حَتّى أرضُ لاءاتِنا الثلاثه اصبحَت من الأمْس

 


 

 

ليست لدي أيّة مآخذ على كل الدول بِكُلّ صِفاتِها مِن جِوَارٍ او إقليمٍ او عالَميّه .. مِن عَرَبيّةٍ أو إفريقيّه وهيَ جَميعاً تَلهَثُ وتسعى بكُلّ قواها لِتَفُوزَ كُلٌّ بِما تُريدُ أن (تَخْمِش ) من هذا البلد ، المنكوب بِبَعضِ أبنائهِ ، ذو الخير الوَفير. هذا الأجنبي الذي يَقتَحُمُ أسوار البيت ويَهتِكُ عِرضَهُ بمساعَدَةِ صاحِبِ البيت.

لَم تتغيّر مطالب الدول هذه منذ القِدَم عن الآن فقد بَحَثَ الأعراب والأتراك عن الذهَب والعبيد في أنحائنا وحَصَلوا على ما أرادوا من خلال الغارات التي شَنّوها على أهلِ الداخل بل وصَارَ لَهُم وُكلاء في هذا الداخل ورغم أنّ البعض من عَرَبِ الداخل يظنون أنّهُم عرباً فإنّهُم بأعيُنِ عرب الخارج لَم يكونوا سوى ( عبيد ) يخونونَ أوطانَهُم ولَن يكونوا سِوى ذلك.

الحرب الضّروس التي شَنّها نظام الإنقاذ على القِيَم والأخلاق والتربيه الوطنيه القويمه على مدى ثلاثينَ عاماً آتَت أُكُلَها اليَوم فيما نَراهُ أمامَنا.
الآن الجميعُ يكذب. مركزية الحريّه والتغيير عبر القنوات العربيه تتحدّث مدافِعَةً عمّا تقومُ به من ( خِيانَةٍ ) للثوره وتضحيات الثوار بأنّ مجموعَتَهُم هي القوى الحزبيّه الأكبَر مُنذُ الإستقلال لأنّها تضُمّ أحزاب الأمه والاتحادي بأنواعِهِ. لا نُسيئُ أحَداً إذا تحَدّثنا عَن أحزَابٍ شارَكَ أبناء قيادَاتِها التاريخيّه الإنقاذ في مواقِعٍ سُلطَويّةٍ مُتَقَدّمه وفي أجهِزَةِ أمنِها بالإضافَةِ الى تَثاقُلها عن اللحاقِ بِرَكْبِ الثوره وعلاقاتِها المُتَداخِله أقَلّاها الاقتصاديه بالعَهدِ البائد ولا أحَدٌ كان يَدري مَن كانَ سَيَلْحَقُ بِرَكْبِ الإنقاذ لَو تأخّرَت الثوره فقط ليومين آخَرَين. نحنُ لا نتجنّى على أحد ولكنّها الحقائق التي ( ما زالت ) شتلاتها خضراء على أرض الواقع.

كُتِبَ علينا عبر تاريخنا أن نَثور ونُقَدم الشهداء ثُمّ تأتي هذه الأحزاب لتَحكُمَنا. الآن لماذا تَفرِض علينا قحت أمراً واقِعاً في زَمَنٍ إزدادَ فيهِ الوعي وحلمنا بحُكمِ أنفُسِنا. هل حُلمنا حرام؟ هل نحتاجُ إليهِم كقيّمينَ علينا؟ قامَ احتجاجُنا ضِدّ التَسوِيَه على كَسر الصّف الثّوري وفَرمَلَة الثوره واستصحابِ الإنقلابيين لأسبابِ الدم الذي أراقوه والآن اكمَلوا ملف التطبيع أفَلا يستَحِقُّ ذلك نَفضَ الأيدي عَنهُم؟

ليس هناك فَرق بين ما قامَ به أصحاب التسويه وما يقومُ بهِ مَن دعَتهُم القاهِرَه جميعُهُم ( بي سلامتهم ) بقوّة عين وسفور يَصِلا حد التَّقَزُّز ولا أدري فِيمَ اعتراض مناصري التسويه على ذلك فالخيانه واحده في الفكرتين.

واهِمٌ مَن يَظُنُّ أنّ الانقلابيين سَوف يَذهَبون. لا يحتاج الأمر لِدَرِس عَصُر. لَن يُحاكَم أحَد لا البرهان ولا حميدتي ولسوفَ تبقى قوّاتُهُم تَفتِكُ بالآخَرين. ستَبقى قوات مسلحي الحركات تَعيثُ فَساداً وقتلاً وإرهاباً ونهباً في الأرجاء والأمثله على قَفا مَن يَشيل. مَن خَرجوا على لاءات الشعب ومَن حَضّوا على الانقلاب هُم في سَرجٍ واحدٍ اليوم بَعضُهُم يُساومُ في أرضِ لاءاتٍ ثلاثه أصبَحَت ، بمشارَكَتِهِم ، من الأمس وبَعضُهُم يُساوِمُ في عَمالَةٍ لَم يبذلوا جَهداً في ستر عَورَتِها.

الثوره إن لم تَعنِ التغيير الجذري الشامل فلا معنى لها. قطع الطريق عَنها لن يقود إلّا لمَزيدٍ من الذل والإرتِهان للإرادات الخارجيه التي تتسابق الآن مُتَمَثّلَةٌ أطماعُها في الأراضي وفي الذهَب وفي موارِدِنا التي تُصَدّرُ منها كدول مَنشأ ، هذا عن المال ، أما عن الرجال فإنّ مُقاتلينا يَنتظرونَ الإشاره لِشَحنِهُم إلى حيثُ يُريد الأسياد الجُدُد.
الوُكَلاء هُم وُكَلاء الأجنبي وهُم وكلاء أنفُسِهِم والحالَتَين تُمَثّلان المصالح الشخصيه الضيّقه وقطعاً مصلحة الوطن ليست طَرَفَاً فيما يَسعُونَ فيه. الإقتِتال الدائر الآن ما خَرَجَ قَطعاً عن الكَراسي كما حَدَثَ قَبلاً. هذه الكراسي لن يجلس عليها إلّا مَن يُريدُهُ شعب السودان بملئ إرادَتِهِ هذه المَرّه.

melsayigh@gmail.com
///////////////////////

 

آراء