حركة السترات الصفراء هل يسمعنا معتز موسى؟

 


 

 


سلام يا.. وطن

 

*الحدث الفرنسي الأساسي عندما رفض صندوق التضامن مع الفقراء أن يدفعها كضريبة تصاعدية على الأغنياء جاءت فكرة أمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي على شكل الفكرة الكلاسيكية الخاصة ليوسع على الأغنياء وليتمكن من خلق وظائف جديدة، ولهذا الأمر قام برفعها وإلغائها يعني نهاية الدعم الذي كان يصب لصالح الحد الأدنى للأجور ليكون مستقراً وبمجرد إلغائها تصاعدت الاحتجاجات، فبدلاً من أن تضيق الفجوة بين الأغنياء ومحدودي الدخل مضى بزيادة الطين بلة برفع أسعار الوقود مرتين ومعروف عند الفرنسيين منذ إعدام ماري أنطوانيت ولويس الرابع عشر أن قفة الملاح خط أحمر، فهل يسمع معتز موسى مانقوله ؟!

*هذا وقد أثارت إجراءات الحكومة التي عملت على زيادة أسعار الوقود وفرض ضريبة مباشرة على الديزل، فضلا عن ضريبة الكربون، استياء كبيرا في الأوساط الفرنسية، فيما لم يقم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأيّ جهود لفرض ضريبة على الثروة والتي طُبقت فقط على الأشخاص الذين يمتلكون أصولا صافية خاضعة للضريبة وعليه أصبح يُنظر إلى إصلاحات ماكرون الاقتصادية على أنها تخدم الأثرياء دون الطبقة المتوسطة، التي تحولت الى طبقة فقيرة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الضرائب.
*فبرز في المشهد الدور الأخطر لوسائل التواصل الاجتماعي فصارت من أهم أدوات الطبقة الوسطى التي تخطت النقابات والأحزاب وكافة الأشكال التنظيمية التي كان يستخدمها اليمين في حملة ماكرون الانتخابية وسميت في حملة ماكرون بالشعبوية والتعبوية وفاز الرئيس ماكرون كأول رئيس فرنسي يدخل قصر الإليزيه بدون قاعدة حزبية، فمن هم حركة السترات الصفراء؟!
إنها حركة تضم مجموعة غير متجانسة من المتظاهرين الذين تختلف أعمارهم ووظائفهم والمناطق الجغرافية التي ينتمون إليها، كما تضم شبابا عاطلين عن العمل ومتقاعدين من ذوي المعاشات المنخفضة للغاية و أشخاص يحصلون على الحد الأدنى للأجور فقط. هناك أيضاً نشطاء ينتمون إلى اليمين المتطرف واليسار المتطرف انضموا إلى الحركة الاحتجاجية، لكن بعض المتظاهرين سعوا إلى الابتعاد عن كل أشكال التطرف الحزبي. فهل يسمع رئيس وزراء السودان معتز موسى ويقرأ مابين السطور؟!
*وحركة السترات الصفراء أخذت هذا الاسم ضد قانون المرور الذي يفرض سترة صفراء عاكسة للضوء يستخدمها في حالة الطوارئ فتأتي المساعدة التي تعينه من جهات رسمية أو من شركاء الطريق، واستخدمت الحركة في ظروف قاسية وأصبحت الظروف طوارئ تعلن بالقول المبين :إننا لانستطيع العيش في ظل غلاء الأسعار والوقود، وقد ثبت أن هذا كافياً لتلتف حوله قوى اليسار اليمين المنظم لتدعم الحركة وخرجوا معها إلى الشارع ، وكان الطلب الرئيسي للحركة يتمثل في وقف ارتفاع الضرائب على الوقود، ولكن يبدو أنّ قائمة المطالب ازدادت مع اتساع رقعة الاحتجاجات. واضطرت الحكومة للإعلان عن تعليق وتجميد زيادة الأسعار.. فهل يسمعني الاستاذ معتز موسى رئيس الوزراء المغرد؟! وسلام ياااااااااوطن..
سلام يا
أغفل خطاب الفريق شرطة هاشم الحسين والي ولاية الخرطوم في خطابه أمام المجلس التشريعي للولاية، قضيتي الخبز والمواصلات ولم يتطرق إليهما!! ولسان حاله يبرر :احسن ما تاكلوا ولاتشوفوا ليكم عيشة، تقوموا تشبعوا وتفتشوا في المواصلات والمظاهرات والكلمات البتجيب البمبان ، بالله انتو كدة؟ ولاّ كدة؟ ولاّ مش كدة؟! وسلام يا..
الجريدة السبت 8/12/2018

 

آراء