جنوب السودان: مطاردة السلام رغم معارك سلفاكير وريك مشار .. بقلم : بدرالدين حسن علي
badrali861@gmail.com
أنهى الأستاذ الواثق كمير مقاله الهام جدا حول أطروحة د. منصور خالد بعنوان " السلام ووحدة البلاد : الفرص المهدرة " ، وقد لفت إنتباهي ما يقوله الواثق من أن د. منصور خالد قدم عبر سنين وسنين سواء أكان في السلطة أو خارجها عصارة أدبه وفكره من أجل السلام ، كما قدم إستقراء صحيحا كما يقول الواثق للتاريخ السياسي السوداني .
وقطعا لن نكف عن الكتابة حول الفرص المهدرة شماليا وجنوبيا حول السلام ووحدة البلاد ، وقطعا أيضا ونحن نترخم هذه الأيام على رحيل الكاريزما جون قرنق ، يواصل السودانيون التعبير على حزنهم على رحيله ، وحزنهم أيضا على المعارك الضارية التي إندلعت بين بين سلفاكير وريك مشار ، ولن نكف عن الكتابة وتسليط الأضواء على مآسي تلك المعارك .
المنظمات الصحفية العربية والعالمية ركزت على تلك المآسي ، وكذلك المنظمات الدولية المعنية بالسلام وحقوق الإنسان
الأمم المتحدة قالت إن طرفي النزاع في جنوب السودان وهما الحكومة والمعارضة يقتلون ويخطفون ويشردون المدنيين ويدمرون الممتلكات على الرغم من النبرة التصالحية من الطرفين.
ومن المقرر أن يسافر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الخميس المقبل إلى جوبا عاصمة جنوب السودان للقاء الرئيس سلفا كير.
وأثار النزاع السياسي بين كير ونائبه السابق ريك مشار قبل عامين في اندلاع حرب أهلية وجدد العداء بين قبيلتي الدنكا التي ينتمي لها كير والنوير التي ينتمي لها مشار. وقتل أكثر من 10 آلاف في الصراع.
وبعد أشهر من المفاوضات غير الفعالة واتفاقات وقف إطلاق النار الفاشلة اتفق الجانبان في يناير على اقتسام المواقع في حكومة انتقالية. وأعاد كير في وقت سابق من هذا الشهر تعيين مشار في منصب نائب الرئيس.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش “لا يمكن تحمل أن يعلن القادة بيانات في جوبا بينما تستمر الأعمال القتالية والهجمات على المدنيين وتتصاعد في أنحاء البلاد.”
وقال لمجلس الأمن الدولي إن الصراع يهدد الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وأضاف سيمونوفيتش أن القوات الحكومية في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان قامت بشكل متكرر بمحو قرى كما انتشر العنف الجنسي وإساءة معاملة الأطفال على نطاق واسع.
وقال سيمونوفيتش “خلال هجوم على مقاطعة كوتش وصفت امرأة كيف قتل الجنود زوجها ثم قيدوها إلى شجرة وأجبروها على مشاهدة ابنتها البالغة من العمر 15 عاما وهي تغتصب من عشرة جنود على الأقل.”
وتؤوي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قرابة 200 ألف شخص في ستة مواقع للحماية في جنوب السودان التي تشرد فيها أكثر من 2.3 مليون شخص.
وقالت منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 18 شخصا قتلوا في معارك يوم الأربعاء في أحد المجمعات التابعة للمنظمة الدولية وأصيب أكثر من 90 آخرين.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن اثنين من عمالها كانوا من بين القتلى.
وقال مصطفى سوماري نائب مبعوث الأمم المتحدة لجنوب السودان لمجلس الأمن “العنف مستمر في مناطق كثيرة من البلاد بما يشمل مناطق كانت في السابق هادئة نسبيا.”