رداً على مهاترات مناوي حول الحل السياسي
أحمد ضحية
5 December, 2022
5 December, 2022
الموقف الشاذ لمناوي من الحل السياسي، واستعداء أطرافه في قوى الحرية والتغيير، وبالخصوص استعداء الرفيق ياسر عرمان لا ينفصل عن خطه السياسي الهزلي والفقير، الذي لا يليق بحاكم إقليم وقائد حركة مسلحة تدعي تبنيها لقضايا المهمشين.
مناوي كانقلابي ظل يضع نفسه في النقيض من ثورة ديسمبر وشعاراتها، وفي النقيض من إرادة الشعب وتطلعاته للحرية والسلام والعدالة، وقد درج منذ تم تنصيبه حاكماً لإقليم دارفور، على أن يكون (فلولياً) أكثر من الفلول وملكياً أكثر من الملك!
من انجازات هذه الثورة العظيمة، أنها تمكنت من إسقاط أي ورقة توت، كان بعض القادة المزعومين للحركات كمناوي وجبريل، يسترون عريهم بها. واوضحت بما لا يدع مجالاً للشك، أن أمثالهما غير جديرين بثقة المهمشين.
بل أن أمثال مناوي وجبريل يشكلون تهديداً جدياً لخطاب التهميش، باستغلاله (مظلةً) لتكية المنصب، الذي تكالب عليه أفراد العشيرة والقبيلة، ففقد معناه الجوهري كخطاب (خدمي) لتنمية إقليم تضافرت عوامل عديدة على جعله يعانى، وهو في معاناته ليس فريداً فمثله أقاليم أخرى كثيرة، كنتيجة طبيعية لاختلال ميزان السلطة والثروة.
ورغم أن إتفاقية جوبا التي لا يفتأ مناوي وجبريل يتشدقان بها، حققت نظرياً مكتسبات غير مسبوقة لأهل دارفور، ألا أن ذلك لم يكن ملهماً لمناوي وجبريل لتحقيق ١% منها على الأقل على أرض الواقع في الإقليم!! إذ لا زالت المعسكرات منصوبة للنازحين، ولا زالت سيول اللاجئين تتدفق، إثر الفتن القبلية المتجددة من آن لآخر، لأن الرجلين استغلا موقعيهما الرسميين وفي ذهنيهما بناء (مركزيات إثنية) من عشيرتيهما، بما يشكل مستقبلاً تهديداً لكل الإقليم، الذي يعد عبارة عن سودان مصغر. فكل التنوع السوداني موجود في دارفور بالاصالة وليس نزوحاً من غرب أفريقيا!
إذ لم يكن المنصب كحاكم إقليم أو وزير مالية سوى، وسيلة لتمكين المحاسيب والحاشية والانتهازيين، الذين تطفلوا على مائدة إتفاقية جوبا!
كيف لرجل أن يجرؤ على تسمية نفسه حاكماً لاقليم هو لا يزوره إلا لماماً؟ وبأي (قوّة عين وبجاحة) يتحدث عن الفدرالية والحكم الذاتي، وهو قابع في الخرطوم بدلاً عن مقر إقامته المفترض في دارفور؟
مناوي وجبريل يتوهمان أنهما يمثلان إقليم دارفور، وهو أممر غير صحيح، فقد قالت لجان المقاومة في دارفور في حراكاتها الجماهيرية السلمية ضد الانقلاب كلمتها بحق الرجلين، كصناع وأعمدة لهذا الانقلاب.
شعب دارفور الذي يزعم مناوي وجبريل أنهما يتحدثان باسمه، يدرك أنهما ليسا سوى طلاب سلطة، تآمرا عملياً على أحلام وتطلعات الإقليم في الحرية والسلام والعدالة والتنمية والسلطة والثروة، واحتكرا كل شئ في نطاق ذاتيهما المتضخمتين، دون وعي ودون معرفة، فوعيهما السياسي مشوه بنزعات القبلية والعشائرية العابرة للجغرافيا المجاورة لدارفور، مهما ادعيا الولاء لوحدة السودان واستقراره الذي لا يفتآن يهددانه بالعودة للحرب، والتي إن حدث وتجددت سيكونان أول ضحاياها، فالشعب السوداني الذي في كل أقاليمه التف حول شعارات ديسمبر برجاله ونسائه وشيوخه وشبابه، قادر على سحق أي خارج على الإرادة الوطنية العامة، التي تجسدت في شعارات هذه الثورة المجيدة.
مناوي يظن أن خطاباته البائسة، التي جعلت منه (ارقوزا) واضحوكة في أسمار المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي، بامكانها أن تصنع منه شخصية اعتبارية ورقماً مرجحاً، فلضعف تفكيره لا يرى الحقيقة الخالدة: أن الجماهير هي من تصنع قادتها، والجماهير قادرة على لجم أي انتهازي اتخذ من قضايا المهمشين مطية لاعتلاء السلطة ونهب الثروة وتسخيرها لأسرته وبطانته واتباعه الذين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.
موقف مناوي وجبريل اليوم يتناقض مع كل تصريحاتهما قبل الثورة وأثنائها. ومرد ذلك بروز الرقم الصعب الذي لم يضعانه في حسبانهما: سكان اقليم دارفور.. السودانيين أصحاب المصلحة الحقيقية في (الحكم الذاتي) والعلاقة (الفيدرالية) الحقيقية، التي تتخطى مجرد الشعار المفرغ من المحتوى رغم نبله كشعار.. السودانيين أصحاب المصلحة في التنمية لاقليمهم المهمل، والصحة لاجسادهم العليلة المنهكة، والتعليم لأطفالهم الذين يتخذون الرواكيب وظلال الشجر فصولاً دراسية، هؤلاء هم من سيتصدى لأمثال مناوي وجبريل، وهؤلاء هم زاد هذه الثورة التي وعدت شعاراتها بكل الخدمات والحقوق التي لطالما تطلعوا إلى الحصول عليها في اقليمهم، وفي اقاليم السودان المختلفة.
هذا الرقم الصعب الذي يمثله شعب دارفور والذي يمثله شعب السودان لم يضعه مناوي وجبريل في حسبانهما، وعليهما التفكير مليا قبل التورط في تصريحات غير مسؤولة أن شعب دارفور سيكون في طليعة ردع المارقين على ارادته وعلى ارادة كل شعوب السودان وحقها في الحياة الحرة الكريمة. حتى لو اقتضى الأمر إلغاء اتفاق جوبا بدلاً عن مراجعته ومعالجة عيوبه كما ظللنا ندعو لهذه المراجعة والمعالجات.
ahmeddhahia@gmail.com
مناوي كانقلابي ظل يضع نفسه في النقيض من ثورة ديسمبر وشعاراتها، وفي النقيض من إرادة الشعب وتطلعاته للحرية والسلام والعدالة، وقد درج منذ تم تنصيبه حاكماً لإقليم دارفور، على أن يكون (فلولياً) أكثر من الفلول وملكياً أكثر من الملك!
من انجازات هذه الثورة العظيمة، أنها تمكنت من إسقاط أي ورقة توت، كان بعض القادة المزعومين للحركات كمناوي وجبريل، يسترون عريهم بها. واوضحت بما لا يدع مجالاً للشك، أن أمثالهما غير جديرين بثقة المهمشين.
بل أن أمثال مناوي وجبريل يشكلون تهديداً جدياً لخطاب التهميش، باستغلاله (مظلةً) لتكية المنصب، الذي تكالب عليه أفراد العشيرة والقبيلة، ففقد معناه الجوهري كخطاب (خدمي) لتنمية إقليم تضافرت عوامل عديدة على جعله يعانى، وهو في معاناته ليس فريداً فمثله أقاليم أخرى كثيرة، كنتيجة طبيعية لاختلال ميزان السلطة والثروة.
ورغم أن إتفاقية جوبا التي لا يفتأ مناوي وجبريل يتشدقان بها، حققت نظرياً مكتسبات غير مسبوقة لأهل دارفور، ألا أن ذلك لم يكن ملهماً لمناوي وجبريل لتحقيق ١% منها على الأقل على أرض الواقع في الإقليم!! إذ لا زالت المعسكرات منصوبة للنازحين، ولا زالت سيول اللاجئين تتدفق، إثر الفتن القبلية المتجددة من آن لآخر، لأن الرجلين استغلا موقعيهما الرسميين وفي ذهنيهما بناء (مركزيات إثنية) من عشيرتيهما، بما يشكل مستقبلاً تهديداً لكل الإقليم، الذي يعد عبارة عن سودان مصغر. فكل التنوع السوداني موجود في دارفور بالاصالة وليس نزوحاً من غرب أفريقيا!
إذ لم يكن المنصب كحاكم إقليم أو وزير مالية سوى، وسيلة لتمكين المحاسيب والحاشية والانتهازيين، الذين تطفلوا على مائدة إتفاقية جوبا!
كيف لرجل أن يجرؤ على تسمية نفسه حاكماً لاقليم هو لا يزوره إلا لماماً؟ وبأي (قوّة عين وبجاحة) يتحدث عن الفدرالية والحكم الذاتي، وهو قابع في الخرطوم بدلاً عن مقر إقامته المفترض في دارفور؟
مناوي وجبريل يتوهمان أنهما يمثلان إقليم دارفور، وهو أممر غير صحيح، فقد قالت لجان المقاومة في دارفور في حراكاتها الجماهيرية السلمية ضد الانقلاب كلمتها بحق الرجلين، كصناع وأعمدة لهذا الانقلاب.
شعب دارفور الذي يزعم مناوي وجبريل أنهما يتحدثان باسمه، يدرك أنهما ليسا سوى طلاب سلطة، تآمرا عملياً على أحلام وتطلعات الإقليم في الحرية والسلام والعدالة والتنمية والسلطة والثروة، واحتكرا كل شئ في نطاق ذاتيهما المتضخمتين، دون وعي ودون معرفة، فوعيهما السياسي مشوه بنزعات القبلية والعشائرية العابرة للجغرافيا المجاورة لدارفور، مهما ادعيا الولاء لوحدة السودان واستقراره الذي لا يفتآن يهددانه بالعودة للحرب، والتي إن حدث وتجددت سيكونان أول ضحاياها، فالشعب السوداني الذي في كل أقاليمه التف حول شعارات ديسمبر برجاله ونسائه وشيوخه وشبابه، قادر على سحق أي خارج على الإرادة الوطنية العامة، التي تجسدت في شعارات هذه الثورة المجيدة.
مناوي يظن أن خطاباته البائسة، التي جعلت منه (ارقوزا) واضحوكة في أسمار المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي، بامكانها أن تصنع منه شخصية اعتبارية ورقماً مرجحاً، فلضعف تفكيره لا يرى الحقيقة الخالدة: أن الجماهير هي من تصنع قادتها، والجماهير قادرة على لجم أي انتهازي اتخذ من قضايا المهمشين مطية لاعتلاء السلطة ونهب الثروة وتسخيرها لأسرته وبطانته واتباعه الذين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.
موقف مناوي وجبريل اليوم يتناقض مع كل تصريحاتهما قبل الثورة وأثنائها. ومرد ذلك بروز الرقم الصعب الذي لم يضعانه في حسبانهما: سكان اقليم دارفور.. السودانيين أصحاب المصلحة الحقيقية في (الحكم الذاتي) والعلاقة (الفيدرالية) الحقيقية، التي تتخطى مجرد الشعار المفرغ من المحتوى رغم نبله كشعار.. السودانيين أصحاب المصلحة في التنمية لاقليمهم المهمل، والصحة لاجسادهم العليلة المنهكة، والتعليم لأطفالهم الذين يتخذون الرواكيب وظلال الشجر فصولاً دراسية، هؤلاء هم من سيتصدى لأمثال مناوي وجبريل، وهؤلاء هم زاد هذه الثورة التي وعدت شعاراتها بكل الخدمات والحقوق التي لطالما تطلعوا إلى الحصول عليها في اقليمهم، وفي اقاليم السودان المختلفة.
هذا الرقم الصعب الذي يمثله شعب دارفور والذي يمثله شعب السودان لم يضعه مناوي وجبريل في حسبانهما، وعليهما التفكير مليا قبل التورط في تصريحات غير مسؤولة أن شعب دارفور سيكون في طليعة ردع المارقين على ارادته وعلى ارادة كل شعوب السودان وحقها في الحياة الحرة الكريمة. حتى لو اقتضى الأمر إلغاء اتفاق جوبا بدلاً عن مراجعته ومعالجة عيوبه كما ظللنا ندعو لهذه المراجعة والمعالجات.
ahmeddhahia@gmail.com