جمهورية العاملين بالبنك الزراعي ،، سلاماً!. بقلم: حسن الجزولي

 


 

 

نقاط بعد البث
* تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي بالميديا الحديثة بغبطة وسرور واقعة طرد العاملين ببنك المزارع نجم الدين خلف الله مدير عام البنك والمنتمي لحركة العدل والمساواة، كرد فعل لفصله جميع أعضاء نقابتهم ولجنتهم التسييرية بخطابات لا تشير لأسباب الفصل.
* ويأتي الارتياح الذي أبدته قطاعات عريضة من جماهير وثوار ديسمبر، كنتاج للغبن والاحساس بالمرارة تجاه ممارسات سلطة الانقلابيين الذين يحاولون إعادة عقارب الساعة لتسود وتسيطر حقبة ما قبل ثورة ديسمبر المجيدة وتصفية وقائعها التي إقتلعت حقبة 30 عاماً عجافاً من حياتها وإلى أبد الآبدين.
* تطلق السلطة الانقلابية بقايا فلول الانقاذ البغيض لتتسيد المشهد السياسي بالخبث والضغائن والمؤامرات والدسائس غير السوية والتي تجيدها، وما محاولة مدير البنك الزراعي إلا مثال حي لما نشير، وكأن هذه البلاد لا وجيع لها وكأن مرافق وممتلكات الشعب والوطن هاملة ولا بواكي عليها، حين تصوروا أنه يمكنهم التلاعب وإدارة المرافق العامة والخاصة هكذا دون أن يستطع أي شخص رفع عقيرته بالاحتجاج أو إبداء الاعتراض.
* إن ما أقدم عليه كل العاملين بالبنك الزراعي إنما يعبر تعبيراً حياً عن جذوة الثورة المشتعلة في قلوب وأفئدة الثوار على نحو عريض وواسع وشامل للكتلة الغالبة في أوساط الجماهير، والتي حسب فلول الانقاذ وتوابعهم من ضعاف النفوس في أوساط المؤسسة العسكرية ومليشيات الحركات المسلحة أنه يمكنهم التلاعب بمصير الشعب والوطن لمجرد تحالفهم البغيض مع الذين يعتقدون أنهم يمسكون بالقلم ولا يستطيعون أن يكتبوا ويشهدوا على أنفسهم بأنهم أشقياء الأمة التي أذاقوها مر العذاب والتنكيل!، تلك الحركات التي كانت تدعي الانتماء لمهمشيها فكشفت عن وجهها القبيح وتوجهاتها المعادية حتى لأماني وتطلعات أهلها.
* وما أقدم عليه كل العاملين بالبنك الزراعي قد أكد على توفر الامكانيات وسط جماهير الثوار في تطوير أدوات نضالها وتجديد كيفية مواجهة العسف وحماية ثورتها، وأكدت على قدرات الثوار في إمكانيات التقدم خطوة للأمام باستلام السلطة عنوة واقتداراً وفرض إرادة الثورة وتطهير الأراضي المحررة من دنس فلول نظام المتأسلمين وتوابعهم.
* وهو ما عبرت عنه الغبطة والبهجة الواسعة في أعقاب واقعة الطرد، وهي واقعة لا سابقة لها ولم تحدث من قبل في أوساط النقابات الوطنية بالبلاد إلا نادراً، حيث كانت عن حق صدى لما حدث في أوساط الجماهير أبان الثورة الفرنسية وثورات الشعوب الكبرى التي رواها لنا التاريخ!.
* من جانببنا وعند علمنا بفرض مدير جديد لبنك المزارع وطرده لأعضاء النقابة، قررنا على الفور سحب رصيدنا المالي من البنك المعني وإعلاننا عدم التعاون معه برسالة إلى إدارته الجديدة مؤكدين فيها إنتفاء الثقة بيننا وبين بنك تقطع إدارته الأرزاق عن عامليه فما بالكم في التعامل مع عملائه، وبذا ما عدنا راغباين في التعاون معه في ظل فرض إدارة غير مؤتمنة على حقوقنا وأموالنا في البنك، ولكن وبعد "الكميونة الثورية" التي أقدم عليها جميع العاملين بالبنك، فقد انشرحت قلوبنا لهم أيما انشراح وسكن بلبالنا واطمأن إلى كون أن أرصدتنا في حرز أمين وأيدي نظيفة ولا خوف عليها ولا نحن بحزانى.
* وفي العشر الأواخر من ثواني هذه النقاط لابد لنا أن نشير إلى أن رصيد حسابنا البنكي لا يتعد مبلغ الخمسة الف جنيه سوداني لا غير ،، ولكن مجرد أن تكون حفنة "ملاليم" في حرز أمين وسط عمال صادقين عاهدوا ربهم وشعبهم وعملائهم على الاخلاص للمهنة والدفاع عنها بكل هذه الارادة والعنفوان، فتلله إن هي ليست ثقة في مصير أموالنا في ذاك البنك فحسب ،، بل أن في ذلك إكسير للثقة الكاملة التي تعطي شعوب هذه البلاد الطمأنينة واليقين بانتصار أمانيها وتحقيق ما تصبو إليه نحو دولة مدنية ديمقراطية يرفل فيها الناس بدواعي الرعاية والرفاهية ،، وبرافو لثوار البنك الزراعي وقياداتهم في النقابة ولجنة التسيير ،، ولا نامت أعين الجبناء!.
ـــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك كانت تمثلني وستمثلني لاحقاً أيضاً.

hassangizuli85@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء