حميدتي يصدر 84 قرار على طريقة المكاورة
حيدر المكاشفي
20 March, 2022
20 March, 2022
تباهى حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي، بأنه أصدر(84 ) قراراً ، (قرار في اثر قرار وقرار ينطح قرار) لمعالجة مشاكل الموانئ ومشروعات التنمية بالشرق، وهذا والله رقم قياسي من القرارات يصدر في بحر يومين، يستحق معها أن يدخل موسوعة جينس ولكن من باب الاحداث والوقائع السيئة والمعيبة، وما يعيب قرارات حميدتي الأربعة والثمانين التي أصدرها هكذا جملة ودفعة واحدة، أنه يكاور القرارات مكاورة، على طريقة بيع قرع ود العباس الذي يقول عنه المثل الشهير (قرع ود العباس عشرة بقرش وميه هوادة)، ولمصلحة الأجيال الطالعة، نفيدهم بأن هذا المثل منسوب لمدينة ود العباس الواقعة بولاية سنار، أسسها الشيخ محمد علي ودالعباس الذي أتى من منطقة وهيب بالشمالية وكان رجل علم وقرآن، وود العباس قرية في ثوب مدينة، واشتهرت تاريخيا بإنتاج القرع (البخس) في الماضي، حيث كانت من مصدري هذه السلعة الهامة والتي تستخدم في عدة أشياء في ذلك الوقت كإناء لشرب الماء واللبن وتجهيز اللبن الرائب والذبدة والسمن البلدي وأيضا كحافظ للطعام والإغراض الاخرى، ويدل المثل على وفرة القرع فيها ورخص أثمانه، وهكذا فقد استرخص واستسهل حميدتي اصدار القرارات حتى بلغ عددها أربعة وثمانين خلال سويعات، رغم أن اصدار قرار واحد وليس 84 قرار، يمر بسلسلة من العمليات والمراحل الضرورية التي لابد منها، أولاها مرحلة تحديد المشكلة والاحاطة بكل أبعادها، تليها مرحلة جمع المعلومات، ثم معرفة الحلول الممكنة والمفاضلة بين ايجابيات وسلبيات كل حل، ثم اختيار الحل الأفضل، وأخيرا إصدار القرار..
ولأن طريقة حميدتي في اصدار هذا الكم الكبير من القرارات، قد عهدوها في آخرين مثله، لهذا لم يعد الناس يثقون بالكثير من القرارات والوعود والتعهدات النظرية ، سواء المصرح بها على الهواء أو المدونة على الورق، وذلك لسبب غاية في البساطة وهو أن الذي تعودوه من مثل هذه القرارات وخبروه فيها لا يشجع على استقبالها بحماس، لجهة أن حصيلتها غالبا ما تنتهي إلى المردود صفر، ودونكم أي إرشيف شئتم، إرشيف الصحف أو أضابير الدواوين الرسمية، من أكبر مؤسسة وإلى أصغر محلية، ستجدون كما كبيرا من القرارات والوعود والتعهدات من هذه الشاكلة، حتى أشكل على الناس أمرها فلم يدرواِ هل يتم إصدارها للاستهلاك على طريقة قرر قرر (هو القرار بفلوس)، أم يتم إصدارها للتخدير بقصد أن تبيع الناس الكلام اللذيذ وتحقن أوردتهم بالاماني الخلب تماما كما تفعل أي مادة مخدرة حين يفوق متعاطيها من أثر المخدر لا يجد أمامه سوى الوهم والسراب ، وكذلك تلك القرارات لا يقبض منها الناس سوى الريح، أم ترى أنها قرارات لـ (الشو ) والبروز الاعلامي تصلح فقط لوضعها داخل برواز.. وبتصنيفٍ آخر يمكن فهرستها إلى ثلاثة أنواع، قرارات ما لها قرار تظل معلقة في الفضاء ومهومة في الفراغ لا تتنزل أبدا على الارض، وقرارات تتوه بين البان والعلم ويحل سفك دمها بين الدواوين والادارات الحكومية، وقرارات تصدر ساعة الحمية، ففي أي خانة يا ترى يمكن تصنيف قرارات حميدتي الأربعة والثمانين ..
الجريدة
ولأن طريقة حميدتي في اصدار هذا الكم الكبير من القرارات، قد عهدوها في آخرين مثله، لهذا لم يعد الناس يثقون بالكثير من القرارات والوعود والتعهدات النظرية ، سواء المصرح بها على الهواء أو المدونة على الورق، وذلك لسبب غاية في البساطة وهو أن الذي تعودوه من مثل هذه القرارات وخبروه فيها لا يشجع على استقبالها بحماس، لجهة أن حصيلتها غالبا ما تنتهي إلى المردود صفر، ودونكم أي إرشيف شئتم، إرشيف الصحف أو أضابير الدواوين الرسمية، من أكبر مؤسسة وإلى أصغر محلية، ستجدون كما كبيرا من القرارات والوعود والتعهدات من هذه الشاكلة، حتى أشكل على الناس أمرها فلم يدرواِ هل يتم إصدارها للاستهلاك على طريقة قرر قرر (هو القرار بفلوس)، أم يتم إصدارها للتخدير بقصد أن تبيع الناس الكلام اللذيذ وتحقن أوردتهم بالاماني الخلب تماما كما تفعل أي مادة مخدرة حين يفوق متعاطيها من أثر المخدر لا يجد أمامه سوى الوهم والسراب ، وكذلك تلك القرارات لا يقبض منها الناس سوى الريح، أم ترى أنها قرارات لـ (الشو ) والبروز الاعلامي تصلح فقط لوضعها داخل برواز.. وبتصنيفٍ آخر يمكن فهرستها إلى ثلاثة أنواع، قرارات ما لها قرار تظل معلقة في الفضاء ومهومة في الفراغ لا تتنزل أبدا على الارض، وقرارات تتوه بين البان والعلم ويحل سفك دمها بين الدواوين والادارات الحكومية، وقرارات تصدر ساعة الحمية، ففي أي خانة يا ترى يمكن تصنيف قرارات حميدتي الأربعة والثمانين ..
الجريدة