دراسة نقدية لتطور الحركة السياسية.. والمستقبل السياسى فى جبال النوبة!!

 


 

 

( ۳ - ۳ )

بقلم/ آدم جمال أحمد – سدنى

تحدثنا فى الحلقتين السابقتين عن تطور الحركة السياسية فى جبال النوبة وكيف نشأت بعض التنظيمات السياسية مثل تنظيم الكتلة السوداء وإتحاد عام جبال النوبة ، والتطورات السياسية والتغيرات التى حدثت فى المنطقة .. وما تعرض له قادة النوبة من خلافات فى الأيديولوجية أضعفت بالقضية النوبية ودورهم الريادى فى قيادة المنطقة وشعب جبال النوبة ، وتطرقنا الى تنظيم ( الكومولو ) من حيث التكوين والنشأة .. بالتفصيل تناولنا فيها سرية عمله .. ومساهماته فى العمل السياسى ، وما أحدثه من تغيرات وتحولات فى واقع منطقة جبال النوبة .. وكيف إختار قادة التنظيم الإلتحاق بالحركة الشعبية ، وسوف نتحدث فى هذه الحلقة الأخيرة والتى نختم بها حلقات مقالاتنا الثلاث إنشاء الله عن الحزب القومى السودانى ، وتأسيسه ودوره فى الحياة السياسية فى جبال النوبة والسودان ، فكانت محاولة واضحة وصريحة منه للخروج بأبناء النوبة من القضايا المحلية الى التصدى لقضايا السودان بإعتبار أنهم السكان الأصليون فيه ، وفتحت عضوية الحزب لكل أبناء السودان وكان شعار الحزب أو ميثاقه .. ( الله والوطن ) .. ، حتى نتمكن من تعريف الأخرين والمهتمين بالشأن النوبى السياسى والثقافى ، لأن الدراسات عن منطقة جنوب كردفان وعلى الأخص عن جبال النوبة ليست كثيرة ، ودارت معظم الدراسات فى هذه المنطقة عن أصل النوبة وأصل لغتهم وخصائصها وصلة هذه اللغة بمجموعة اللغات السودانية ، وحتى الذين تناولوا هذا المجال معظمهم ليس من أبناء النوبة ، فلذلك آلينا على أنفسنا أن نصوب إهتمام عملنا فى البحث عن تطور الحركة السياسية بجبال النوبة ، وتاريخ الصراع فى المنطقة .. وما يجرى ويحدث فى منطقة جبال النوبة ، أولاً لنلعب الدور التنويرى والتحريضى معاً لإحداث ثورة فكرية وخلق وعى وتغيير للواقع الإجتماعى .. والفكرى وسط أبناء جبال النوبة ، وثانياً العمل على فك الإرتباط بالحركة الشعبية وعدم الخضوع والخنوع للآخرين ، وثالثاً السعى لإطلاع الرأى العام المحلى والإقليمى والعالمى بما يحدث فى جبال النوبة .. من خلال سردنا للأحداث فى معظم مقالاتنا وعن تطور الحركة السياسية خلال هذه الدراسة النقدية ، نحاول فيها تسجيل الصراعات والإنجازات فى رحم المعانأة .. والملاحم السياسية التى دارت حتى لا تضيع .. ويطويها النسيان.

مسيرة الحزب القومى السودانى ودوره فى الحياة السياسية فى السودان:

تأسس الحزب القومى السودانى عقب الانتفاضة فى أبريل 1985م ، وكان ذلك نتيجة لوجود أطروحات وهموم متشابهة حول مشاكل السودان لكثير من القوى التى كانت متشابهة فى الساحة السياسية السودانية ، فيما يتعلق بالمناطق المهمشة وقوى الريف وكثير من الشخصيات المستقلة ذات الوزن والثقل والتى لها رؤاها ، فإنضم حزب العمل وغالبية مثقفى اتحاد عام جبال النوبة الى الحزب القومى السودانى لتطابق أهدافهما ، وجاء تكوين الحزب القومى السودانى فى المؤتمر العام لاتحاد عام جبال النوبة الذى قرر تحوله الى حزب قومى سودانى يضم كافة المواطنين وتوسيع نشاطه ، وإعتبار جميع أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد عام جبال النوبة مؤسسين وأعضاء فى المكتب السياسى .. ( ٤١ ) عضواً .. منهم ( ١٨ ) عضواً من أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد العام وبقية الأعضاء تم إنتخابهم بواسطة المكتب التنفيذى الذى تكون من رؤساء اللجان المركزية بالعاصمة القومية ، لقد تجمعت هذه القوى من مختلف أنحاء السودان وكان على رأسها اتحاد عام جبال النوبة فى تشكيل واحد ، وكانت محاولة واضحة وصريحة للخروج بأبناء النوبة من القضايا المحلية الى التصدى لقضايا السودان بإعتبار أنهم السكان الأصليون فيه ، وفتحت عضوية الحزب لكل أبناء السودان وكان شعار الحزب أو ميثاقه .. ( الله والوطن ).

هذا ما أكسب الحزب القومى السودانى فيما بعد صبغة القومية كحزب لكافة أبناء السودان ، ويعتبر الحزب السودانى الوحيد الذى يضم فى عضويته كل السودانيين بمختلف جهاتهم بغض النظر عن أديانهم أو قبائلهم أو ألوانهم وله مراكز ثقل ونفوذ ينطلق منها فى جبال النوبة وجنوب كردفان بصفة خاصة ، حيث نجد أن حوالى ۹۰ % من سكان مناطق جبال النوبة هم معتنقوا مبادئ الحزب القومى السودانى ، إلا أن جماهير الحزب ورؤاها لها وجودها فى كل السودان بشكل واضح وحتى على مستوى قيادة الحزب ، فعلى سبيل المثال السكرتير العام للحزب القومى كان من أبناء دارفور والمسئول المالى من أبناء الكاملين وإدوارد لينو المسئول الكبير بالحركة الشعبية كان عضواً بالحزب القومى وكان ممثلاً له فى دائرة الفيتحاب فالحزب يحمل إسماً مطابقاً لمسماه.

فالحزب القومى بالرغم أنه يعتبر من أفقر الأحزاب السودانية مالياً إلا أنه غنى بجماهيره والشاهد على ذلك فترة الديمقراطية الثالثة فى إنتخابات 1986م التى خاضها الحزب ، كانت حصيلته ثمانية دوائر جغرافية .. سبع دائرة فى جنوب كردفان والتى فاز بها الحزب القومى السودانى .. وتتمثل فى الآتية أسماؤهم:

١/ محمد أبوعنجة ابوراس - دائرة كادقلى

٢/ هارون إدريس كافى - دائرة ريف كادقلى

۳/ يوسف مرفعين - دائرة أم دورين

٤/ ابراهيم سعيد - دائرة هيبان

٥/ عبدالرسول كجور كوة - دائرة ريف البرام

٦/ أمين بشير فلين - دائرة الدلنج الغربية

٧/ على قادم جرو - دائرة الدلنج الشرقية

ودائرة فى قلب العاصمة القومية والتى فاز بها الأب فيليب غبوش وكان رئيس الحزب الوحيد الذى فاز فى العاصمة القومية بمنطقة الحاج يوسف – الدائرة ۳٦ ، وفى دائرة هو ليس منها ولا تربطه صلة بها ، وبذلك إحتل مرشحو الحزب القومى المركز الثانى فى ( ١٧ ) دائرة والمركز الثالث فى حوالى ( ۳٢ ) دائرة ، حتى حققوا الشعار الذى كان يرفعه ويردده الجماهير ( أصحاب الملاليم غلبوا أصحاب الملايين ) ، لأنهم إعتمدوا على مواردهم الذاتية فى التمويل والدعاية الإنتخابية ، وبذلك دخل الحزب القومى الجمعية التأسيسية بثمانية نواب برلمانيين ، ولكن بعد ذلك حدث إنشقاق بقيادة ستة نواب داخل الحزب القومى ودب الخلاف وسطه حيث إنشق عدد من قادة الحزب ونوابه عن قيادة الأب فيليب غبوش وكونوا كتلة أخرى برئاسة محمد حماد كوة وعضوية إثنين من النواب هما بشير فلين ومحمد أبوعنجة وسموا أنفسهم القيادة الجماعية ، وذلك فى الاجتماع الذى عقد بدار أساتذة جامعة الخرطوم فى ١۹ نوفمبر ١۹٨٧م ، وكان فيليب عباس غبوش قد إختار قبل ذلك حسن الماحى نائباً لرئيس الحزب وسالم على عيسى مساعداً لرئيس الحزب ، السبب الذى أدى الى التذمر .. إضافة الى تكوينه لجنة إستشارية سباعية إعتبرها المنشقون إلغاءاً وتهميشاً لدور المكتب السياسى والهيئة البرلمانية ، بالإضافة الى إتهام الجانب الأخر للأب فيليب بالدكتاتورية ومصادرة الرأى فى الحزب لنفسه مما أدى الى حدوث الإنشقاق ، وظل الأب غبوش ونائب أخر فى الحزب القومى .. وبعد تشكيل الوزارة فى حكومة الوفاق الوطنى تم التحاور معهم وإختير أمين بشير فلين ليكون أول وزيراً عن جبال النوبة فى عهد الحكومة الديمقراطية الثالثة ، ومكث لمدة عام ونصف بالوزارة ثم خلفه الأستاذ محمد حماد كوة فى وزارة السياحة والفنادق ( وزارة مركزية مستحدثة ) ، ثم بعد ذلك عاد أربعة من النواب الى الحزب القديم.

ولكن إستمر مسلسل الإنقسامات وتفاقمت الخلافات داخل الحزب القومى السودانى مما أدى الى ظهور عدد من التيارات تحمل إسم الحزب القومى بقيادة الأب فيليب الذى تحالف مع حكومة البشير وتم تسجيله تحت مظلة التوالى السياسى ، والحزب القومى السودانى بقيادة البروفيسور الأمين حمودة والذى خاض المعارضة بالخارج والداخل بصورة قوية جداً وفرض نفسه على الساحة السياسية والتجمع الوطنى ، والحزب القومى القيادة الجماعية بقيادة محمد حماد كوة والذى خاض المعارضة بالداخل ضد النظام ووقع على المذكرة الأخيرة التى قدمت الى الرئيس عمر البشير.

أما فى الخارج بدأ عمل الحزب القومى السودانى بداية متعثرة وبدأت مسيرته عن طريق منير شيخ الدين وهو لم يكن من المكتب القيادى للحزب فى الداخل ، ولكنه جاء من الداخل ومثل الحزب القومى وخطى به خطوات مفيدة .. حيث ساهم فى عكس القضية النوبية الى الرأى العام والمجتمع الدولى ، لكنه إنسحب من اللجنة الإستشارية للتجمع الوطنى فى عام ١۹۹٢م ، وكون جسماً أخراً مع مجموعة منشقة من الأحزاب الأخرى وأطلقوا على أنفسهم بالقوى الجديدة ، والذى تحول فيما بعد الى الحزب القومى الديمقراطى والذى لم يعلن عن تسجيله ضمن الأحزاب المعارضة بالخارج أو من ضمن أحزاب التوالى السياسى أو المعارضة من الداخل للنظام ، ثم إختفى ولم يظهر على السطح إلا بعد أن توحدت الأحزاب النوبية الأربعة فى مؤتمر ( كاودا ) بفترة طويلة أى من خلال حرب البيانات التى برزت على سطح الأنترنت فى ذلك الوقت ، ومنير شيخ الدين هو شخص سياسى ورئيساً للحزب القومى الديمقراطى ويعتبر أول من عرض القضية النوبية للمجتمع الدولى وما يجرى من قتل وإبادة جماعية لشعب جبال النوبة وأول سودانى يعتلى منصة مجلس العموم البريطانى تقدمه البارونا كوكس ليشرح لأعضاء المجلس نوعية المجازر وما تمارسه حكومة الانقاذ الوطنى ضد شعب جبال النوبة .. ويعتبر شخص له طموح وأحلام رفض أن يحصرها فى إطار القبيلة الضيقة ، فلم يرضى بأن يكون زعيماً للنوبة ، فطرح نفسه كرجل قومى نحو قمة هرم السلطة فى السودان ورشح نفسه ليصبح رئيساً للسودان ، وقبل التحدى لخوض سباق الرئاسة الى القصر الجمهورى ، والتى خسرها .. ولكن رغم ذلك يعتبر أول شخص من أبناء جبال النوبة ومناطق الهامش يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية ، وبذلك دخل التاريخ من أوسع أبوابه وحلبة صراع الكبار فى السودان.

لوحة شرف الرعيل الأول فى الحركة السياسية – نواب فى البرلمان من أبناء جبال النوبة:

نواب البرلمان فى أول حكومة ديمقراطية ( ٥٤ – ١۹٥٨ م )

الإسم

الدائرة

١ / يعقوب رحال أندو

٢/ ابراهيم شمشم

۳/ آدم جيلى

٤/ حماد أبو سدر

٥/ المك نصرالله صارمين

كادقلى

تلودى

تقلى

الكواليب

النمانج

نواب البرلمان فى الحكومة الديمقراطية ( ٦٤ – ١۹٦۹ م )

( إتحاد عام جبال النوبة )

الإسم

الدائرة

الصفة

١ / فيليب عباس غبوش

٢/ عطرون عطية

۳/ زكريا إسماعيل

٤/ كباشى عثمان

٥/ بحر كريا

٦/ ابراهيم كوكو

٧/ فيليب كالو رمضان

٨/ قمر حسين رحمة

٢٥٧

١۹۰

١۹١

١۹٢

١۹۳ ١۹٤

١۹٥ ٢١۳

رئيس الهيئة البرلمانية

عضو برلمانى

عضو برلمانى

عضو برلمانى

عضو برلمانى

عضو برلمانى

عضو برلمانى

عضو برلمانى

نواب البرلمان فى الحكومة الديمقراطية الثالثة ( ٨٦ – ١۹٨۹ م )

( الحزب القومى السودانى )

الإسم

الدائرة

الصفة

١ / فيليب عباس غبوش

٢/ محمد أبوعنجة أبوراس

۳/ أمين بشير فلين

٤/ هارون إدريس كافى

٥/ عبدالرسول كجور كوة

٦/ يوسف مرفعين

٧/ على قادم جرو

٨/ ابراهيم سعيد

الدائرة ۳٦ الحاج يوسف

دائرة كادقلى

دائرة الدلنج الغربية

دائرة ريف كادقلى

دائرة ريف البرام

دائرة أم دورين

دائرة الدلنج الشرقية

دائرة هيبان

رئيس الحزب القومى

رئيس الهيئة البرلمانية

عضو برلمان

عضو برلمان

عضو برلمان

عضو برلمان

عضو برلمان

عضو برلمان

دور الصفوة والنخب السياسية والمتعلمين والقيادات فى جبال النوبة:

لا مساغ لنكران دور بعض الصفوة أو النخب من المتعلمين وقيادات النوبة فى صنع الأمجاد فى تاريخ النضال النوبى ، إلا أن هذه الصفوة بنفس القدر مسئولة عن كل ما أصاب جبال النوبة من فشل وبلاء وإرزاء ، وما أكثر ما تساهمته الصفوة من الفشل الذى لازم أبناء المنطقة من السياسيين الذين أهدروا حقوق المواطنين فى التمثيل سواء كانوا فى مناصب سيادية أو مواقع لإتخاذ القرار أو داخل مجلس برلمانى أو تشريعى أو تنفيذى ، أما بالعزلة المرسومة حولهم أو بالخوف القسرى الذى يلازمهم حتى لا يفقدوا مواقعهم أو بالضعف والهشاشة التى لازمتهم طوال مسيرة عملهم .. لأن معظم الذين مثلوا النوبة فى مواقع سيادية ( وزارية ) كانوا من القيادات الهشة والضعيفة ، لا يستطيعون أن يقدموا أى خدمة لمناطقهم تذكر خوفاً من وصمهم بالعنصرية أو الجهوية ، ومن حاول وتجرأ كان مصيره العزلة الطويلة الضاربة بأطنابها من الجهات التى نصبته بل القيام بعزله وإقصائه.

ولا مساغ أيضاً للإدعاء بأن المسئولية عن كل هذه الأزراء تقع على النخبة القائدة من أهل السياسة وحدها ( رجالات الأحزاب السياسية ) .. التقليدية منها والمستحدثة .. حول التطور المضطرب للسياسة فى جبال النوبة ، وأى تحليل لدور هذه النخبة ومسئوليتها عن الاختباط السياسى والتشويش الفكرى التى عانت وما زالت تعانى منها جبال النوبة على إختلاف المنابت الفكرية لهؤلاء النخبويين بالخيبة والفشل حتى أصبحنا من مدمنى الفشل فى كل خطواتنا ومساعينا ، وتعود الأزمة النخبوية فى جوانبها الفكرية الى تصدع الذات والذى يقود بطبعه الى فجوة بين الفكر والممارسة .. بين ما يقول المرء وما يفعل .. بين التصالح مع الواقع السلبى والتخبط فى الأداء أياً كان نوع البزة التى يرتديها النخبوى بوعى أو بدون وعى .. وقد ظل هؤلاء النخب السياسية يتجنبون مناقشة نقطة هامة هى إنعدام الثقة المتبادلة بين القيادات أنفسهم .. فالثقة يجب أن تأتى فى المقام الأول بالتصدى الواعى فى التفهم التام لكل المشاكل موضع الخلاف والمسببات الساسية للنزاع ، فيما ذلك فمن السهل على أى من هذه الرموز والقيادات الحزبية أن تواصل كفاحها بأجندتها الخاصة فى تأسيس كيانات وتنظيمات خاصة بها تجد فيها قناعاتها وآمالها .. وهذا ما حدث للبعض منها.

ومن خلال هذا السرد لا بد أن أشير بأن الساحة السياسية النوبية بدأت تشهد الآن حركة رجوع العرقيات وظاهرة المجموعات الإثنية السياسية واالتقوقع الجهوى والتخندق القبلى وسط تجمعاتنا النوبية من أحزاب وروابط بمختلف مسمياتها ، وما نخشاه قد تصبح نموذجاً تحتذى به كثير من العرقيات الإثنية وتؤدى الى إستشراء الجهويات التى تشكل خطراً ماثلاً على وحدة الصف النوبى ومصير القضية النوبية ، والظروف حبلى بالخطر وقابلة للإنفجار .. نتيجة للتناقضات الكثيرة ومنهجية الفكر الذى فشل فيها الرموز والقيادات الحزبية والأفراد المجتمع النوبى فى تجاوز الحدود العرقية والإثنية ، والتى لا تساعد على التلاقى ناهيك أن تقوم عليها وحدة عموم النوبة بالرغم أن هناك جهود تبذل للإنعتاق والتحرر من تفكير البوتقة الإثنية الموجهة للسياسة التى يقودها بعض الأفراد فى المجتمع النوبى ، والتى نخشى أن تكون مدخلاً لتوجيه السياسة فى مستقبل جبال النوبة ، وإلا سينشطر ويتقطع أوصال الجسد النوبى بما فيه من كيانات وإثنيات إذا لم نتدارك ذلك الخطر.

ولا نريد أن نستعجل الأمور .. ولكن قراءة واقع الخارطة السياسية للساحة النوبية تفوح منها هذه السيناريوهات ، وخاصة فى ظل حقيقة وواقع ما يجري من قبل الحركة الشعبية بجنوب كردفان/جبال النوبة ، وطبيعة الصراع السياسى المرير من تعداد وإحصاء سكانى وإنتخابات مؤجلة وتكوين مجلس تشريعى بالولاية ليقوم بعملية المشورة الشعبية ، ذلك المفهوم الفضفاض التى لم تقم على منهج واضح فى تسلسل مواد بنود موادها المنصوص ، والتى بنيت على منهج وصفى وتحليل فضفاض دون ذكر معالجات أو أى حلول جذرية عبر نصوص واضحة ، لحل مشكلة جبال النوبة .. فلذلك يجب على قيادات النوبة بالحركة الشعبية أو فى ىالمواقع الأخرى توعية شعب جبال النوبة بأن المشورة الشعبية المختلف حول تفسيرها وتأويلاتها لا تعنى حكم ذاتى .. أو حكم لا مركزى .. أو حق إستفتاء للنوبة لتقرير مصيرهم .. أو الإتجاه جنوباً .. بل تعنى فقط تقييم إتفاقية السلام فى جبال النوبة .. هل حققت أهداف ومطالب أبناء جبال النوبة ( بنعم أو لا ) ، والجهة المنوط بها تنفيذ ذلك المجلس التشريعى لولاية جنوب كردفان المنتخب ، ورفع ذلك الى رئاسة الجمهورية والتى توجد فى المركز وليس الجنوب للتضديق عليها ، فهى حقيقة تطابق من وصفها بالأورشتة أو الوصف الطبية ومن وصفها بأنا لا طعم لها أو رائحة .. بل أصبحت قنبلة موقوتة قد تؤدى الى إنفجار الوضع والصراع فى منطقة جبال النوبة ، والذى صار لا يحتمل فى أى لحظة فى ظل تخبط سياسات الحركة الشعبية – قطاع جبال ، ولا يمكن لأى جهة أن تفتى فيها وحدها إلا بإتفاق من الطرفين ( الحكومة والحركة الشعبية ).

تابعوا المقالات التالية بعد نهاية حلقات هذ المقال مباشرة:

هل يسعى عبد العزيزالحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبة عبر سياسة فرق تسد .. ( خمسة حلقات )

فيه إستعراض لحقيقة وواقع ما يجري داخل الحركة بجنوب كردفان/جبال النوبة ، نعم أعني جبال النوبه التي لم تعد بها نوبة .. وخاصة السيناريو الذى تناولته الصحف السيارة والإليكترونية ـ وبعض الفضائيات ـ منذ السبت ٢/١ /٢۰١۰م عن فصل عدد من أعضاء الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان ، جاء من طرف واحد فقط حتى اللحظة وهو مصدر الخبر وصانع الخبر وصانع الحدث موضوع الخبر ( الحركة الشعبية بجبال النوبة ) ، ورصدا للحقيقة والحيثيات المجردة .. سوف نستعرض الأحداث من خلال ما كتبه أحد القيادات التنفيذية المفصولة ألا وهو الكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان

ومرشح الدائرة الجغرافية (١٧) ـ الكرقل دلامي هبيلا ــ الولائية المؤجلة

نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان:

سقطت الشللية .. سقطت العقلية الإنكفائية .. ولم تسقط الحركة الشعبية!!

من ( ثلاث حلقات )..

فيه تحليل لحصاد الحركة الشعبية من أصوات جماهير جنوب كردفان ، لنبيِّن كيف إن عبدالعزيز الحلو يعمل تماماً ضد وعكس تيَّار رغبات وخيارات جماهيرالحركة الشعبية ، وكيف أنه رغم أنف الدستور واللوائح والقوانين ، أقصى أصحاب القواعد الجماهيرية الحقيقيين من الترشُّح للإنتخابات بإسم الحركة الشعبية ، وأعطى الفرص (بالفرض والتعليمات) لمجموعة من (شلَّته) و(حاشيته) لا وزن ولا قبول لها لدى القواعد ، وفشل في أن يسوق الناس (بالفرض والتعليمات) للتصويت لصالحهم والتي غامر بها في الإنتخابات ، فلم تحصد إلا السخط والسخرية ، ولم ينفعهم أن يقرر عبدالعزيز فوزهم بجرة قلم مثلما فعل في إختيارهم .. وسنقف (ليس كثيراً) عند نماذج عن كيف وصل الحال ، حال الترهيب والترغيب ، بالناس في عهد السلطان عبدالعزيز الحلو.

ونواصل ....

سدنى – استراليا - ٢ يوليو ٢۰١۰ م

 

آراء