حيدر طه لم هذا الاستعجال يا رجل يا جميل

 


 

 




هناك من الناس من ان تلقاه يدخل
قلبك بلا استاذان فيبقى هناك مابقي هذا القلب ينبض .. واحد هؤلاء ابراهيم علي ابراهيم، هذا الرجل يمتلك مقدرة عجيبة على تخزين الذكريات وحفظها في ذاكرته والتي صار يشكو من كبرها مؤخراً الا اني ارى ان ذلك نوع من خفة الدم الحقيقية التي يتصف بها ذاك الابراهيم.. وصلتي بإبراهيم وأهل القومية العربية من الناصريين، تعود لايام تواجدنا بمدرجات اداب الفرع وبالتحديد في شعبة فلسفة، وقد تشاركنا وتحملنا هم محاربة دكتاتور زمانه نميري عدو الديمقراطية الاول هو وأشياعه واحفظ لابراهيم وصحبه من بني الناصرية انهم وقفوا معي وثلة من صحابي الاتحاديين عند بداية ظهرونا كاول مجموعة طلاب اتحاديين يعملون في العلن بجامعة القاهرة فرع الخرطوم.. لكن ما حيرني ان أصحابي القوميين العرب هؤلاء هم من بشروا لنميري ونصروه وعززوه مع قبائل اليسار الاخرى ولكنهم انقلبوا عليه بعد ان نشب أظافره وبدا ينهش في عظامهم..
ومن نعم هذا الزمان  التكنولوجي انه يجعلك تلج سم الخياط عبر الوسائط الاجتماعية والتي اتاحت لي التوصل لهذا الابراهيم والذي نجحت ان انشط ذاكرته وهو على فكرة رجل موسوعة في حكايات الصحافة واهلها، ومن ضمن الدردشة والتي كثيرا ما سرحنا فيها، سالت ابراهيم عن حيدر طه، وكعادته وعلى الطريقة الإبراهيمية انبرى صاحبنا يحكي لي عن حيدر وعن كتابه الجديد(عندما يضحك التاريخ)، هذا السفر الذي رفد به المرحوم المكتبة السودانية وهو كما أشار مؤلفه (حيدر) انه سفر عن الجيل الثاني من اهل السياسة السودانية وهو جيل تربينا على افكاره فوجدنا فيه الغث والثمين ، والسادة الناصريين السودانيين احد هؤلاء فقد مثلوا التيار اليساري  الوسطي والمعتدل رغم انهم شاركو في مايو في طبعتها الاولى ، كما أسلفنا، ولكن نحمد لهم انهم طلقوا مايو طلاق باين  انبرى ابراهيم يحكي لي عن الكتاب ووعدني ان يرسل لي نسختي حال حصوله عليها من صديقه حيدر وتحدثنا عن حيدر وشخصيته الفذة والمتفردة وكذلك تصالحه مع نفسه .. اما انا فقد شاءت الاقدار والظروف ان اتعامل مع المرحوم قليلا، فقد قابلته كثيرا في فترة الانتفاضة وهي  الفترة التي  تعارفنا على تسميتها بالفترة الانتقالية ونقصد بها الفترة التي اعقبت سقوط نميري ديكتاتور زمانه وهي فترة بقدر ما انها كانت حرجة وكانت البلاد بلا حكومة لايام وفي حالة فراغ دستوري الا اننا لم نهتم بما كان يحدث وكانت قبلتنا نادي استاذة جامعة الخرطوم والذي تحول هو لبرلمان ولرئاسة البلد بل ان صنع القرار وتقرير مصير البلد كلها كان في تلك البقعة والتي كانت كخلية النحل .. كنا نلتقى بشكل يومي نتساقط الأخبار ونتائج المشاورات بين العسكر والتجمع النقابي ومن الثلة التي التقيت كان  حيدر بسماحته وحلو ثباته وحيدر كتاب مفتوح للجميع وما في قلبه يصل للسانه وهذا لعمرك شيمة العظماء، وعندما تفرق الناس الى شيع وطوائف سياسية ظل حيدر كما العهد به ناصريا اكثر من عبدالناصر ذهب صافي بدون شوائب.. فات على ان اذكر اننا التقينا بسونا ومن  تلك اللقاءات العابرة أعطاني حيدر انطباع بان الرجل غير .. وكل من عرف حيدر يتفق انه يتمتع بشخصية  متسامحة مرتبة ومتميزة وكل من عرفه يدعي بانه صديقه الأقرب وهي لعمرك نعمة لا تتوفر لكل شخص.. في كتابه الاول ، واظن انه الاول فيما كتب عن انقلاب يونيو الاخوان والعسكر نبه حيدر طه الي خطورة العلاقة بين تنظيم الاخوان المسلمين والقوات المسلحة ،،الم تلاحظ معي حفظك الله الا ان حيدر استعمل الاسم الحقيقي للتنظيم  وليس المسميات الاخرى  الكثيره وماهي الا التقية بعينها التي يجيدها الترابي وأشياعه، ومن هنا بانت مقدرة حيدر التوثيقية ووعي حيدر البحثي وفي ذاك الكتاب ايضا لاحظت ان حيدر لم يثبت المراجع  ودعم ذاك السفر الهام بالصور، وكما هو معروف عنه بان الكاميرا لا تفارقه أينما كان، وكنت  اتمنى ان التقيه اواراسله حتى ينتبه الى حقيقة ان يضمن ذلك في حالة اعادة طباعة هذا الكتاب، ولكنها الساعة ان أتت فلا تستاخر ولا تتقدم والسلام على حيدر طه في عليين..

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
o_yousef@hotmail.com

 

آراء