حسابنا مع الحكومة العسكرية المُتْمَدْيِنَة “بِقَى كُلُّو كُسُوْر”!

 


 

 

 

 

* تدور نقاشات معمقة وعصف ذهني كثيف داخل المؤسسات الحكومية ودُور أحزاب الهبوط الناعم (الحاكمة) بغرض مخاطبة اليأس المخيِّم على بيوتٍ يعكِّر نهارَها تطفلُ الذباب، وتكدِّر لسعاتُ البعوض صفوَ لياليها حالكة الظلام.. والسياسات غير الموضوعية تقود حياة الناس اليومية نحو المجهول..!

* عامان منذ سقط البشير.. والشعب يهدهد الصبر، على مضض: هدهد الصبر في جلَد طوال فترة المجلس العسكري الكالحة، وفي أناة سار مع مفاوضات قحت مع المجلس، وكان المجلس في قمة شبَق السلطة.. وصبر الشعب على تدخلات الجاسوس محمد دحلان الفلسطيني، عميل عن الإمارات،
والجاسوس طه عثمان السوداني، عميل السعودية، وكلا الجاسوسيين تطفلا على الثورة عبر الطابور الخامس الذي يجلس على الكراسي السيادية والتنفيذية اليوم، والكراسي خالية رغم (الكورجة) الجالسة عليها..

* وقدَّم الشعب الحكومة (العسكرية المتمدْيِنة)، وسار وراءها حتى أوصلها الباب، إمتثالاً للمقولة الشعبية في التعاطي مع (الكضَّاب)!

* كان القصاص من مرتكبي الجرائم ضد إنسان السودان من أهم البنود المطلوب إنجازها بعد إسقاط النظام المنحل مباشرةً.. ولم يتم إنجاز القصاص.. ولا تم إنجاز أمهات القضايا المحلية المطلوب حسمها مع بداية الفترة الانتقالية، رغم احداث بعض الاختراقات الكبيرة في الدبلوماسية الدولية..

* لم تخاطب الحكومة (العسكرية المتمدْيِنة) المعيشة اليومية للشعب السوداني.. وكان ينبغي أن تكون مخاطبتها أولى أولوياتها.. بل انتهجت نهج البشير (إقليمياً) بالارتماء في حضن محور الشر العربي متسولة حفنة من الريالات والدراهم لتخاطب الأزمات الداخلية، وكان ينبغي أن تعالجها منطلقة من الداخل " والنيلُ وخيراتُ الأرضِ هنالِك..."!

* وكأني بالمجتمع الدولي استمرأ تبعية الحكومة (العسكرية المتمدْيِنة) لذلك المحور، وإلا لأقدم على مساعدة السودان للاعتماد على نيله وخيراتُ أرضِه ليحرر نفسه من ربقة ذلك المحور!

* لكن ما يحدث الآن هو أننا فجأة نشاهد البرهان يتحدث في مؤتمر صحفي بالخليج.. وفجأة يصرح حمدوك تصريحات عن العلاقة مع مصر.. أما حميدتي ف(سوا درِب دبي ساساقا).. وما بين غمضة عين وانتباهتها نشاهد السياسيين غير المحترمين يحجون إلى أبوظبي حيث قلوبهم مربوطة في أوتاد لا يستطيعون الفكاك منها..

* إعترى اليأس الشعب ولم يعد يثق في أي شيئ.. ولم يعد الحديث عن "الدولة العميقة" يقنعه.. ولا عاد الحديث المرسل عن عدم " إصلاح خراب 30 سنة ما بتم في يوم!" يأسره.. ووعود الحكومة (العسكرية المتمدْيِنة) تهطل هطولاً غزيراً و(تحرِّد) عند عتبة الباب كما (يحرِّد) حمار الشيخ في العقبة.. ودموع الشعب تهطل صباحَ مساء.. وحساباته مع الحكومة العسكرية المُتْمَدْيِنَة " بِقَى كُلُّو كُسُوْر"!

* هل نقول للحكومة (العسكرية المتمدْيِنة): "الحساب يوم الحساب!"، ونمضي في لا مبالاة، أم نقول لها: أيتها الحكومة (العسكرية المتمدينة) "حسابنا معاك بقى كلو كسور!"؟ ونحاسبها حساباً عسيراً قبل أن تعيد تدوير نظام (الإنقاذ) بشكل جديدٍ ليس في مضمونه الجِدّة..

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء