جيش يقتل شعبه: إنها الحرب.. تُثقل القلب!
أحمد ضحية
23 April, 2023
23 April, 2023
بعد أن تنتهي هذه الحرب الفظيعة، هناك الكثير من المراجعات التي يجب أن تتم، والكثير من الأسئلة التي بحاجة للإجابة، والكثير من المسلمات والبديهيات، التي يجب التوقف والتفكير فيها.
ومن هذه البديهيات أنه عندما تندلع حرب؛ في أي دولة من الدول، يسارع المواطنين بدعم جيشهم؛ دون تفكير أو تردد؛ ولسان حالهم يقول: "جيشٌ واحد.. شعبٌ واحد". لأن ذلك هو البديهي. كأي مسلمة مستقرّة في "الوجدان الثقافي الوطني".. فكيف أصبحت هذه المسلمة؛ موضع شك وتساؤل، في حرب (البرهان/دقلو)؟!
تعود بداية الحكّاية، إلى (المجازر) التي ارتكبها (الإسلامويون) منذ اعتلائهم للسلطة في ٣٠ يونيو ١٩٨٩، فحتى الآن آلاف الضحايا سقطوا برصاص عناصر "الحركة الإسلاموية" في الجيش والأجهزة الأمنية، بدءًا ب(شهداء رمضان ١٩٩٠) مروراً بالذين قُتلوا تحت وطأة التعذيب؛ في المعتقلات. وضحايا الحرب الرَّهيبة في (المناطق المهمشَّة)، والمجازر البشعة، التي أُرتكبت في حق المتظاهرين السلميين في ٢٠١٢ و٢٠١٣، والتي بلغت ذروتها ضد الحراكات الجماهيرية، في "مجزرة القيادة العامة" في ٢٠١٨، واصطياد الثوار الشباب اليافعين، المسالمين بالرصاص كالعصافير.
ظلت عناصر "الحركة الإسلاموية"، "داخل الجيش والأجهزة الأمنية"، خلال أكثر من ثلاث عقود، تتصرف كأنها تخوض حرباً ضد عدو خارجي، فهي ليست كمن تعتقل سياسياً مدنياً "قال رأيه"، أو تفرق بطريقة مشروعة مظاهرة سلمية؛ تطالب بالحرية والسلام والعدالة.
فدائماً يخلف سلوكها وراءه؛ العديد من الضحايا، الذين لا يجدون إجابة لسؤال: لماذا يُعتقلون، ولماذا تُساء معاملتهم، ولماذ يُقمعون؛ ويتعرضون لكل صنوف التعذيب والاذلال؛ وتُمتهن كرامتهم الإنسانية بكل هذه القُسوَّة، وبطبيعة الحال لا يجدون العدالة، بالاقتصاص ممن اعتقلوهم وعذبوهم وشردوهم، وأحرقوا قراهم ومزارعهم؛ ونهبوا ممتلكاتهم، واغتصبوا بناتهم ونسائهم، على مرأى من عيونهم. ولا يجد من يبقى على قيد الحيَّاة منهم، سوى التسويف والروايات الكاذبة والمماطلة!
لا يمكن للسودانيين؛ أن ينسوا اغلاق الميناء، واعتصام الموز، و انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١؛ الذي أعاد كل (زبانية وفسدة النظام البائد)، الوالغين في دماء الشعب، السارقين لأمواله وثرواته، الذين زّجت بهم قرارات (لجنة التمكين) في السجون، أو احالتهم للصالح العام، إلى المشهد السياسي والاجتماعي، والخدمة المدنية والنظامية، ومكنتهم مرَّة أخرى من مفاصل البلاد ورِّقاب العباد.
فيما ذاكرة الشعب لا تزال دماء (مجزرة القيادة العامة) تسيل بين تلافيفها دافئة، لم يتسنى لها الوقت الكافي بعد لتصبح ذكريات، ظلت عناصر الحركة الاسلاموية؛ دؤوبة في إحياء وتغذِّية هذه الذاكرة؛ بارتكابها للمزيد من الجرائم؛ التي تقضي على أي محاولة للنسيان أو الغفران. بقنصها الثوار المسالمين، وسحلهم بعربات ومدرعات الجيش، في كل "الحراكات الجماهيرية"؛ التي تلت انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١
خلال ٣٤ عاماً —منذ ١٩٨٩ حتى الآن— لم توفر "عناصر الحركة الإسلاموية" في الجيش والأجهزة النظامية، دَّم أحد من المواطنين؛ الذين يخالفونها الرأي. ظلت تمارس الإقصاء والتشريد والفصل التعسفي والتهديد و القتل والتعذيب، دون رَّحمة..
خلال ٣٤ عاماً؛ ظلت "عناصر الحركة الاسلاموية" تخوض حرباً ضروساً ضد هذا الشعب، لذلك كان من الطبيعي أن لا تجد التعاطف، مع حربها ضد (الدعم السريع)، فالشعب ينظر للدعم السريع كأحد ادوات البطش والتنكيل، التي لطالما استخدمتها الحركة الإسلاموية ضده، سواءً في (الأطراف ٢٠٠٣—٢٠١٤) إبتداءً، أو في (المركز) لاحقاً، عندما بدأت تستخدم الدعم السريع في قمع التظاهرات والحراكات الجماهيرية.
كيف يتعاطف الشعب؛ مع جيش يشك أنه تم "تغريبه عن وظيفته"، فأصبح مجرد أداة للحركة الإسلاموية، على أنقاض (الجيش الوطني القومي)، الذي انقلبت عليه في ٣٠ يونيو ١٩٨٩، وأعدمت خيرَّة قادته من شرفاء الضباط.
ليس هذا فحسب، العنجهية والصلف والغرور والتهديد و"قلة الأدب وسؤ التربية"، التي لطالما مارسها رموز وأزيال (النظام البائد)، في التعامل مع (جماهير الشعب)، واستعادة هذا السلوك نفسه مرَّة أخرى، في (خطابات الفلول) مؤخراً في القنوات ك(طيبة والرائد)، ووسائل التواصل الاجتماعي، واستفزاز مشاعر الناس، بهذا السلوك العدواني الاستعلائي المريض، ب(ظهورهم العلني)، خلال الأشهر القليلة، التي سبقت هذا الانقلاب الدّموي، الذي سرعان ما تحوَّل إلى (حرب شرسة) قتلت المواطنين الأبرياء؛ دون سابق انذار. ودَّمرت البُنية التحتية و الزرع والضرع، وادخلت البلاد في جحر ضبٍ خَرِبّْ، حتى باتت مهددة بالتجزئة والانقسامات.
كل هذا الركام من الوقائع؛ خلال ٣٤ سنة يُثقل القلب، ويقتل أي رّغبة في التعاطف، مع جيش وظيفته منذ تم اختطافه من الحركة الاسلاموية هو قتل شعبه!
__________
# الإيقاف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات أولوية شعبنا
# معالجة الأوضاع الانسانية وحماية المدنيين واجب الساعة
# لا للحرب.. نعم للتفاوض
ahmeddhahia@gmail.com
ومن هذه البديهيات أنه عندما تندلع حرب؛ في أي دولة من الدول، يسارع المواطنين بدعم جيشهم؛ دون تفكير أو تردد؛ ولسان حالهم يقول: "جيشٌ واحد.. شعبٌ واحد". لأن ذلك هو البديهي. كأي مسلمة مستقرّة في "الوجدان الثقافي الوطني".. فكيف أصبحت هذه المسلمة؛ موضع شك وتساؤل، في حرب (البرهان/دقلو)؟!
تعود بداية الحكّاية، إلى (المجازر) التي ارتكبها (الإسلامويون) منذ اعتلائهم للسلطة في ٣٠ يونيو ١٩٨٩، فحتى الآن آلاف الضحايا سقطوا برصاص عناصر "الحركة الإسلاموية" في الجيش والأجهزة الأمنية، بدءًا ب(شهداء رمضان ١٩٩٠) مروراً بالذين قُتلوا تحت وطأة التعذيب؛ في المعتقلات. وضحايا الحرب الرَّهيبة في (المناطق المهمشَّة)، والمجازر البشعة، التي أُرتكبت في حق المتظاهرين السلميين في ٢٠١٢ و٢٠١٣، والتي بلغت ذروتها ضد الحراكات الجماهيرية، في "مجزرة القيادة العامة" في ٢٠١٨، واصطياد الثوار الشباب اليافعين، المسالمين بالرصاص كالعصافير.
ظلت عناصر "الحركة الإسلاموية"، "داخل الجيش والأجهزة الأمنية"، خلال أكثر من ثلاث عقود، تتصرف كأنها تخوض حرباً ضد عدو خارجي، فهي ليست كمن تعتقل سياسياً مدنياً "قال رأيه"، أو تفرق بطريقة مشروعة مظاهرة سلمية؛ تطالب بالحرية والسلام والعدالة.
فدائماً يخلف سلوكها وراءه؛ العديد من الضحايا، الذين لا يجدون إجابة لسؤال: لماذا يُعتقلون، ولماذا تُساء معاملتهم، ولماذ يُقمعون؛ ويتعرضون لكل صنوف التعذيب والاذلال؛ وتُمتهن كرامتهم الإنسانية بكل هذه القُسوَّة، وبطبيعة الحال لا يجدون العدالة، بالاقتصاص ممن اعتقلوهم وعذبوهم وشردوهم، وأحرقوا قراهم ومزارعهم؛ ونهبوا ممتلكاتهم، واغتصبوا بناتهم ونسائهم، على مرأى من عيونهم. ولا يجد من يبقى على قيد الحيَّاة منهم، سوى التسويف والروايات الكاذبة والمماطلة!
لا يمكن للسودانيين؛ أن ينسوا اغلاق الميناء، واعتصام الموز، و انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١؛ الذي أعاد كل (زبانية وفسدة النظام البائد)، الوالغين في دماء الشعب، السارقين لأمواله وثرواته، الذين زّجت بهم قرارات (لجنة التمكين) في السجون، أو احالتهم للصالح العام، إلى المشهد السياسي والاجتماعي، والخدمة المدنية والنظامية، ومكنتهم مرَّة أخرى من مفاصل البلاد ورِّقاب العباد.
فيما ذاكرة الشعب لا تزال دماء (مجزرة القيادة العامة) تسيل بين تلافيفها دافئة، لم يتسنى لها الوقت الكافي بعد لتصبح ذكريات، ظلت عناصر الحركة الاسلاموية؛ دؤوبة في إحياء وتغذِّية هذه الذاكرة؛ بارتكابها للمزيد من الجرائم؛ التي تقضي على أي محاولة للنسيان أو الغفران. بقنصها الثوار المسالمين، وسحلهم بعربات ومدرعات الجيش، في كل "الحراكات الجماهيرية"؛ التي تلت انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١
خلال ٣٤ عاماً —منذ ١٩٨٩ حتى الآن— لم توفر "عناصر الحركة الإسلاموية" في الجيش والأجهزة النظامية، دَّم أحد من المواطنين؛ الذين يخالفونها الرأي. ظلت تمارس الإقصاء والتشريد والفصل التعسفي والتهديد و القتل والتعذيب، دون رَّحمة..
خلال ٣٤ عاماً؛ ظلت "عناصر الحركة الاسلاموية" تخوض حرباً ضروساً ضد هذا الشعب، لذلك كان من الطبيعي أن لا تجد التعاطف، مع حربها ضد (الدعم السريع)، فالشعب ينظر للدعم السريع كأحد ادوات البطش والتنكيل، التي لطالما استخدمتها الحركة الإسلاموية ضده، سواءً في (الأطراف ٢٠٠٣—٢٠١٤) إبتداءً، أو في (المركز) لاحقاً، عندما بدأت تستخدم الدعم السريع في قمع التظاهرات والحراكات الجماهيرية.
كيف يتعاطف الشعب؛ مع جيش يشك أنه تم "تغريبه عن وظيفته"، فأصبح مجرد أداة للحركة الإسلاموية، على أنقاض (الجيش الوطني القومي)، الذي انقلبت عليه في ٣٠ يونيو ١٩٨٩، وأعدمت خيرَّة قادته من شرفاء الضباط.
ليس هذا فحسب، العنجهية والصلف والغرور والتهديد و"قلة الأدب وسؤ التربية"، التي لطالما مارسها رموز وأزيال (النظام البائد)، في التعامل مع (جماهير الشعب)، واستعادة هذا السلوك نفسه مرَّة أخرى، في (خطابات الفلول) مؤخراً في القنوات ك(طيبة والرائد)، ووسائل التواصل الاجتماعي، واستفزاز مشاعر الناس، بهذا السلوك العدواني الاستعلائي المريض، ب(ظهورهم العلني)، خلال الأشهر القليلة، التي سبقت هذا الانقلاب الدّموي، الذي سرعان ما تحوَّل إلى (حرب شرسة) قتلت المواطنين الأبرياء؛ دون سابق انذار. ودَّمرت البُنية التحتية و الزرع والضرع، وادخلت البلاد في جحر ضبٍ خَرِبّْ، حتى باتت مهددة بالتجزئة والانقسامات.
كل هذا الركام من الوقائع؛ خلال ٣٤ سنة يُثقل القلب، ويقتل أي رّغبة في التعاطف، مع جيش وظيفته منذ تم اختطافه من الحركة الاسلاموية هو قتل شعبه!
__________
# الإيقاف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات أولوية شعبنا
# معالجة الأوضاع الانسانية وحماية المدنيين واجب الساعة
# لا للحرب.. نعم للتفاوض
ahmeddhahia@gmail.com