(جبن) الإدارة وجزاء العجب

 


 

حسن فاروق
2 June, 2013

 


أصل الحكاية

تصريح غريب من الامين العام للجنة تسيير المريخ تناقلته أمس وسائل الإعلام المختلفة جاء فيه ( طالب سكرتير المريخ طارق عثمان الطاهر اللاعب فيصل العجب بالإعتزال قبل أن يسمع ذلك من الجماهير عبر صافرات الإستهجان وقال ( حان وقت الإعتزال ) الدليل أن اللاعب أصبح خارج توليفة المريخ منذ 2011 وأن الموسم الحالي هو الأخير له ، وقال إن فيصل العجب نجم كبير يجب أن يحدد الإعتزال بصورة له ولجمهوره ) إنتهي التصريح الغريب وممن ؟ أمين عام لجنة التسيير (المعينة) ، وهذا التصريح أقل مايمكن أن يوصف به ( جبن) إداري ، لأن القرار في يد الامين العام وبقية أعضاء اللجنة ، وبدلا من هذا الحديث غير المسؤول في تقديري ، والذي يمكنه أن نقبله من مراقب أو ناقد أو حتي مشجع ولكنه غير مقبول وغير مسؤول من الذي بيده القلم .
والقلم هنا أعني به (القرار) بإنهاء خدمات اللاعب فيصل العجب وشطبه من كشوفات الفريق ، طالما أن رؤية لجنة التسيير ( المعينة) أنه فقد صلاحيته كلاعب بالفريق ، بدلا من طريقة الإستفزاز والتهديد بالجمهور وصافرات الإستهجان التي إتبعها أمين عام اللجنة (المعينة) مع اللاعب الكبير وقائد الفريق فيصل العجب ، وأري أن هذا التصريح كشف نوايا اللجنة تجاه قائد الفريق .
والطريق المختصر قرار ( شجاع) بشطب اللاعب من الكشوفات ـ وإلا فالصمت كان الخيار الأفضل وترك اللاعب يكمل ماتبقي من فترة تعاقده مع النادي ، والإحتفاظ بمساحات مقدرة من الإحترام بين الطرفين ، بدلا من زرع المرارات في النفوس كما فعل أمين عام اللجنة ، والذي أكد أن أزمتنا الرئيسية في الرياضة إدارية ، لجنة تسيير (تجبن) عن إتخاذ قرار تملكه بالإستغناء عن اللاعب ، تستخدم أسلوب الحرب (المعنوية) علي لاعب لتجبره علي الإعتزال ماذا يمكن أن نقول عنها ؟.
لعل أمين عام اللجنة سمع عن الطريقة التي خرج مدافع برشلونة الفرنسي ( أبيدال) من كشوفات الفريق ، كل العالم المهتم بأخبار كرة القدم ، تابع المؤتمر الصحفي الذي عقده اللاعب ليعلن نهاية رحلته مع الفريق ، و يعلم الأمين العام أن هذا المؤتمر كان حضورا فيه ابرز لاعبي الفريق الكتالوني  وأعضاء الإدارة وعلي رأسهم رئيس نادي برشلونة روسيل ، وقد كان المؤتمر مشحونا بالعواطف وبكي فيه أبيدال وأبكي كل الحضور وقصة ابيدال مع برشلونة ومقاومته للمرض اللعين حتي إنتصر عليه معروفة ، الجزئية التي تهمنا في هذا الموضوع الجزئية التي قال فيها ( أ شكر الطبيب الذي ساعدني في أصعب أيام حياتي. شكراً لعائلتي، أحبائي وزوجتي وشكراً لجماهير برشلونة. كان هناك هدفين أرغب في تحقيقهم القتال من أجل أبنائي ومشاهدتهم وهم يكبرون والآخر أن أعود للعب كرة القدم، لكن للأسف عندما كنت قادراً على ذلك النادي كان له وجهة نظر مختلفة
وأكد أبيدال أنه لن يعتزل كرة القدم فهو يرغب في الاستمرار لأنه يعشق اللعبة وهي تمثل حلم الطفولة بالنسبة له، كما أشار وهو يبكي أنه كان يرغب في الاستمرار في برشلونة لكن النادي رفض ذلك ) إنتهي .
مايجب أن يتعلمه أمين عام لجنة التسيير (المعينة) أنه وسط هذه الأجواء المشحونة بعواطف صادقة تؤكد علي عمق العلاقة بين اللاعب وناديه ، كان هنا (قرار) بالإستغناء عنه ( أشار (ابيدال) وهو يبكي أنه كان يرغب بالإستمرار في برشلونة لكن النادي رفض ذلك) قال ذلك والرئيس يجلس بجواره والمدرب وأبرز اللاعبين حواليه يبكون معه ويصفقون له ، بدون تجريح ، بدون تهديد ، بدون تبخيس لتاريخ غادر (أبيدال) بكل الود والإحترام ، وودعته جماهير البارسا وداع رهيب في محفل آخر .. عرفت الفرق يا أمين عام اللجنة؟ وهل هذا جزاء العجب؟.



hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]

 

آراء