت البشرى بمجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث:(انا بشارة اخي عيسي ودعوة ابي ابراهيم)ولا يهنئونهم بمفهوم المسيحيين للمسيح واعتقادهم فيه واعتقادهم لم يحول دون تزويجنا نساءهم واحلال طعامهم ولأن المسلم صاحب سلعة مطلوب ترويجها في كل زمان وفي كل مكان ان لم يكن بلسان مقاله فليكن بلسان حاله فكم من مسيحي دخل في الاسلام بسبب معاملة وكم منهم آمن نتيجة زيارة والله سبحانه وتعالي يقول:(وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم )فكيف يكون طعامهم حل لنا ولا ناكله وكيف ناكله ان لم نزورهم ونتفقدهم ويقول تعالي ايضا:(والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب )فكيف لنا ان نصاهر انسان ويكون بيننا الاطفال والنسب ولا نتبادل معه الزيارات في السراء والضراء نحن بحاجة الي فتاوى تحمل هذه المعاني والرسول صلي الله عليه وسلم يقول :(بشروا ولا تنفروا) ونحن المسلمون في حاجة لكل انسان في هذه البسيطة ان نحييه بالاسلام لا ان نقتله به نحببه له لا ننفره منه نتواصل به معه لا نقاطعه به،نحن اصحاب بضاعة وصاحب البضاعة دائما يحسنها ويجملها ويرغب المشتري فيها بتعامله الطيب وتبسمه وتخفيض سعره وفي الحديث:(رحم الله رجلا سمحاً اذا باع واذا اشترى واذا اقتضى ) هذه هي حقيقة العلاقة لمن يريد ان يعلم ولكن قد تعترضها او اعترضتها بعض الازمات هنا وهناك بسبب غرض سياسي او تعصب ديني او مرض او جهل لكنها ظلت مستمرة.
فبعد استعراضنا للعلاقة ما بين المسلمين والمسيحيين قد وضح للذي يريد ان يعرف الحقيقة من غير تبديل او تغيير انه لم تكن هناك أي مشكلة تؤدي الي ما هو حادث في الساحة ولكن الكثير منا يعلم ان هناك ايادي خفية تريد لنا ان نكون كذلك فعلينا ان نعي ذلك وان لا نعطي الفرصة لمن يريدون ان يشعلوا حرباً يكون وقودها المسلمين والمسيحيين لتحقيق بعض الاهداف المعلومة لجهة ثالثة فانتبهوا يااولي الالباب و نقولها صراحة وداوية انه مخطىء ان كان مسلما متطرفا او جاهلا بتعاليم الاسلام ان يظن ان الاسلام ينتصر بالتفجير او ينتشر بالعنف او يسود بالارهاب فالاسلام ليس بحاجه الي ذلك وهو غني عن ذلك،فليعلم الطرفان ان الاسلام لا العنف ينشره ولا الصد عنه يوقفه لانه يحمل من المقومات التى تقاوم كل ذلك وله منصاته للانطلاق منها قوله تعالى (ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هي احسن ) وقوله:(ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن)،(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،(لا اكراه في الدين).