حصادالإمام: غربة الإختراق!!
• وسلام يا.. وطن
*من تناقضات المجتمع الدولي إنه وضع المعارضة والحكومة السودانية في مفترق طرق فأغلب المجموعات السياسية _إن لم نقل كلها _قد وقعت تحت سيطرة الامريكان في مستوى من المستويات، لكن النظام الحاكم في السودان هو الأوفر حظاً في الوقوع المباشر تحت هذه السيطرة بمزاعم فزاعة مكافحة الإرهاب، وصار النظام أداة أشبه بما حدث في الصومال وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، ومن الواضح أن الامريكان قد إستخدموا فكرة مكافحة الإرهاب غطاءً لتوسيع سوق الدولارعلى حساب اليورو والعملات الأوربية الأخرى، وقتها كان الأوروبيون يعتقدون أن الامريكان شركاء لأوروبا في الحرب ضد الإرهاب وأنها كانت ستصب في مصلحة التحالف الأوروبي الأمريكي، فيما لاحظ الفرنسيون أن السودان يلعب دور مخلب القط، فسعوا لإقامة حركات مسلحة ودعمها لحماية الحدود، ثم إكتشفوا أن النظام ليس له موقف مبدئي وأنه يمكن أن يبيع ويشتري في أي موقف، ومن هنا بدأت المساومات والمساومات أيضاً لديها ثمن وياله من ثمن!! أوله انه لايريد خسارة الحركة الإسلامية.
*والإمام الصادق المهدي الذي يعتبر الأب الشرعي لأ سلمة السياسة تاريخياً منذ الموقف المخزي إبان مؤامرة حل الحزب الشيوعي السوداني والذي إعتبره رئيس الوزراء وقتها السيد الصادق المهدي حكماً تقريريا ً.. ومنذ ذلك اليوم أسقط الإمام دولة القانون لصالح دولة الخلافة، وأخيرا قد صار الإمام مبعوثا رئاسيا للإنقاذ في رحلات متعدّدة ًمن القاهرة باريس وبرلين ولندن وهلم جرا.. حتى تمت التسوية بين الفرنسيين الذين دخل معهم الروس لتصفية منابع الإرهاب الإسلامي في تشاد وأفريقيا الوسطى، مقابل أن تتخلى الحركات الدارفورية عن حمل السلاح وبالتالي تسقط في كف العراب الصادق المهدي أو في فخ مايسمى بنداء السودان. مع وعد كبير بضخ أموال لنداء السودان حتى يكسب الجولة بيد أن ما لا يعلمه الجميع أن الرجل كعهده دائما يلعب على الحبلين.
*وتجربة اللعب على الحبلين تظهر حينما عمل الإمام على جر نداء السودان إلى انتخابات 2020 وهو غير مسئول عن النتائج، ومن ثم تحفظ الحركات المسلحة ماء وجهها أمام منسوبيها على طريقة (يادار ما دخلك شر) ويعود السودان إلى بوابة الأزمة، من بوابة الحلول الفطيرة. وقد يولد برلمان يضم أغلبية ميكانيكية ربما تأتي لصالح فئة التغيير، ولأن مثل هذا البرلمان في ظل نظاما رئاسيا شمولياً يكون ميتاً. وبلا قرار بالتالي يعود الشعار الوطني الذي يتردد ويعود بالإحباط القديم ( العذاب ولا الأحزاب.) وبذا يكون الإمام قد ضمن لأولاده الاستمرار بوجه جديد وكيان يبدو كالجديد وماهو في حقيقته الا ذات الخواء القديم..ولكنه أتى الان في شكل غربة الإختراق. وسلام ياااااااااوطن..
سلام يا
نتقدم عبر هذه الزاوية بأحر التعازي للقطب الجمهوري الكبير، الأب الاستاذ الريح ابو إدريس الذي انتقلت عنه زوجته أمنا المرحومة / بتول المليح والتي كانت اما للجميع، وتتصل التعازي لأبنائها آمنة وأحمد وشذى والأستاذ عبدالمنعم ابوادريس،ولكل المجتمع الجمهوري المكلوم، جعل الله بتولاً مع ومن المتقين.. وسلام عليها في الخالدين.
الجريدة السبت 3 /11/2018
haideraty@gmail.com