Omerelgarrai@gmail.com
(رَبَّنَا اطمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) صدق الله العظيم
لقد ثار الشعب السوداني، وأسقط نظامين عسكريين من قبل، لما مارسا من بطش، وفشل، وفساد، ولكن مع ذلك لم ترتكب تلك الأنظمة، رغم دكتاتوريتها، مثل الفضائح التي سقط في وأوحالها، نظام الإخوان المسلمين الذي ظل يحكم البلاد، أكثر من ربع قرن من الزمان، ثم لم يتعلم شيئاً.
ولعل آخر الفضائح، وأبشعها، خطاب السيد وزير الخارجية، أمام البرلمان، والذي ذكر فيه أن السفراء والدبلوماسيين، لم يستلموا مرتباتهم، ولم يدفعوا إيجارات السفارات، لمدة سبعة أشهر !! ومما جاء في ذلك الخطاب الفضيحة، قول السيد غندور ( نستنجد السيد الرئيس بمجلسكم السيد رئيس الجمهورية خاطب وتحدث مع السيد محافظ بنك السودان عدة مرات وكذلك فعل النتئب الأول لرئيس الجمهورية ويتابع السيد وزير رئاسة الجمهورية بصورة يومية ولكن يبدو أن هناك من يشعر أو يعتقد بأن مرتبات الدبلوماسيين والعاملين وإيجارات البعثات ليست ذات أولوية سيدي الرئيس لو لا أن الأمر بلغ مبلغاً خطيراً لما تحدثت فيه في العلن أنا اليوم أنا ادق ناقوس الخطر وأقول عدد من السفراء والدبلوماسيين طلبوا العودة الى السودان للظروف التي يعيشونها وتعيشها أسرهم ) !!
لقد كان خطاب السيد وزير الخارجية، بمثابة إعلان رسمي، عن فشل حكومة الإخوان المسلمين، بمستوى لم تسبق عليه .. ولو كان السيد غندور، يملك أي قدر من الكرامة، لختم خطابه الضافي بإعلان إستقالته عن منصبه، بسبب فشل الحكومة في النهوض بمسؤوليتها، تجاه السفارة، التي يترأسها، والتي هو المسؤول الأول عن معاناة العاملين بها. والسيد وزير الخارجية، يحمل محافظ بنك السودان وحده المسؤولية، ويبرئ منها السيد رئيس الجمهورية، ونائبه !! وهذا ضرب من التضليل، والتملق، وموالاة الباطل، وإلا فإن السيد غندور يعلم أن السيد الرئيس، لو أمر المحافظ، بتوفير المبالغ المطلوبة لوزارة الخارجية لوفرها في الحال .. ولكنه لم يفعل، لأنه هو الذي يعتقد، بأن مرتبات الدبلوماسيين ليست أولوية، لأن وزارة الخارجية فشلت لسنوات في تحسين صورة السودان، في نظر العالم. ولعل الحل الأسهل للرئيس، هو أن يعفي غندور اليوم أو غد من منصبه.
وفشل وزارة الخارجية ليست خطيئة السيد غندور، وإنما هي خطيئة نظام الإخوان المسلمين، الذي ما أن إختلف مع الحركة الشعبية، حتى أبعد دينق ألور من وزارة الخارجية، وأتي بعلي كرتي. وهو قد كان من الدبابين المهووسين، فقام بتصفية كل الكوادر المؤهلة، واستبدلها بعناصر لا كفاءة لها، إلا الولاء لتنظيم الإخوان المسليمن .. كما سلمت الوزارة بعده، على أهميتها، لمهووس آخر، كان رئيساً لجهاز الأمن، وأشتهر بتعذيب المعارضين في بيوت الاشباح !! وكان من عناصر العنف الطلابي، الذين يعتدون على النشاطات الفكرية بالسيخ والعصي، حين كان طالباً بكلية الطب بجامعة الخرطوم .. ثم هو شخص لا معرفة له بالدبلوماسية، ولا بالسياسية، ذلك هو مطرف صديق النميري، الذي قضي على وزارة الخارجية قضاء تاماً، حين ملأها بعناصر من السفراء، إشتهروا بالهوس الديني، والضعف المهني والأخلاقي، وتابعتهم تهم التحرش الجنسي من بلد الى آخر !! ولما كان معظمهم بلا مؤهلات، وقد عين بعضهم لتملقهم للرئيس، أو بتوصية من إخوانه، فإنهم الآن لا يستطيعون الإستقالة، والبحث عن عمل آخر، بعد أن منعوا رواتبهم لسبعة أشهر !!
إن سفراء حكومة الإخوان المسلمين، الذي أساءوا للسودان في كل محفل، وحاولوا بالباطل تزيين وجه هذا النظام القبيح، يستحقون ما يجري عليهم الآن، جزاء وفاقا.. ولكننا إنما ننقد موقف الحكومة، لأنه يعرض بمكانة السودان. فالدولة التي تحرم سفيرها من المرتب وتعرضه وأطفاله الى الجوع، إنما تجبره على تلقي الإعانات من الدولة التي يعيش فيها، مما يعرض أمن وسلامة، ما لديه من معلومات، لخطر الإرتزاق بها على حساب الوطن.
لقد حاولت حكومة الإخوان المسلمين، بشتى السبل المشروعة وغير المشروعة، أن ترفع إسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب- مع أنها كانت لفترة طويلة المرتع الآمن لكافة الإرهابيين- ولكنها بدلاً من ذلك وضعت بواسطة الأمم المتحدة في قائمة أخرى، تعتبر من أكبر الفضائح، وتلك هي قائمة الدول الممارسة للجرائم الجنسية !! جاء في تقرير الأمين العام عن العنف الجنسي (في عام 2017، وثّقت العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور 152 حالة من حالات العنف الجنسي المتصل بالنزاعات تضرر فيها 84 امرأة و 66 فتاة وصبيان، سُجلت في ولايات دارفور الخمس جميعها، ما يمثل انخفاضا عن الحوادث المسجلة في عام 2016والتي تضرر فيها ما عدده 222 ضحية ... شملت تلك الحالات عمليات اغتصاب %90 ومحاولات اغتصاب %6 واغتصاب جماعي 4%. وفي 2% من الحالات، قُتل الضحايا، وفي العديد من الحالات الأخرى، تعرضوا لأذى جسدي خطير. ولا يزال الإبلاغ عن العنف الجنسي متدنيا بشكل مزمن بسبب الوصم والمضايقة والصدمة ونقص الحماية المتاحة للضحايا والشهود والاعتقاد بوجود تقصير من جانب أجهزة إنفاذ القانون، مع تعرض الشرطة ومقدمي الخدمات على السواء لضغوط بهدف حملهم على التخلي عن القضايا وإسقاطها. وغالباً ما تتم تسوية قضايا الاغتصاب من خلال آليات العدالة التقليدية، التي عادة ما تأمر الضحايا بالزواج من الجناة ... وصف الضحايا مرتكبي العنف الجنسي المتصل بالنزاعات بأنهم رجال مسلحون أو أفراد ميليشيات يرتدون ملابس مدنية في 70 في المائة من الحالات، وبأنهم أعضاء في الأجهزة الامنية الوطنية، أي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وحرس الحدود وأﻓﺮاد ﻣﻦ ﻗﻮة اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ فى 30% من الحالات... يرتكب العنف الجنسي في مختلف المناطق علنا أو في حضور الأحباء ، بهدف ترويع المجتمعات المحلية، وتفكيك الأسر، من خلال الإقدام على انتهاك المحرمات للدلالة على أنه ما من شيء مقدس ومامن أحد في مأمن ... وتلجأ الجماعات المتطرفة العنيفة والمسلحة المذكورة في هذا التقرير إلى استخدام العنف الجنسي كوسيلة للاضطهاد، الذي يوجه بصفة خاصة نحو النساء والفتيات في سن الإنجاب، إذ ينظر إليهن باعتبارهن ناقلات للهوية الثقافية والعرقية، ومناط بهن رمزيا ”شرف“ الأسرة والوطن .... بالنسبة للعديد من الضحايا، سرعان ما يلي الخوف من الاغتصاب الخوف من النبذ، فمن الأرجح أن تعاقب المجتمعات الضحية بدلا من الجاني. وبالإضافة إلى الصدمة البدنية والنفسية المدمرة، يمكن أن يكون للوصم الذي يأتي في أعقاب الاغتصاب آثار دائمة، بل قد تكون مميتة، ومنها: ”القتل دفاعا عن العرض“ والانتحار والأمراض التي تبقى بلا علاج "فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسيا"، وحالات الناسور المؤلمة، والإجهاض غير المأمون، والوفيات النفاسية، والعوز)(حريات 18/4/2018م) هل يمكن أن تكون حكومة مسؤولة عن كل هذه الفظائع حكومة عقلاء دع عنك أن تكون حكومة إسلامية تبشر بمشروع حضاري ؟!
ومن فضائح حكومة الإخوان المسلمين، قتل شيخ في الثمانين من عمره، تحت وطأة التعذيب !! فقد جاء (قُتل الشيخ / موسي عثمان محمد بحر الملقب بـ "موسي سمبي" جراء التعذيب الشديد بمقر القوات الحكومية المتمركزة في منطقة ليبة شرق جبل مرة. و كان الشيخ موسي – يبلغ عمره حوالي 80 سنة وهو من اعيان ليبة – اعتقل بدون توجيه أي تهمة وتم ضربه حتي فارق الحياة ، و تم نقل جثته الي قيادة الجيش بمنواشي. وادان اعيان و نشطاء في شرق جبل مرة الجريمة ووصفوهه بالبربرية واللا اخلاقية)( حريات 18/4/2018م) إذا كان هذا الشيخ يعارض الحكومة، لماذا لم تحبسه في منزله، وهو رجل كبير يجب إحترام سنه ؟! هل من أخلاق السودانيين أو دين المتدينين قتل شيخ فاني؟! هذه فضيحة بكل المقاييس من حكومة تدعي الدين تقتل شيخ كبير تحت وطأة التعذيب ودون محاكمة !!
ومن فضائح حكومة الإخوان المسلمين، أن يصف وزير الصحفيين بأنهم "قليلي الأدب" !! فقد جاء في بيان شبكة الصحفيين السودانيين (في خطوة عدائية وجه وزير النفط عبدالرحمن عثمان عبدالرحمن اساءات بالغة للصحفيين ووصفهم بـ "قليلي الأدب" أثناء خروجه من قاعة البرلمان اليوم “الثلاثاء” ورفضه الإدلاء بأي تصريحات للزملاء حول أزمة الوقود. تستهجن شبكة الصحفيين سلوك الوزير الهمجي والعدائي، وترفض تماماً مثل هذه التصرفات الغير مسؤولة منه أو من غيره)( شبكة الصحفيين السودانيين الخرطوم 17 أبريل 2018م). وهذا الوزير الجاهل، العاجز عن الدفاع عن أزمة وزارته، سار على نهج إخوانه الذين سبقوه، فقد قال ابراهيم محمود (قبل الإنقاذ الناس كانت بتتقسم الصابونة)!! وقال بدرالدين محمود ( لو ما الانقاذ الشعب السوداني كان كلو مشى المقابر ) !! وقال نافع ( الما عاجبو يلحس كوعو) !! وقال علي عثمان محمد طه (أحمدوا الله على الإنقاذ زمان عود الكبريت كان معدوم) !! وقال حميدتي ( البفتح خشمو بنحشي ليهو تراب)!! فهل هنالك شخص (قليل أدب) مثل الإخوان المسلمين ؟!
د. عمر القراي