حول أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان “توثيق ليوميات الحرب “5”

 


 

 

* إستباحة أم درمان الثانية وما أشبه الليلة بالبارحة! "الأخيرة".
دخل كتشنر وجيشه الغازي لمدينة أم درمان الكسيرة بعد خروج خليفة المهدي منها كرأس للدولة بأتباعه وهو منهزم وجريح الخاطر!.
ثم عاث جنود الاحتلال في أم درمان فساداً قلً نظيره في تلك السنوات في كل العالم، اللهم إلا في استباحة المهدويين للمتمة قبل أعوام قصيرة من تلك الهزيمة!، إستباح فيها جنود كتشنر المدينة لثلاثة أيام بلياليها، نهبوا وسرقوا واغتصبوا وحازوا على ممتلكات المواطنين واقتحموا البيوت التي استجار بها السكان منهم، لم يسلم صغير أو كبير، أمرأة أو رجل، أفظع من كل ذلك إعتدوا على قبة الامام المهدي كرمز ديني للمهدويين وسكان المدينة لينبشوا قبره ويقطعوا رأسه فيبعثوه إلى بريطانيا!، في تعدي سافر على الأخلاق المدينية والحضارة الانسانية التي يتشدقون بها عندما وصفت صحافتهم جنود الجيش المهدوي بالبرابرة والدراويش والهمج!.
وها هي مسبحة السنوات والقرون تكر كر المسبحة، لتشهد نفس المدينة نوعاً آخراً من الاستباحة، نهبوا وسرقوا واغتصبوا وحازوا على ممتلكات المواطنين واقتحموا البيوت التي استجار بها السكان منهم، لم يسلم صغير أو كبير، أمرأة أو رجل، أفظع من كل ذلك إعتدوا على مؤسسات معتبرة بعينها وعلى منازل ومقتنيات شخصيات لها اعتبارها في أعراف السودانيين، رعت كل ذلك هذه المرة وأشرفت على تنفيذه مجموعات إنقسم الناس حول تصنيفها وما إن كانت "سودانية بحتة" أم "غازية" من دول أفريقية متاخمة للسودان، ولكنها على أي حال تصنف "كمليشيا عائلية بحتة" رعت نموها قوى سياسية بعينها أبرزها "اللجنة الأمنية" للمخلوع عمر البشير وكانت تجد الدعم والمؤازرة منها بحثاً عن الحماية من "غضب" الشعب السوداني وشارع ثورته المجيدة الذين لم يجاملوا أو يتجملوا أو يهادنوا الطرفين، صدحوا بقول كلمة الحق المبين بأن "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل" وهو الشعار الذي كان سيشكل ترياقاً مضاداً وصمام أمان يقطع الطريق نهائياً أمام أي بؤر توتر هنا أو هناك ولكان كل فصيل من فصائل شعبنا قد وجد الطريق ممهداً لخارطة طريق سياسية تعيد ترتيب الأوضاع ببصيرة سياسية تضع نصب عينيها قضايا الشعب والوطن الذي لا تعنيه هذه الحرب في كثير أو قليل فيما يخص "قضاياه الكبرى وآماله وآمانيه" وهي فوق كل اعتبار!.
على الفرق المتقاتلة – وتغذي اقتتالهم جماعات الأخوان المجرمين – إيقاف هذا الاقتتال اليوم قبل الغد، وقد استبان لهم أن المنتصر فيها هو مهزوم بكل المعاني أمام الشعب الذي لن يترك شاردة أو واردة من هذه الانتهاكات التي وقعت في حقه، ومن الخير للجميع أن يتوافقوا على برنامج لمعالجة هذه الجراح المؤسفة، وأهم من كل ذلك ألا تركن القوى السياسية إلى الوقوف بعيداً تحت شعارات "قف تأمل"، بل عليها أن تتنادى لتتفق على برنامج حد أدنى من التوافق الوطني لتشكل لاعباً أساسياً في "ماراثون المفاوضات" الجارية ولتفرض وجهة نظرها على من يعتقدون أنهم "اللعيبة" الأساسيين في "ملعب اللامعقول" ،، عليهم فعل ذلك اليوم قبل الغد ،، واللهم قد بلغت ،، اللهم فاشهد!.
ــــــــــــــــــــــ
* أوقفوا هذه الحرب اللعينة ،، وليس للشعب والوطن فيها ناقة أو جمل!.

hassangizuli85@gmail.com
/////////////////////

 

آراء