حَاجَةٌ وحَوْجَةٌ .. أيهما الأصح في اللغة للاستعمال ؟
د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
13 December, 2022
13 December, 2022
drabdelmoneim@gmail.com
قبل حوالي عام ونصف كتبت معلقاً على الوضع الاقتصادي المتدهور في السودان فاتصل بي قاريء موقر زعلاناً وفى ضمن رسالته قائلاً "دخلك إيه فى الإقتصاد ؟ خليك في طبك". شكرته على النصح وقلت له صدقت ولكن ما يهمني أن الإقتصاد يدخل بثقله على كل الخيام والبيوت والمؤسسات ويؤثر على كل الناس حتى وإن صغرت مهنتهم فهم يتأثرون سلباً وإيجاباً بأحوال الإقتصاد ولابد لهم ولذوي العقول من رأي فى ذات الشأن ومشاركة فى إيجاد الحلول. والتجربة التي نعيشها هنا في إنجلترا بعضاً من تفاعل يومي صحي في هذه الدول المتحضرة التي هكذا فاتتنا سنسن عددا.
هذه المرة ، عجباً "حصة اليوم عندي لغة عربية". أولا الحمد والشكر لله أن جعلنا الله نحن السودانيين شعوباً وقبائلاً وخلطة جينات انصهرت فى بوتقة واحدة طينتها فى الأصل نوبية أفريقية عربية. لا غرابة أن تجد اللغة العربية مكانة مرموقة في هذا السودان أسمر اللون إنساناً وتراباً وإن اختلفت لهجات قومه. فالكتاب والشعراء السودانيين بكل فخر نجدهم فى طليعة من يعتبرون أيقونات ورموز مراجع ومراكب إبحار فى محيط هذه اللغة التي يجب علينا أن نحبها ونعزها ونعتني بها ليس بغرض الإنتماء للجامعة العربية " التي لا فائدة ترجى منها" بل لأنها هي لغة القرآن وختيار وخيار الله ذلك اللسان الذي يسمو فوق كل الخيارات والإعتبارات وكل مفاخر أجناس البشر.
وأنا اعيش هنا في إنجلترا تحتم عليّ مهنتي إجادة لغتهم تحدثاً وكتابة. يفتخر البعض من العرب أنهم يجيدون الحديث بهذه اللغة التي أعتبرها "وليدة" تأريخيا مقارنة بالعربية وإن حاول الإنجليز تأصيلها " خاصة أدبها" بتمجيدها والولع بوليم شكسبير ونشر أدبه وسوناته ومسرحياته المعروفة، لكنهم نجحوا بنشر هذه اللغة فصارت لسان يربط شعوب معظم سكان العالم . العالم أحمد ديدات كان يغبط الناطقين باللغة العربية "الأم عندهم" ويتمنى أن كان هو كذلك ، عليه رحمة الله ومغفرته. ولكي لا أفقد لغتي الأم " أعني العربية" والزمن يسرع بنا خطى أعوام غربة مكتوبة فى بلاد العجم أجتهد أذكر نفسي بها وأعود إلى التجوال فى ربوعها الحنونة وحدائقها الغناء. والقرآن دوماً قبل كل شيء أجده أجمل تلك الحدائق.
رحم الله معلمنا فى المدرسة الثانوية حسب الرسول خير السيد الذي كان يحرص على أن نتفادى استعمال كلمات لا صلة لها بحقيقة اللغة العربية حتى وإن صارت غلطة شائعة الاستعمال. أذكر من ضمن ذلك أنه حذرنا من استعمال كلمة "حوجة" بدلاً من حاجة. فتعلمت منه ذلك الفضل. فى السودان تغلب كلمة "حوجة" إستعمالاً منتشراً على نطاق واسع تحدثاً وكتابة عبر وسائل الإعلام والتواصل وسبل النشر. محاولة لإعادة النظر فى وجود صحة كلمة "حوجة" فى معاجم اللغة العربية قمت بالبحث على قوقل فلم أجد لها استعمال ولا تعني كذلك أنها مفردة للكلمة حوائج. ولأن نتيجة البحث كانت جداً غنية بمعاني متعددة لكلمة حاجة فقد إقتبست ما يكفي أدناه وأترك الأمر لذوي الإختصاص فى علم اللغة العربية أن يفتوننا إن كان يجوز لنا استعمال حوجة ونسقط الأصل "حاجة"، والحاجة اليوم أن نجد احداً من بين علمائنا الأفاضل فى مجال اللغة العربية وهم كثر ، يعيد لنا مجد برنامج لسان العرب للمرحوم الأستاذ النابه طيب الذكر فراج الطيب ( عليه رحمة الله ومغفرته)، جزاهم الله خيرا ومركز البروفيسور عبدالله الطيب لقادر بملء هذا الفراغ . وهنا يجدر بي تذكير معلمينا فى مراحل السلم التعليمي بالإهتمام أكثر بتعليم هذه اللغة وحتى رصيفتها الإنجليزية كما يجب
عبدالمنعم
إستشاري أول طب أمراض الكلى والباطنة ، بروفيسور مشارك بجامعة أوبسالا
البحث كان عن الحاجة والحوجة؟
النتيجة:
تاج العروس
" الحَوْجُ : السَّلامَةُ " ويُقال للعاثِر : " حَوْجاً لكَ أَي سَلاَمَةً " . الحَوْجُ : الطَّلَب و " الاحْتِياج وقد حاجَ واحْتَاجَ وأَحْوَجَ " . وفي المحكم : حُجْتُ إِليك أَحُوج حَوْجاً وحِجْتُ الأَخيرةُ عن اللِّحيانيّ وأَنشد للكُمَيْتِ بنِ مَعْرُوفٍ الأَسَدِي :
غَنيِت فلم أَرْدُدْكُمُ عندَ بُغْيَةِ ... وحُجْتُ فلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ قال : ويُرْوى وحِجْتُ ؛ وإِنما ذَكرتُها هنا لأَنها من الواو وستُذْكَر أَيضاً في الياءِ . واحْتَجْتُ وأَحْوَجْتُ كحُجْتُ . وعن اللِّحْيَانِيّ : حاجَ الرّجُلُ يَحُوج ويَحِيجُ وقد حُجْتُ وحِجْتُ أَي احْتَجْتُ . الحُوجُ " بالضَّمّ : الفَقْرُ " وقد حاجَ الرجلُ واحْتَاجَ إِذا افْتَقَرَ . " والحَاجَةُ " والحائِجَةُ : المَأْرَبَةُ أَي معروفة . وقوله تعالى " لتَبْلُغُوا علَيْهَا حَاجَةً في صُدُورِكُم " قال ثعلب : يَعنى الأَسفارَ . وعن شيخنا : وقيل : إِنّ الحاجَةَ تُطْلَقُ على نَفْسِ الافْتِقَار وعلى الشىْءِ الذي يُفْتَقَرُ إِليه . وقال الشيخ أَبو هلالٍ العَسكرىّ في فُروقه : الحاجَة : القُصُورُ عن المَبْلَغِ المطلوبِ يقال : الثَّوْبُ يَحْتَاجُ إِلى خِرْقَة والفَقْرُ خِلافٌ الغِنَى والفَرْقُ بين النّقْصِ والحاجَة : أَن النَّقصَ سَبَبُها والمُحْتَاجُ يَحْتَاجُ إِلى نقْصِه والنَّقْصُ أَعَمُّ منها ؛ لاستعماله في المحتاجِ وغيرِه . ثم قال : قُلت : وغيرُه فَرَّقَ بأَن الحاجَةَ أَعَمُّ من الفقرِ وبعضٌ بالعُمُوم والخُصُوصِ والوَجْهِىّ وبه تَبَيَّن عَطْف الحاجة على الفقر هل هو تفسيريّ ؟ أَو عَطْفُ الأَعمِّ ؟ أَو أَلاخصّ ؟ أَو غير ذلك ؟ فتأَمَّلْ . انتهى
قلت : صريحُ كلامِ شيخِنا أَنّ الحَاجَةَ مَعطوفٌ على الفَقْرِ وليس كذلك بل قولُه : " والحَاجَةُ " كلامٌ مُسْتَقلٌّ مبْتَدأٌ وخبرُه قولُه : مَعْرُوفٌ كما هو ظاهرٌ فلا يَحتاجُ إِلى ما ذَكرَ من الوجوه . " كالحَوْجَاءِ " بالفَتْح والمَدّ . قد تَحَوَّجَ " إِذا " طَلَبَهَا " أَي الحاجَةَ بَعْدَ الحَاجَةِ . وخَرَجَ يَتَحوَّجُ : يَتَطَلَّبُ مَا يَحْتَاجُه مِنْ معِيشَتِه . وفي الّلسان : تَحَوَّجَ إِلى الشَّىْءِ : احْتَاجَ إِليه وأَرَادَهُ . " ج : حَاجٌ " قال الشاعر :
وأُرْضِعُ حَاجَةً بِلِبانِ أُخْرَى ... كَذَاكَ الحَاجُ تُرْضَعُ باللِّبَانِ وفي التهذيب : وأَنشد شَمِرٌ :
" والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا
" إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاجِ مَنْ تَحَوَّجَا قال شَمِرٌ : يقول : إِذا بَعُدَ مَنِ تُحبّ انقطعَ الرَّجَاءُ إِلاَّ أَنْ تكونَ حاضراً لحاجتِك قريباً منها قال : وقال " رجَاءَ مَنْ رَجَا " ثم استثنَى فقال : إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاج أَنْ يَحْضُرَه تُجْمع الحاجَةُ على " حَاجَاتٍ " جمْعَ سَلاَمةٍ وحِوَجٍ " بكسر ففتح قاله ثعلب قال الشاعر :
لَقَدْ طَالَمَا ثَبَّطْتَنِي عَنْ صَحَابَتِى ... وعَنْ حِوَجٍ قِضَّاؤُهَا مِنْ شِفَائِيَا " وَحَوائجُ غيرُ قِيَاسيٍّ " وهو رأْى الأَكثَرِ " أَو مُوَلَّدَةٌ " وكان الأَصمعيّ يُنكِره ويقول : هو مُوَلَّدٌ : قال الجَوهريّ وإِنما أَنكَره بخُروجه عن القياس وإِلاّ فهو في كَثيرٍ من كلامِ العرب وينشد :
نَهَارُ المَرْءِ أَمْثَلُ حِينَ تُقْضَى ... حَوَائجُهُ مِنَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ" أَوْ كَأَنَّهمْ جَمَعُوا حَائِجَةً " ولم يُنْطَقْ به قال ابن بَرِّىّ كما زعمه النّحويُّونَ قال : وذَكر بعضُهم أَنه سُمعَ حائِجةٌ لُغَةً في الحاجَة قال : وأَمّا قولُه : إِنّه مُولَّد فإِنه خَطأٌ منه لأَنَّهُ قد جاءَ ذلك في حديثِ سيِّدِنا رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلّم وفي أَشعارِ العربِ الفُصحاءِ . فممّا جاءَ في الحديث ما رُوِىَ عن ابنِ عُمَرَ أَنّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلّم قال " إِن للهِ عِباداً خلَقَهم لحَوائِجِ النَّاسِ يَفْزَعُ الناسُ إِليهم في حوائِجهم أُولئكَ الآمِنُونَ يومِ القِيامةِ " وفي الحديث أَيضاً أَنّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلّم قال : " اطْلُبُوا الحَوَائِجَ عِنْدَ حِسَان الوُجوهِ " وقال صلَّى الله عليه وسلّم " اسْتَعِينوا علَى نَجاحِ الحَوائجِ بالكِتْمَانِ لها " . ومما جاءَ في أَشعارِ الفُصحاءِ قول أَبي سَلَمَةَ المُحارِبِىّ :
ثَمَمْتُ حَوَائجِى وَوَذَأْتُ بِشْراً ... فَبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغَابِ وقال الشّماخ :
تَقَطَّعُ بَيْنَنَا الحَاجَاتُ إِلاَّ ... حَوَائِجَ يَعْتَسفْنَ مَعَ الجَرِئِ وقال الأَعشى :
النَّاسُ حَوْلَ قِبَابِهِ ... أَهْلُ الحَوائجِ والمَسَائِلْ وقال الفَرزدق :
وَلِى بِبِلاد السِّنْدِ عِنْدَ أَمِيرِهَا ... حَوائجٌ جَمَّاتٌ وعِنْدِي ثَوَابُهَا وقال هِمْيَانُ بنُ قُحَافَةَ :
" حَتَّى إِذَا ما قَضَتِ الحَوَائِجَا
" وَملأَتْ حُلاَّبُها الخَلاَنِجَا قال ابنُ بَرِّىّ : وكنت قد سُئِلت عن قَوْلِ الشيخِ الرَّئيسِ أَبي محمد القَاسِمِ بن علىٍّ الحَرِيرِىّ في كتابِه دُرَّة الغَوّاص : إِن لَفظةَ حَوَائجَ ممّا توهّمَ في استعمالِها الخَوَاصّ وقال الحَريرىُّ : لم أَسمع شاهداً على تَصحيح لفظةِ حَوائجَ إِلاَّ بيتاً واحداً لبدِيع الزّمانِ وقد غَلِطَ فيه وهو قوله :
فَسِيَّانِ بَيْتُ العَنْكَبُوتِ وجَوْسَقٌ ... رَفِيعٌ إِذا لمْ تُقْضَ فِيه الحَوَائجُ فأَكثرْتُ الاستشهادَ بشعْرِ العَربِ والحَدِيث وقد أَنشدَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ أَيضاً :
صَرِيعَىْ مُدَامٍ مَا يُفَرِّقُ بَيْنَنَا ... حوَائجُ مِنْ إِلْقَاحِ مَالٍ ولا نَخْلِ وأَنشد ابن الأَعرابيّ أَيضاً :
مَنْ عَفَّ خَفَّ عَلَى الوُجوهِ لِقَاؤُه ... وأَخُو الحَوائجِ وَجْهُهُ مَبذُولُ وأَنشد ابنُ خَالَوَيه :
" خَلِيلِيَّ إِنْ قَامَ الهَوَى فَاقْعَدَا بِهِلَعَنَّا نُقَضِّى مِنْ حَوائِجِنا رَمَّاقال : وممّا يَزِيد ذلك إِيضاحاً مَا قاله العُلماءُ قال الخليلُ في العين في فصل راح : يقال : يَوْمٌ رَاحٌ " وكَبْش ضافٌ عَلَى التخفيفِ مِن رائح " وضائفٍ " بِطرْح الهمزةِ وكما خَفَّفُوا الحَاجَةَ من الحائِجةِ أَلاَ تَرَاهم جَمعوهَا على حَوائِجَ فأَثبَت صِحَّةَ حَوَائج وأَنها من كلامِ العَربِ وأَن حَاجَةً مَحْذُوفَةٌ من حائجةٍ وإن كان لمْ يُنْطَق بها عِنْدَهم قال : وكذلك ذَكَرَها عُثْمَانُ بنُ جِنّى في كتابه اللّمع وحكى المُهَلَّبِيّ عن ابن دُرَيْد أَنه قال : حاجَةٌ وحائِجةٌ وكذلك حكى عن أَبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ أَنه يُقَال : في نَفْسِى حَاجةٌ وحائِجةٌ وحَوْجَاءُ والجمع حَاجَاتٌ وحَوَائِجُ وحَاجٌ وحِوَجٌ وذَكَر ابنُ السّكّيت في كتابِه الأَلفاظ : باب الحَوائِج يقال في جمعِ حَاجَةٍ حَاجَات وحاجٌ وحِوَجٌ وحَوَائِجُ . وقال سيبويه في كتابه فيما جَاءَ فيه تَفَعَّلَ واستفعلَ بمعنى : يقال : تَنَجَّزَ فلانٌ حَوَائجهُ واستَنْجَزَ حَوائجَهُ . وذهب قومٌ مِن أَهلِ اللُّغَةِ إِلى أَن حَوائجَ يَجوزُ أَن يكونَ جَمْعَ حَوْجاءَ وقِيَاسُهَا حَوَاج مثلُ صَحارٍ ثم قُدِّمت الياءُ على الجيمِ فصارَ حَوائِجَ والمَقْلُوبُ في كلامِ العَرَبِ كثيرٌ والعربُ تقول : بُدَاءَاتُ حَوَائجِكَ في كَثِيرٍ مِن كلامِهم وكثيراً ما يقول ابنُ السِّكّيت : إِنهم كانوا يَقْضُون حَوائِجَهم في البَسَاتِينِ والرَّاحَاتِ وإِنما غَلَّطَ الأَصمعيَّ في هذه اللَّفْظَةِ كما حُكِىَ عنه حتّى جَعَلَهَا مُوَلَّدَة كَوْنُها خَارِجَةً عن القياسِ لأَنَّ ما كان عَلَى مِثْلِ الحَاجَةِ مِثْل غَارَةٍ وحَارَةٍ لا يُجمْعَ على غَوَائِرَ وحَوَائِرَ فقطع بِذلك على أَنّهَا مُوَلَّدةٌ غيرُ فَصِيحَة على أَنه قد حَكَى الرَّقَاشِىُّ والسَّجِسْتَانيُّ عن عبد الرَّحمن عن الأَصمعيّ أَنه رَجَعَ عن هذا القَوْل وإِنما هو شَىءٌ كانَ عَرَضَ له من غير بَحْثٍ ولا نَظَرٍ قال : وهذا الأَشْبهُ بهِ لأَن مِثلَه لا يَجْهَلُ ذلك إِذْ كَانَ مَوْجُوداً في كلامِ النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم وكلامِ العربِ الفُصْحَاءِ وكأَنّ الحَرِيرىّ لم يَمُرَّ به إِلاَّ القَولُ الأَوّلُ عن الأَصمعيّ دونَ الثاني واللهُ أَعلم . انتهى من لسان العرب وقد أَخذَه شيخُنَا بعينه في الشرح . " والحَاجُ : شَوْكٌ " أَورَدَهُ الجَوْهرىّ هنا وتَبعه المصنّف وأَورده ابنُ منظورٍ وغيرُه في ح ي ج كما سيأْتي بيانُه هناك . " وحَوَّجَ به عن الطَّرِيق تَحْوِيجاً : عَوَّجَ " كأَنّ الحاءَ لُغَةٌ في العين . يقال " ما فِي صَدْرِى حَوْجَاءُ ولا لوْجاءُ " و " لا مِرْيَةٌ ولا شَكٌّ " بمعنىً واحِدٍ عن ثعلب ويقال : ليس في أَمْرِك حُوَيْجَاءُ ولا لُوَيْجَاءُ ولا رُوَيْغَة . عن اللِّحْيانيّ : " مالِي فيه حَوْجَاءُ ولا لَوْجَاءُ ولا حُوَيْجَاءُ ولا لُوَيْجَاءُ أَي حاجَةٌ " وما بَقِىَ في صدرِه حَوْجَاءُ ولا لَوْجَاءُ إِلاَّ قَضَاهَا قال قَيْسُ بن رِفَاعَةَ :
مَنْ كَانَ فِي نَفْسِهِ حَوْجَاءُ يَطْلُبُها ... عِنْدِي فإِني لَهُ رَهْنٌ بِإِصْحارِ يقال : " كَلَّمْتُه فمَا رَدَّ " عَلَىَّ " حَوْجَاءَ ولا لَوْجَاءَ أَي " مارَدَّ عَلَىَّ " كَلِمةً قَبِيحةً ولا حَسَنَةً " وهذا كقولهم : فما رَدَّ علَىَّ سَوْدَاءَ ولا بَيْضَاءَ . يقال : " خُذْ حُوَيْجَاءَ من الأَرْضِ أَي طَرِيقاً مُخَالِفاً مُلْتَوِياً " . " وحَوَّجْتُ لَهُ " تَحوِيحاً " : تَرَكْتُ طَرِيقى فِي هَواهُ " . " واحْتَاجَ إِليه : " افْتَقَرَ و " : انْعَاجَ " " وذُو الحَاجَتَيْنِ " لَقَبُ " مُحَمَّد بن إِبراهِيَمِ بنِ مُنْقِذٍ " وهو " أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ " أَبا العَبَّاسِ عبدَ الله العَبّاسيَّ " السَّفَّاحَ " وهو أَوَّلُ العَبَّاسِيَّينَ ومما يستدرك عليه : حاجَةٌ حائِجَةٌ على المُبَالغةِ وقالوا : حَاجَةٌ حَوْجَاءُ . والمُحْوِجُ : المُعْدِمُ من قَوْمٍ مَحَاوِيجَ . قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَن مَحَاوِيجَ إِنما هو جمعُ مِحْوَاجٍ إِن كان قِيلَ وإِلاّ فلا وَجْهَ للواو . وأَحْوَجَه إِلى غيره . وأَحْوَجَ - أَيضاً - : احتاجَ . وفي الحديث " قال له رجلٌ : يا رَسُولَ اللهِ ما تَرَكْتُ مِن حاجَةٍ ولا دَاجَةٍ إِلاّ أَتَيْتُ " أَي ما تَرَكْتُ شيئاً من المعاصي ودَعتْنِي إِليه نَفْسي إِلاّ وقد رَكِبْتُه . ودَاجَةٌ إِتباعٌ لحاجَة والأَلفُ فيها مُنْقَلِبَةٌ عن الواو . وحكَى الفارِسيُّ عن ابن دريد : حُجْ حُجَيَّاكَ . قال : كأَنَّه مقلوبُ موضعِ اللامِ إِلى العَيْنِ . قال شيخنا : وبَقىَ عليه وعلى الجَوْهرىّ التنّبيهُ عَلى أَنّ أَحْوَجَ وأَحْوَجْتُه على خِلاف القِيَاس في وروده غير معتلٍّ نَظير :
" صَدَدْتِ فَأَطْوَلْتِ الصُّدُودَ . البيت وكان القياس الإِعلال كأَطاعَ وأَقامَ ففيه أَنه وَردَ من باب فَعلَ وأَفعَل بمعنىً وأَنه استُعْمِلَ صحيحاً وقياسُه الإِعلال
المصدر: قاموس “معاجم اللغة العربية”
www.maajim.com
قبل حوالي عام ونصف كتبت معلقاً على الوضع الاقتصادي المتدهور في السودان فاتصل بي قاريء موقر زعلاناً وفى ضمن رسالته قائلاً "دخلك إيه فى الإقتصاد ؟ خليك في طبك". شكرته على النصح وقلت له صدقت ولكن ما يهمني أن الإقتصاد يدخل بثقله على كل الخيام والبيوت والمؤسسات ويؤثر على كل الناس حتى وإن صغرت مهنتهم فهم يتأثرون سلباً وإيجاباً بأحوال الإقتصاد ولابد لهم ولذوي العقول من رأي فى ذات الشأن ومشاركة فى إيجاد الحلول. والتجربة التي نعيشها هنا في إنجلترا بعضاً من تفاعل يومي صحي في هذه الدول المتحضرة التي هكذا فاتتنا سنسن عددا.
هذه المرة ، عجباً "حصة اليوم عندي لغة عربية". أولا الحمد والشكر لله أن جعلنا الله نحن السودانيين شعوباً وقبائلاً وخلطة جينات انصهرت فى بوتقة واحدة طينتها فى الأصل نوبية أفريقية عربية. لا غرابة أن تجد اللغة العربية مكانة مرموقة في هذا السودان أسمر اللون إنساناً وتراباً وإن اختلفت لهجات قومه. فالكتاب والشعراء السودانيين بكل فخر نجدهم فى طليعة من يعتبرون أيقونات ورموز مراجع ومراكب إبحار فى محيط هذه اللغة التي يجب علينا أن نحبها ونعزها ونعتني بها ليس بغرض الإنتماء للجامعة العربية " التي لا فائدة ترجى منها" بل لأنها هي لغة القرآن وختيار وخيار الله ذلك اللسان الذي يسمو فوق كل الخيارات والإعتبارات وكل مفاخر أجناس البشر.
وأنا اعيش هنا في إنجلترا تحتم عليّ مهنتي إجادة لغتهم تحدثاً وكتابة. يفتخر البعض من العرب أنهم يجيدون الحديث بهذه اللغة التي أعتبرها "وليدة" تأريخيا مقارنة بالعربية وإن حاول الإنجليز تأصيلها " خاصة أدبها" بتمجيدها والولع بوليم شكسبير ونشر أدبه وسوناته ومسرحياته المعروفة، لكنهم نجحوا بنشر هذه اللغة فصارت لسان يربط شعوب معظم سكان العالم . العالم أحمد ديدات كان يغبط الناطقين باللغة العربية "الأم عندهم" ويتمنى أن كان هو كذلك ، عليه رحمة الله ومغفرته. ولكي لا أفقد لغتي الأم " أعني العربية" والزمن يسرع بنا خطى أعوام غربة مكتوبة فى بلاد العجم أجتهد أذكر نفسي بها وأعود إلى التجوال فى ربوعها الحنونة وحدائقها الغناء. والقرآن دوماً قبل كل شيء أجده أجمل تلك الحدائق.
رحم الله معلمنا فى المدرسة الثانوية حسب الرسول خير السيد الذي كان يحرص على أن نتفادى استعمال كلمات لا صلة لها بحقيقة اللغة العربية حتى وإن صارت غلطة شائعة الاستعمال. أذكر من ضمن ذلك أنه حذرنا من استعمال كلمة "حوجة" بدلاً من حاجة. فتعلمت منه ذلك الفضل. فى السودان تغلب كلمة "حوجة" إستعمالاً منتشراً على نطاق واسع تحدثاً وكتابة عبر وسائل الإعلام والتواصل وسبل النشر. محاولة لإعادة النظر فى وجود صحة كلمة "حوجة" فى معاجم اللغة العربية قمت بالبحث على قوقل فلم أجد لها استعمال ولا تعني كذلك أنها مفردة للكلمة حوائج. ولأن نتيجة البحث كانت جداً غنية بمعاني متعددة لكلمة حاجة فقد إقتبست ما يكفي أدناه وأترك الأمر لذوي الإختصاص فى علم اللغة العربية أن يفتوننا إن كان يجوز لنا استعمال حوجة ونسقط الأصل "حاجة"، والحاجة اليوم أن نجد احداً من بين علمائنا الأفاضل فى مجال اللغة العربية وهم كثر ، يعيد لنا مجد برنامج لسان العرب للمرحوم الأستاذ النابه طيب الذكر فراج الطيب ( عليه رحمة الله ومغفرته)، جزاهم الله خيرا ومركز البروفيسور عبدالله الطيب لقادر بملء هذا الفراغ . وهنا يجدر بي تذكير معلمينا فى مراحل السلم التعليمي بالإهتمام أكثر بتعليم هذه اللغة وحتى رصيفتها الإنجليزية كما يجب
عبدالمنعم
إستشاري أول طب أمراض الكلى والباطنة ، بروفيسور مشارك بجامعة أوبسالا
البحث كان عن الحاجة والحوجة؟
النتيجة:
تاج العروس
" الحَوْجُ : السَّلامَةُ " ويُقال للعاثِر : " حَوْجاً لكَ أَي سَلاَمَةً " . الحَوْجُ : الطَّلَب و " الاحْتِياج وقد حاجَ واحْتَاجَ وأَحْوَجَ " . وفي المحكم : حُجْتُ إِليك أَحُوج حَوْجاً وحِجْتُ الأَخيرةُ عن اللِّحيانيّ وأَنشد للكُمَيْتِ بنِ مَعْرُوفٍ الأَسَدِي :
غَنيِت فلم أَرْدُدْكُمُ عندَ بُغْيَةِ ... وحُجْتُ فلم أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ قال : ويُرْوى وحِجْتُ ؛ وإِنما ذَكرتُها هنا لأَنها من الواو وستُذْكَر أَيضاً في الياءِ . واحْتَجْتُ وأَحْوَجْتُ كحُجْتُ . وعن اللِّحْيَانِيّ : حاجَ الرّجُلُ يَحُوج ويَحِيجُ وقد حُجْتُ وحِجْتُ أَي احْتَجْتُ . الحُوجُ " بالضَّمّ : الفَقْرُ " وقد حاجَ الرجلُ واحْتَاجَ إِذا افْتَقَرَ . " والحَاجَةُ " والحائِجَةُ : المَأْرَبَةُ أَي معروفة . وقوله تعالى " لتَبْلُغُوا علَيْهَا حَاجَةً في صُدُورِكُم " قال ثعلب : يَعنى الأَسفارَ . وعن شيخنا : وقيل : إِنّ الحاجَةَ تُطْلَقُ على نَفْسِ الافْتِقَار وعلى الشىْءِ الذي يُفْتَقَرُ إِليه . وقال الشيخ أَبو هلالٍ العَسكرىّ في فُروقه : الحاجَة : القُصُورُ عن المَبْلَغِ المطلوبِ يقال : الثَّوْبُ يَحْتَاجُ إِلى خِرْقَة والفَقْرُ خِلافٌ الغِنَى والفَرْقُ بين النّقْصِ والحاجَة : أَن النَّقصَ سَبَبُها والمُحْتَاجُ يَحْتَاجُ إِلى نقْصِه والنَّقْصُ أَعَمُّ منها ؛ لاستعماله في المحتاجِ وغيرِه . ثم قال : قُلت : وغيرُه فَرَّقَ بأَن الحاجَةَ أَعَمُّ من الفقرِ وبعضٌ بالعُمُوم والخُصُوصِ والوَجْهِىّ وبه تَبَيَّن عَطْف الحاجة على الفقر هل هو تفسيريّ ؟ أَو عَطْفُ الأَعمِّ ؟ أَو أَلاخصّ ؟ أَو غير ذلك ؟ فتأَمَّلْ . انتهى
قلت : صريحُ كلامِ شيخِنا أَنّ الحَاجَةَ مَعطوفٌ على الفَقْرِ وليس كذلك بل قولُه : " والحَاجَةُ " كلامٌ مُسْتَقلٌّ مبْتَدأٌ وخبرُه قولُه : مَعْرُوفٌ كما هو ظاهرٌ فلا يَحتاجُ إِلى ما ذَكرَ من الوجوه . " كالحَوْجَاءِ " بالفَتْح والمَدّ . قد تَحَوَّجَ " إِذا " طَلَبَهَا " أَي الحاجَةَ بَعْدَ الحَاجَةِ . وخَرَجَ يَتَحوَّجُ : يَتَطَلَّبُ مَا يَحْتَاجُه مِنْ معِيشَتِه . وفي الّلسان : تَحَوَّجَ إِلى الشَّىْءِ : احْتَاجَ إِليه وأَرَادَهُ . " ج : حَاجٌ " قال الشاعر :
وأُرْضِعُ حَاجَةً بِلِبانِ أُخْرَى ... كَذَاكَ الحَاجُ تُرْضَعُ باللِّبَانِ وفي التهذيب : وأَنشد شَمِرٌ :
" والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا
" إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاجِ مَنْ تَحَوَّجَا قال شَمِرٌ : يقول : إِذا بَعُدَ مَنِ تُحبّ انقطعَ الرَّجَاءُ إِلاَّ أَنْ تكونَ حاضراً لحاجتِك قريباً منها قال : وقال " رجَاءَ مَنْ رَجَا " ثم استثنَى فقال : إِلاَّ احْتِضَارَ الحَاج أَنْ يَحْضُرَه تُجْمع الحاجَةُ على " حَاجَاتٍ " جمْعَ سَلاَمةٍ وحِوَجٍ " بكسر ففتح قاله ثعلب قال الشاعر :
لَقَدْ طَالَمَا ثَبَّطْتَنِي عَنْ صَحَابَتِى ... وعَنْ حِوَجٍ قِضَّاؤُهَا مِنْ شِفَائِيَا " وَحَوائجُ غيرُ قِيَاسيٍّ " وهو رأْى الأَكثَرِ " أَو مُوَلَّدَةٌ " وكان الأَصمعيّ يُنكِره ويقول : هو مُوَلَّدٌ : قال الجَوهريّ وإِنما أَنكَره بخُروجه عن القياس وإِلاّ فهو في كَثيرٍ من كلامِ العرب وينشد :
نَهَارُ المَرْءِ أَمْثَلُ حِينَ تُقْضَى ... حَوَائجُهُ مِنَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ" أَوْ كَأَنَّهمْ جَمَعُوا حَائِجَةً " ولم يُنْطَقْ به قال ابن بَرِّىّ كما زعمه النّحويُّونَ قال : وذَكر بعضُهم أَنه سُمعَ حائِجةٌ لُغَةً في الحاجَة قال : وأَمّا قولُه : إِنّه مُولَّد فإِنه خَطأٌ منه لأَنَّهُ قد جاءَ ذلك في حديثِ سيِّدِنا رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلّم وفي أَشعارِ العربِ الفُصحاءِ . فممّا جاءَ في الحديث ما رُوِىَ عن ابنِ عُمَرَ أَنّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلّم قال " إِن للهِ عِباداً خلَقَهم لحَوائِجِ النَّاسِ يَفْزَعُ الناسُ إِليهم في حوائِجهم أُولئكَ الآمِنُونَ يومِ القِيامةِ " وفي الحديث أَيضاً أَنّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلّم قال : " اطْلُبُوا الحَوَائِجَ عِنْدَ حِسَان الوُجوهِ " وقال صلَّى الله عليه وسلّم " اسْتَعِينوا علَى نَجاحِ الحَوائجِ بالكِتْمَانِ لها " . ومما جاءَ في أَشعارِ الفُصحاءِ قول أَبي سَلَمَةَ المُحارِبِىّ :
ثَمَمْتُ حَوَائجِى وَوَذَأْتُ بِشْراً ... فَبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغَابِ وقال الشّماخ :
تَقَطَّعُ بَيْنَنَا الحَاجَاتُ إِلاَّ ... حَوَائِجَ يَعْتَسفْنَ مَعَ الجَرِئِ وقال الأَعشى :
النَّاسُ حَوْلَ قِبَابِهِ ... أَهْلُ الحَوائجِ والمَسَائِلْ وقال الفَرزدق :
وَلِى بِبِلاد السِّنْدِ عِنْدَ أَمِيرِهَا ... حَوائجٌ جَمَّاتٌ وعِنْدِي ثَوَابُهَا وقال هِمْيَانُ بنُ قُحَافَةَ :
" حَتَّى إِذَا ما قَضَتِ الحَوَائِجَا
" وَملأَتْ حُلاَّبُها الخَلاَنِجَا قال ابنُ بَرِّىّ : وكنت قد سُئِلت عن قَوْلِ الشيخِ الرَّئيسِ أَبي محمد القَاسِمِ بن علىٍّ الحَرِيرِىّ في كتابِه دُرَّة الغَوّاص : إِن لَفظةَ حَوَائجَ ممّا توهّمَ في استعمالِها الخَوَاصّ وقال الحَريرىُّ : لم أَسمع شاهداً على تَصحيح لفظةِ حَوائجَ إِلاَّ بيتاً واحداً لبدِيع الزّمانِ وقد غَلِطَ فيه وهو قوله :
فَسِيَّانِ بَيْتُ العَنْكَبُوتِ وجَوْسَقٌ ... رَفِيعٌ إِذا لمْ تُقْضَ فِيه الحَوَائجُ فأَكثرْتُ الاستشهادَ بشعْرِ العَربِ والحَدِيث وقد أَنشدَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ أَيضاً :
صَرِيعَىْ مُدَامٍ مَا يُفَرِّقُ بَيْنَنَا ... حوَائجُ مِنْ إِلْقَاحِ مَالٍ ولا نَخْلِ وأَنشد ابن الأَعرابيّ أَيضاً :
مَنْ عَفَّ خَفَّ عَلَى الوُجوهِ لِقَاؤُه ... وأَخُو الحَوائجِ وَجْهُهُ مَبذُولُ وأَنشد ابنُ خَالَوَيه :
" خَلِيلِيَّ إِنْ قَامَ الهَوَى فَاقْعَدَا بِهِلَعَنَّا نُقَضِّى مِنْ حَوائِجِنا رَمَّاقال : وممّا يَزِيد ذلك إِيضاحاً مَا قاله العُلماءُ قال الخليلُ في العين في فصل راح : يقال : يَوْمٌ رَاحٌ " وكَبْش ضافٌ عَلَى التخفيفِ مِن رائح " وضائفٍ " بِطرْح الهمزةِ وكما خَفَّفُوا الحَاجَةَ من الحائِجةِ أَلاَ تَرَاهم جَمعوهَا على حَوائِجَ فأَثبَت صِحَّةَ حَوَائج وأَنها من كلامِ العَربِ وأَن حَاجَةً مَحْذُوفَةٌ من حائجةٍ وإن كان لمْ يُنْطَق بها عِنْدَهم قال : وكذلك ذَكَرَها عُثْمَانُ بنُ جِنّى في كتابه اللّمع وحكى المُهَلَّبِيّ عن ابن دُرَيْد أَنه قال : حاجَةٌ وحائِجةٌ وكذلك حكى عن أَبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ أَنه يُقَال : في نَفْسِى حَاجةٌ وحائِجةٌ وحَوْجَاءُ والجمع حَاجَاتٌ وحَوَائِجُ وحَاجٌ وحِوَجٌ وذَكَر ابنُ السّكّيت في كتابِه الأَلفاظ : باب الحَوائِج يقال في جمعِ حَاجَةٍ حَاجَات وحاجٌ وحِوَجٌ وحَوَائِجُ . وقال سيبويه في كتابه فيما جَاءَ فيه تَفَعَّلَ واستفعلَ بمعنى : يقال : تَنَجَّزَ فلانٌ حَوَائجهُ واستَنْجَزَ حَوائجَهُ . وذهب قومٌ مِن أَهلِ اللُّغَةِ إِلى أَن حَوائجَ يَجوزُ أَن يكونَ جَمْعَ حَوْجاءَ وقِيَاسُهَا حَوَاج مثلُ صَحارٍ ثم قُدِّمت الياءُ على الجيمِ فصارَ حَوائِجَ والمَقْلُوبُ في كلامِ العَرَبِ كثيرٌ والعربُ تقول : بُدَاءَاتُ حَوَائجِكَ في كَثِيرٍ مِن كلامِهم وكثيراً ما يقول ابنُ السِّكّيت : إِنهم كانوا يَقْضُون حَوائِجَهم في البَسَاتِينِ والرَّاحَاتِ وإِنما غَلَّطَ الأَصمعيَّ في هذه اللَّفْظَةِ كما حُكِىَ عنه حتّى جَعَلَهَا مُوَلَّدَة كَوْنُها خَارِجَةً عن القياسِ لأَنَّ ما كان عَلَى مِثْلِ الحَاجَةِ مِثْل غَارَةٍ وحَارَةٍ لا يُجمْعَ على غَوَائِرَ وحَوَائِرَ فقطع بِذلك على أَنّهَا مُوَلَّدةٌ غيرُ فَصِيحَة على أَنه قد حَكَى الرَّقَاشِىُّ والسَّجِسْتَانيُّ عن عبد الرَّحمن عن الأَصمعيّ أَنه رَجَعَ عن هذا القَوْل وإِنما هو شَىءٌ كانَ عَرَضَ له من غير بَحْثٍ ولا نَظَرٍ قال : وهذا الأَشْبهُ بهِ لأَن مِثلَه لا يَجْهَلُ ذلك إِذْ كَانَ مَوْجُوداً في كلامِ النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم وكلامِ العربِ الفُصْحَاءِ وكأَنّ الحَرِيرىّ لم يَمُرَّ به إِلاَّ القَولُ الأَوّلُ عن الأَصمعيّ دونَ الثاني واللهُ أَعلم . انتهى من لسان العرب وقد أَخذَه شيخُنَا بعينه في الشرح . " والحَاجُ : شَوْكٌ " أَورَدَهُ الجَوْهرىّ هنا وتَبعه المصنّف وأَورده ابنُ منظورٍ وغيرُه في ح ي ج كما سيأْتي بيانُه هناك . " وحَوَّجَ به عن الطَّرِيق تَحْوِيجاً : عَوَّجَ " كأَنّ الحاءَ لُغَةٌ في العين . يقال " ما فِي صَدْرِى حَوْجَاءُ ولا لوْجاءُ " و " لا مِرْيَةٌ ولا شَكٌّ " بمعنىً واحِدٍ عن ثعلب ويقال : ليس في أَمْرِك حُوَيْجَاءُ ولا لُوَيْجَاءُ ولا رُوَيْغَة . عن اللِّحْيانيّ : " مالِي فيه حَوْجَاءُ ولا لَوْجَاءُ ولا حُوَيْجَاءُ ولا لُوَيْجَاءُ أَي حاجَةٌ " وما بَقِىَ في صدرِه حَوْجَاءُ ولا لَوْجَاءُ إِلاَّ قَضَاهَا قال قَيْسُ بن رِفَاعَةَ :
مَنْ كَانَ فِي نَفْسِهِ حَوْجَاءُ يَطْلُبُها ... عِنْدِي فإِني لَهُ رَهْنٌ بِإِصْحارِ يقال : " كَلَّمْتُه فمَا رَدَّ " عَلَىَّ " حَوْجَاءَ ولا لَوْجَاءَ أَي " مارَدَّ عَلَىَّ " كَلِمةً قَبِيحةً ولا حَسَنَةً " وهذا كقولهم : فما رَدَّ علَىَّ سَوْدَاءَ ولا بَيْضَاءَ . يقال : " خُذْ حُوَيْجَاءَ من الأَرْضِ أَي طَرِيقاً مُخَالِفاً مُلْتَوِياً " . " وحَوَّجْتُ لَهُ " تَحوِيحاً " : تَرَكْتُ طَرِيقى فِي هَواهُ " . " واحْتَاجَ إِليه : " افْتَقَرَ و " : انْعَاجَ " " وذُو الحَاجَتَيْنِ " لَقَبُ " مُحَمَّد بن إِبراهِيَمِ بنِ مُنْقِذٍ " وهو " أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ " أَبا العَبَّاسِ عبدَ الله العَبّاسيَّ " السَّفَّاحَ " وهو أَوَّلُ العَبَّاسِيَّينَ ومما يستدرك عليه : حاجَةٌ حائِجَةٌ على المُبَالغةِ وقالوا : حَاجَةٌ حَوْجَاءُ . والمُحْوِجُ : المُعْدِمُ من قَوْمٍ مَحَاوِيجَ . قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَن مَحَاوِيجَ إِنما هو جمعُ مِحْوَاجٍ إِن كان قِيلَ وإِلاّ فلا وَجْهَ للواو . وأَحْوَجَه إِلى غيره . وأَحْوَجَ - أَيضاً - : احتاجَ . وفي الحديث " قال له رجلٌ : يا رَسُولَ اللهِ ما تَرَكْتُ مِن حاجَةٍ ولا دَاجَةٍ إِلاّ أَتَيْتُ " أَي ما تَرَكْتُ شيئاً من المعاصي ودَعتْنِي إِليه نَفْسي إِلاّ وقد رَكِبْتُه . ودَاجَةٌ إِتباعٌ لحاجَة والأَلفُ فيها مُنْقَلِبَةٌ عن الواو . وحكَى الفارِسيُّ عن ابن دريد : حُجْ حُجَيَّاكَ . قال : كأَنَّه مقلوبُ موضعِ اللامِ إِلى العَيْنِ . قال شيخنا : وبَقىَ عليه وعلى الجَوْهرىّ التنّبيهُ عَلى أَنّ أَحْوَجَ وأَحْوَجْتُه على خِلاف القِيَاس في وروده غير معتلٍّ نَظير :
" صَدَدْتِ فَأَطْوَلْتِ الصُّدُودَ . البيت وكان القياس الإِعلال كأَطاعَ وأَقامَ ففيه أَنه وَردَ من باب فَعلَ وأَفعَل بمعنىً وأَنه استُعْمِلَ صحيحاً وقياسُه الإِعلال
المصدر: قاموس “معاجم اللغة العربية”
www.maajim.com