خريف البيئة وخرف الساسة !!

 


 

 


سلام يا .. وطن

*ان الواقع السياسي المأذوم في هذا البلد المنكوب عادة ما تتزامن معه غضبة الطبيعة ، فبالأمس القريب تحدث الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء حديثا اتسم بالحيرة أكثر من الحلول وتوالت حرب البيانات التي تعبر هي ايضا عن الحيرة ، وانسان السودان ينظر للمتاهة السياسية نظرةً ملأى بالحيرة ، فهذا الضيق الذي يعم حياتنا يجعلنا نقف مليًّا امام مأساتنا كشعب وكوطن آيل للسقوط ، ونحن امام مقولات (سنعبر وسننتصر) نجد اننا كل ما خطونا خطوة رجعنا عشرات الخطوات ، فمن هنا (سننتصر وسنعبر) ومن هنالك مدني عباس مدني ملك تدمير اقتصاديات السودان يعلن القرارات الخرقاء بمنع استيراد السيارات الا أن تكون موديل السنة فيرتفع سعر الدولار بشكل جنوني في ذات اللحظة ،و يجعل وزير التجارة يبتلع قراره آنف الذكر ، والعبث يتواصل سياسياً واقتصادياً ، ونحن نذكر من حواشي الذاكرة كيف ان الجاسوس الامريكي الذي مزق الاتحاد السوفيتي عندما سألوه كيف فعلت ذلك ؟ اجاب : أن كلما فعلته ببساطة ، هو انني قمت بوضع الرجل في المكان غير المناسب ، وبلادنا اليوم ترزح تحت وطأة العديد من الوزراء الموجودين في المكان الغير مناسب .

*والطبيعة تعلن عن غضبتها وتجتاح السيول والامطار مدينة الفردوس التي تقع جنوب الضعين وهي المدينة الثانية في ولاية شرق دارفور ، ويقطنها خمسين الف نسمة في حدود عشرة الف اسرة تسعة الف اسرة منها تعيش في الماء بعد ان فقدت مساكنها ومخازنها واصبح هؤلاء القوم في العراء لا يملكون اي سبب من اسباب الحياة ، بعد ان اصبحت مدينة الفردوس اثرا بعد عين و المأساة الكبرى ان اكثر من تسعين في المائة من المؤسسات الخدمية وبعض المؤسسات الحكومية تضررت لدرجة الخروج من الخدمة واكثر من ذلك ان المنظومة الصحية قد انهارت تماما ، واطلق اهالي المنطقة نداءات الاغاثة العاجلة وتكاتف الجهود المجتمعية والرسمية والانسانية فإن الضرر الذي وقع على المدينة جراء السيول والامطار انه اكبر من امكانيات المحلية و الولاية وانها سيول لم تشهدها المنطقة منذ نصف قرن من الزمان وهنا يرتفع النداء مرتين المرة الاولى لابراز تكاتف واغاثة المنكوبين على ان تأتيهم هذه الاغاثة من كل السودان ، وثانيها ان تبرز قامة الحكومة المركزية في حضورها الفاعل في مناطق تعاني من ويلات الطبيعة واهمال الحكومات ، فهل يسمعنا مجلسي السيادة والوزراء لرفع المعاناة عن مواطني مدينة الفردوس بولاية شرق دارفور؟!
*ان هذه الزاوية اليوم تضيف اشكالية قديمة متجددة وهي جدلية الهامش خمسين الف من الأنفس السودانية يتهددها الموت بالسيول والامطار و الاوبئة ، وهنالك في مدينة الفردوس لم يعد مع قسوة الطبيعة مجالاً للقيام بالتروس فالترس الاكبر فيها الامطار والسيول وهي لا تعبر عن الاحتجاج السياسي ومن هنا آثرنا ان نرفع النداء لانقاذ مدينة الفردوس وأهلها ، ادركوهم قبل ان تكون حسرة علينا لفقدانهم ونحن الذين يتهددهم فقدان وطن ، ادركوهم يرحمكم الله .. وسلام يااااااا يا وطن .
سلام يا
ان مسار الوسط وهو يسير مسيرته نحو اهدافه النبيلة في جمع الشمل السياسي لتحويل طاقاته الى عمل انتاجي فأن الاصابع التي وقفت ضده هي نفس الاصابع التي تطلق التصريحات بأسمه وهي لاتمثله .. وسلام يا
الجريدة الأحد 23\8\2020

 

آراء