حول عادة وضع الحصى على المقابر عند النوبيين .. تلخيص وترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
حول عادة وضع الحصى على المقابر عند النوبيين
M. W. Cavendish م. دبليو كافندش
تلخيص وترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
هذا تلخيص موجز لبعض ما أورده م. دبليو كافندش عن عادة وضع الحصي على المقابر عند النوبيين، وذلك في مقال نشر في مجلة "السودان في مذكرات ومدونات" العدد 47 لعام 1966م.
الشكر موصول لكثير من الأصدقاء من النوبيين (وغيرهم) لمراجعة هذا المقال.
المترجم
******************
لاحظ بيركهاردت (هو المستشرق والرحالة السويسري جون لويس بيركهاردت الذي عاش بين 1784 – 1817م وألف كتاب "رحلات في بلاد النوبة" والذي صدر في 1822م. المترجم) عند زيارته لمنطقة النوبة السودانية في عام 1813م أن السكان في تلك المنطقة (وهم من المسلمين الذين يمارسون عباداتهم الاسلامية دون غلو أو تعصب) يزينون قبور موتاهم بأكوام من حجارة صغيرة أو بحصى كوارتز (الكوارتز هو معدن يوجد في كثير من مختلف أنواع الصخور ويتألف من ثاني أكسيد السيلكون. المترجم). كتب ذلك الرحالة ما معناه: " يضع النوبيون وعاءا فخاريا بجانب كل قبر يملؤونه بالماء لحظة مواراة الجثمان الثرى، ويتركونه هنالك. ويغطون القبر نفسه بحصى صغيرة مختلفة الألوان ثم يغرسون سعفتي نخيل كبيرتين عند طرفي القبر. وقد جعل النوبيون من رمز النصر ذاك رمزا للموت".
ولا تقف تلك الممارسة عند حدود النوبة بل تنتشر على امتداد النيل جنوبا. وقد سجل بيركهاردت عند زيارته لأم داؤود بشرق أتبرا ما نصه : "إنهم يغطون قبور موتاهم بحسب العادة النوبية بحصى كوارتز بيضاء ، ويضعون عمودا على جانبي كل قبر". عندما واصل ذلك المؤرخ سيره جنوبا وحل في الدامر كتب ما مفاده: "عندما صرنا على مقربة من تلك القرى الصغيرة مررنا بعدد كبير من القبور الجديدة في وسط الصحراء وعليها "شواهد" تنتصب حزينة تشهد بما حصده وباء الجدري من أرواح. وبحسب العادة التي لاحظتها من قبل في أرض البرابرة، فقد كانت تلك القبور مغطاة هي أيضا بقطع صغيرة من الحصى الأبيض وقطع من الكوارتز".
وفي الدامر لاحظ بيركهاردت العادة نفسها تمارس، بيد أن القبور في تلك المدينة تغطي بالحصى الأبيض فقط. وكتب يقول: " في عصر أحد الأيام وبينا أنا أحمل بضاعتي من الخرز بادرني "الفكي" بالسؤال عما إذا كنت أستطيع القراءة ... شاهدت بعيد ذلك عددا كبيرا من الناس في مأتم أحد المتوفين حديثا، ورأيت عددا من الرجال يتلون القرآن بصوت خفيض. ثم أتى بعد ذلك شيخ كبير كان مجيئه إيذانا للقراء برفع اصواتهم بالتلاوة كما هو مألوف في بلدان الشرق. استمرت القراءة نحوا من ثلاثين دقيقة حتى أتى بعضهم بصواني العشاء. أحضروا طعاما وفيرا إذ إنهم كانوا قد ذبحوا لتلك المناسبة في ذلك اليوم بقرة. وبعد أن تناول الجميع طعامهم في عجل شديد استأنفنا التلاوة. جلب أحد الشيوخ للقراء سلة مليئة بحصى صغيرة بيضاء قاموا بالتلاوة عليها مرات عديدة. تبين لي أن تلك الحصى ستنثر على قبر ذلك المتوفى، تماما كما رأيت الناس في أماكن أخرى يضعونها على قبور الأموات حين يوارونهم الثرى. أخذ العجب والتعجب مني كل مأخذ من شيوع تلك العادة والتي لم أر قط مثلها في أي قطر إسلامي أزره من قبل، فسألت الفكي عن ذلك فرد علي بالقول بإنها " مجرد عادة مستحبة، ولكنها ليست واجبة ولا ملزمة لأحد، ولكن يظن الناس أن روح الميت (والتي ستزور القبر بعد دفنه) ستسعد لوجود ذلك الحصى ، وستستخدمها كالخرز للتزين عندما تصلي لبارئها".
لقد غمرت المياه كثيرا من القبور التي تشابه القبور التي شاهدها بيركهاردت عند زيارته للسودان وذلك عقب قيام سد أسوان. يلاحظ المارة أن تلك القبور كانت توجه جهة الجنوب، بينما يسجى الميت على شقه الأيمن ووجهه يستقبل القبلة. ويوجد على طرفي كل قبر علامة (شاهد) مصنوعة من الحديد أو الحجر، وبين الشاهدين هنالك كوم تراب تتناثر عليه حصى صغيرة بيضاء اللون كثيرة العدد، وجريد نخل مغروس عند موضع الرأس والقدم. (أورد الكاتب هنا رسما توضيحيا لما وصفه، وكتب تحت الرسم شرحا له يقول بأن القبر هو قبر في أرض النوبة بعمودية دويشات، مشيخة دويشات وفي حلة عشير. المترجم). من المثير للانتباه وجود إناء ماء فخاري أو معدني مفتوح يوضع على القبر وبجانبه طاس (أو ما يشبه الصحن العميق) عند موضع رأس الميت، وكنه وظيفته. يسكب بعض ذلك الماء على الحصى الأبيض المنثور على قبر الميت (شبهه الكاتب بما يعرف بالـ Libation وهو طقس من الطقوس يمارس في كل الديانات القديمة منذ عهد الفراعنة. المترجم). يقوم شيخ من الشيوخ بتلاوة آيات من القرآن في غضون عملية سكب الماء على القبر. من الملاحظات المثيرة للانتباه أيضا غرس أوراق خضراء من نبات الذرة المحلية عند موضع رأس الميت. شرح لي سكان "مقافيل Mugaffil" بعمودية ومشيخة صرص الأمر بأنه من الواجب في نظرهم وضع "شيئ لين رطب" قرب القبر.
قام رجال "مقافيل" بشرح عادات القبور عندهم عند زيارتي للمنطقة في ديسمبر من عام 1964م شرحا عمليا، فجلسوا القرفصاء على الأرض وقاموا بأياديهم الخبيرة السريعة المدربة بتحضير نموذج قبر نوبي بلغ طوله نحو 6 بوصات (أرفق الكاتب هنا شكلا توضيحيا لما قام به رجال حلة "مقافيل" في مشيخة صرص – تهالي بعمودية صرص). تذكرت في تلك اللحظات ما سجله الرحالة بيركهاردت من ملاحظات في ذات البقعة من أرض النوبة والتي أورد فيها الطريقة التي يتحصل رجال النوبة على أي "هدايا" صغيرة من المسافرين الذين يمرون ببلادهم. كتب يقول : "إنهم ينزلون من نقاط معينة في جبل "عقبة البنات" ... ويتسولون هدية (من المسافرين العابرين). وإن لم يقبل أحد من المسافرين العابرين لمناطقهم أن يعطيهم شيئا فإنهم يقومون وعلى الفور بجمع كوم من الرمل وتشكيله على هيئة قبر صغير ويضعون علي طرفيه حجرين. وبهذا العمل يبلغون (أو بالأحرى يهددون) المسافر الذي يمتنع عن أن يعطيهم شيئا أن "قبره قد جهز" وأن لا أمن له ولا أمان في هذه البرية الصخرية. يستجيب أغلب المسافرين العابرين للمتسولين، ويؤثرون التبرع بهدية ضئيلة مما يملكون على أن يروا قبورهم تحفر أمام أعينهم."
لم يكن ثمة دليل على أن هنالك أي شيئ يدور في خلد أولئك الرجال من "مقافيل" وهو يروني ذلك القبر المصغر غير "الدقة العلمية"! قاموا بوضع عصاتين صغيرتين عند طرفي القبر تمثل شاهدي القبر. وبعيدا عن العصاة المغروسة في الجزء الجنوبي من القبر رسموا برؤوس أصابعهم دائرتين على الأرض. كانت الدائرة القريبة تمثل صحن الماء، بينما تمثل الدائرة الثانية الحبوب. ذكروا لي أن سكب الماء على القبر يستمر لأسبوعين بعد الدفن، ويأتي أقرباء الميت أيضا لسكب الماء على القبر في أيام عيد الفطر ولقراءة آيات من القرآن. تنمو حبوب الذرة التي ينثرها المشيعون على القبر بفعل الماء المسكوب في الأيام الأولى التي تعقب الدفن ثم لا تلبث أن تذبل النبتة ثم تموت بعد أن ينقطع عنها الماء. يقومون كذلك بوضع جريد النخيل على القبر في الأعياد.
لرجال حلة " مقافيل " تفسير لوضع الحصى الصغيرة على القبر يختلف قليلا عن التفسير الذي قدمه بيركهاردت في الدامر. فإنهم يقولون إن تلك الحصى تستخدم لحساب عدد الصلوات، ليست التي يؤديها الفقيد، بل أقربائه. كانت هنالك 1000 من الحصى بالتمام والكمال...لا تزيد ولا تنقص. بُعيد مواراة الجثمان الثرى، يقوم المعزون بوضع كل ذلك العدد من الحصى واحدة بعد الأخرى، وبعد كل مرة يكررون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. بعد ترديد الشهادة للمرة الألف ينصرف المعزون كل إلى حال سبيله. في صباح يوم العيد يأتي أقرباء الميت إلى القبر ويجلسون حوله على الأرض على شكل دوائر متقاربة يرسمونها على الرمل بأصابعهم، ومع كل دائرة يرسمونها يرددون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. بعد ذلك يصبون الماء على القبر ثم ينصرفون.
هنالك عادة أخرى يمارسها النوبيون في الأعياد ألا وهي إعطاء الأطفال بعض الذرة وهي على هيئة تشبه الذرة الشامية المتفتقة (الفشار). يعطى كل طفل منديلا واحدا مملوءا بهذه الذرة يأخذه معه حين يزور القبور. يفرش طفل منهم منديله على حصى القبر البيضاء ويتبعه الآخرون، ثم يبدأون في أكل تلك الذرة.
وتحبس المرأة النوبية في دارها أربعين يوما حدادا على زوجها المتوفي. وفي اليوم الحادي والأربعين تخرج لتزور قبر بعلها تحمل ذرة تقوم بمنحها لمن يتصادف وجوده في المقابر صدقة يأكلها قرب قبر زوجها بينما تجلس هي عند القبر وهي تنتحب لعدة دقائق تنصرف بعدها لدارها.
وفي مناطق النوبة الجنوبية وتحديدا في عمودية دويشات بمشيخة أم بكول وتحديدا في قرية تنقسي (في الأصل Engsiالمترجم) يقوم الناس أيضا بأخذ حبوب الذرة والقمح للقبور ويتصدقون بها على الأطفال.
ولا تختلف مظاهر العيد في هذه المنطقة عما سواها من مناطق النوبة ، بيد أن القبور هنا تغطى بجريد النخيل وليس بالحصى الأبيض. وفي هذه المناطق تعلمت شيئا جديدا عن الحصى التي توضع على القبور. إنهم لا يضعونها أبدا على قبور الأطفال ولا يمارسون طقوس وضع بصمات الأصابع على ترابها. السبب في ذلك هو أن وضع تلك الحصى البيضاء وبصمات الأصابع تعد بمثابة صلوات ودعوات للرحمة والغفران من الخطايا والذنوب، ومعلوم أن ليس للأطفال من خطايا أو ذنوب تستدعي طلب الرحمة والغفران. وكذلك تعلمت أنه في هذه المنطقة ورغم أنهم قد حافظوا على عملية اختيار 1000 من الحصى البيضاء الصغيرة، تمثل كل حصاة واحدة منها دعاءا أو صلاة، إلا أنهم لا يجهرون بالصلاة أو الدعاء أو الشهادة عند وضع الحصى على قبر الميت، ولكنهم يضعونها في داره التي فارقها (بينما هم يتلون القرآن) في اليوم السابع لوفاته. ويترك تلك الحصى بدار المتوفى ليومين أو ثلاثة قبل أن تؤخذ للمقابر لتنثر على قبره دون أن يصاحب ذلك الفعل أي تلاوة. وتمارس ذات الطقوس في مشيخية "ملك الناصر" وقرية "الحواتة" الكائنة بالدويشات عدا أن الأطفال هنا يحملون الذرة للمقابر في صحون خشبية يبلغ طول قطر الواحد منها نحو 30 بوصة.
وقد تبين لي أن النوبة يقومون بممارسة طقوس عند دفن الميت لا توجد في بقية العالم الإسلامي. فالنوبيون هنا يختارون حجارة صغيرة (من نوع كوارتز عادة) يقومون بالصلاة فوقها، ثم ينثرونها على الجثمان والقبر. بعد ذلك يصبون الماء على القبر فتنبت أرض القبر نباتا أخضرا، إما بطريق مباشر من حبوب الذرة التي يزرعونها بأيديهم على أرض القبر عقب الدفن، أو بطريق غير مباشر مما يقع من الحبوب التي يعطونها للأطفال كي يأكلونها وهم يتحلقون حول القبر.
وتوجد مثل هذه الطقوس على امتداد شاطئ النيل شمالا أو جنوبا. يمارس النوبيون في مصر أيضا عادة وضع الحصى على القبور ولكن بصورة أقل كثيرا مما هو حادث عند نوبي السودان.
وقد ذكرت الدكتورة جين فيليبس من جامعة هاورد الأمريكية أنها شاهدت مثل تلك العادة تمارس فقط في "دهمت" بجنوب أسوان، وشاهدت الحصى على بعض (وليس كل) القبور في "سيالة" على الجبل المقدس المسمى قرني. فسرت الدكتورة جين فيليبس وضع الحصى على القبور بأنه يشبه بما يفعله الحجاج من رمي للجمرات في عرفات بمكة في نهاية الحج (لا يخفي على القارئ بالطبع خطل المعلومات الواردة في تفسير هذه الدكتورة في أمور الحج. المترجم).
وقد كتبت أميليا إيدوارد التي جابت مناطق النوبة على طول النيل في عام 1888م عن مقبرة تقع في منطقة دير Derr (وبها معبد بناه رمسيس الثاني وأهداه لإله للشمس، ثم حوله المسيحيون بعد قرون لكنيسة. المترجم) فقالت إن كل القبور في تلك الجبانة كانت مسورة بسور صغير من الصخور، وكانت غُفْلا من الأسماء، وقليل منها فقط ما كان في حالة جيدة، أما البقية فكان الإهمال باديا عليها.
وقد كانت جميع القبور مغطاة بحصى صغيرة مرقشة لامعة، وعند موضع رأس كل ميت في القبر وضع كوب فخاري. وذكرت أميليا إيدوارد أنها شاهدت الجنائز تحضر لذلك المدفن وينوح الناس حولها ، ويقيمون عزاءً يمتد لأربعين يوما. يحضر أقرباء الميت للقبر كل صباح جمعة ويملؤون ذلك الإناء الفخاري الموضوع عند موضع رأس المتوفي بالماء حتى تشرب منه الطيور، صدقة لروحه. لم تذكر أميليا إيدوارد عادة صب الماء على القبر (كما هو مشاهد عند النوبيين السودانيين)، بيد أن بروفيسور اميري يذكر في كتابه المعنون "كنز النوبة" هذه العادة عند النوبيين في مصر ويؤكد أن كل النوبة الآن يدينون بالمحمدية بيد أن طقوس الموت والدفن وما يتعلق بهما (مثل وضع الماء والطعام داخل وفوق القبر حيث موضع قدمي الميت) عندهم لا تزال وثنية الطابع لم تتغير منذ قرون سحيقة في القدم (بحسب موقع أمازون فإن كتاب "كنز النوبة" لمؤلفه والتر براين أميري صدر في عام 1948م). وأرى أنه من المستبعد أن يضع نوبة مصر الطعام والماء عند قدمي الميت، وأرجح أنهما يوضعان عند موضع رأسه، ولا أرى ثمة علاقة بين ما يضعه أهل الميت فوق القبر وما يضعونه بداخله كما ذهب إلى ذلك بروفيسور اميري .
ويذكر بروفيسور اميري أنه شاهد كثيرا من نساء النوبة من اللواتي يتلقين العون من المسئولين البريطانيين يقمن بشراء الخمور الإغريقية الرخيصة من الباعة المتجولين ويسكبنها على قبور أقربائهن! وقد استدرك بروفيسور اميري وكتب ما نصه : "ولكن يجب القول بأن الرجال كانوا لا يشجعون نسائهم على ذلك الفعل".
ولاحظ الرحالة بيركهاردت فشو عادة وضع الحصى على القبور في المناطق التي تقع جنوب أرض النوبة مثل بربر والدامر وأتبرا، وهي مشاهدة أيضا في قرى الجزيرة (بحسب ما قاله لي الأستاذ مصطفى إبراهيم طه بجامعة الخرطوم)، ولكنهم لا يلتزمون بأن يبلغ عدد الحصى الفا، ويقومون بحفر القبر وإدخال جثمان الميت داخلة ثم يهيلون عليه التراب ويبنون بعد ذلك تلا صغيرا من الطين ينثرون عليه بعض الحصى البيضاء. بعد ذلك (وحرصا منهم كما يقولون على عدم اهدار وتبديد الماء) يسكبون ما تبقى لهم من الماء الذي استخدم في عمل الطين على الحصى المتناثر على القبر.
ولا يرى الناس في الجزيرة حاجة أو سببا معينا لوضع الحصى على القبر ولكنهم يداومون على وضعها ولكن دون أن يصحب ذلك أي دعاء مخصوص.
وقد يحضر بعض الناس عندما يزورون القبور أجزاء مما يفضلون من سور القرآن لتلاوتها عند القبر، ولكنهم لا يحضرون أي نوع من الأطعمة لتناولها فوق القبر كما قد يفعل في مناطق النوبيين السودانيين. في سنوات خلت كان أهل الميت يقومون بذبح كبش وتوزيع لحمه للفقراء كصدقة لروح ميتهم، بيد أنهم في السنوات الأخيرة صاروا يوزعون ملابس الميت عوضا عن اللحم.
(عرض المؤلف بعد هذه المقارنة لمقارنة أخرى بين عادات وطقوس الدفن عند النوبيين السودانيين وعند قبيلة الباري. المترجم)
وربما لا تكون عادة وضع الحصى على قبر الميت عند النوبيين أكثر من تقليد لرمي الجمرات في عرفة في مكة، وهي تأكيد على حبهم وإخلاصهم لدينهم. ولكن تبقى حقيقة أن هذه الممارسة ليست موجودة في أي منطقة من العالم الإسلامي، وتقتصر على مناطق النوبيين بالسودان والمناطق التي تقع جنوبها على شاطئ النيل، ويندر أن تشاهد عند النوبة في مصر.
وقد يرى البعض أن لتلك الممارسة صلة بالطعام والحبوب، ولكنها بلا أدنى شك ذات صلة بالماء، وتشبه رمي الجمرات في عرفات، وتشبه كذلك بعض الممارسات الروحية عند قبيلة الباري النيلية، والتي يتم فيها استدعاء أرواح أجداد الميت للتفاعل مع أحجار الكوارتز من أجل زيادة خصوبة القبيلة.
alibadreldin@hotmail.com
//////////