حول الهبوط الناعم الهابط والهابطين!!
*حملت الأخبار المتضاربة أن القائد عبدالعزيز الحلو يفاوض الحكومة سرا حسب ماأعلنته أجهزة المؤتمر الوطني، بيد أن المدهش حقاً أن الحلو الذي قام بالانقلاب الكبير في الحركة الشعبية يفاوض الان حول حق تقرير المصير للمنطقتين، وحق تقرير المصير يعني محاولة جديدة لفصل جبال النوبة، وتعتقد بعض القيادات بأنها تريد تقرير المصير للانضمام إلى جنوب السودان ظناً منهم أن الجنوب سيمنحهم الحكم الذاتي فإن كان هذا الزعم صحيحاً، فإنها السذاجة السياسية بعينها، وبدورنا نسأل المؤتمر الوطني الذي يفاوض شخصاً على حق تقرير المصير فهل هذا يعني الخضوع التام للأجندة الإسرائيلية لتفكيك المتبقي من السودان؟! أم هو محاولة متهافتة من هؤلاء الصبية السياسيون في سعيهم الدؤوب للحاق بجزء من الكيكة التى قال عنها الرئيس بأنها صغيرة ولاتكفي؟!
*وإن الشق الثاني من الحركة الشعبية والمتعود مسبقاً على البيع والشراء في قضية المنطقتين سيقوم بإبتلاع المتبقي من الكيكة الموضوعة على وعاء الهبوط الناعم الذي تتسارع خطاه والذي سيكون محسوماً بوصول عرابه الإمام الصادق المهدي إلى الخرطوم ، والجهات الراعية لهذا الفساد السياسي والتي تسمى أحزابا وطنية وتشارك فيه بوعي أو بغير وعي، إنما تقوم بتخريب منظم للسيادة الوطنية
ووحدة التراب المنظم وتمارس اللعب في الخطوط الحمراء لوحدة بلادنا. أما معالم الهبوط الناعم فقد ظهرت واضحة في الاستقبال الرئاسي الذي قوبلت به الدكتورة مريم المنصورة والتي ألهبت ظهورنا بكرابيج الخطاب العنتري الفارغ في محاولة فجة منها لتذكيرنا بأن البدر قد طلع علينا من ثنيات الوداع، ونسيت أنها تحت استقبال رئاسي وأن الذي أمامها على سلم الطائرة هو السيد /مساعد رئيس الجمهورية اللواءعبدالرحمن الصادق المهدي، فركبت معه على عربة رئاسة الجمهورية، وانطلقت من البوابة الشمالية وتركت مستقبليها الغبش في ذهولهم مما يحدث ووقفوا معنا على رصيف موكب الحيارى.
*كان هذا هو حال الدكتورة مريم الأقل بركة في سلم الطائفية الهابط إلى القاع في أزمنة الهبوط الناعم وهاهي قد هبطت بخشونة رآها مستقبليها الغبش في مطار الخرطوم وهم يعودون أدراجهم حسرة والماً وإحباطاً، فماذا نتوقع عند عودة السيد الإمام الذي غادر إلى باريس بحقائبه الستة ؟! وهاهو الان يجلس على سدة الهبوط الناعم قائدا لركب الهابطين ، فإن الفرز الذي حصل للتناقض الثانوي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، قد أدى إلى فصل الجنوب، وهو يتفاعل الان بين جناحي الحركة الشعبية وبالتالي الشق الذي إحتواه الإمام هو الجزء الأمريكي، فهل تكسب إسرائيل مرة أخرى بإسقاط مجموعة الهبوط الناعم؟! ننتظر إجابة من الدكتور النور حمد.. وسلام ياااااااااوطن..
سلام يا
في هذا المنعرج السياسي السوداني الحاد لابد أن يطرح بداية التمييز الحق بين التبعية والشراكة.. فإن لم يقع هذا التمييز سيبقى باطن الأرض خير من ظاهرها في هذا البلد الكظيم.. وسلام يا..
الجريدة الخميس 22/11/2018