رد على الهواء (6): الانقاذيون الأحق بالحكم 

 


 

 

النقطتان الخامسة والسادسة اللتان أوردهما محامي الإنقاذيين (الأستاذ محمد عبد الله إبراهيم) في رسالته التي قال فيها إنهم يستحقون العودة للحكم.. كانتا كما يلي: (إن الإنقاذيين يستحقون العودة للحكم لأن عضوية المؤتمر الوطني أكبر من كل اليسار الحاكم والواقف على الرصيف..هذا غير الحركة الإسلامية التي قام الترابي بحلها عام 1992 وبدأت تعود في 2017 لأن ممارسات المؤتمر الوطني وكيانه الجامع لم تعجب الحركة ولأن الفاسدين الذين قادنا بهم تجمع اليسار لم يتجاوزوا 500 شخص من مجموعة تبلغ عضويتها 10 مليون..وكانت "قحت" ترفع شعار الحرية وسجنت الناس بالسنين وأغلقت مرافق العدالة..وأنت يا فلان تدافع عن الباطل).. انتهى

ثم ذكر هذا الرجل كلاماً لم افهمه (عن الهوس الثوري  والغرور اليساري وشيزوفرينيا كراهية الإخوان وعن شركاء الاقتصاد الاجتماعي القائم على تنازل البرجوازية عن ثروتها للبروليتاريا ومواجهة الغرب الرأسمالي المتوحش)..!

موضع الغرابة في ما قاله انه في دفاعه عن الإنقاذيين يتحدث عن الفساد.؟.! ولو كان عاقلاً في مناصرته للإنقاذيين لما جرت سيرة الفساد على لسانه..! ذلك أن الفساد هو قرين الإنقاذ الملتصق بها (التصاق القراد بذيل الكلب) فالفساد هو الوجه الآخر للعملة الرديئة التي جانبها الآخر وجه الإنقاذ..!! الإنقاذ يا سيدي مشمولة بالفساد ومعطونة وملبوكة به من رأسها إلى أخمص أقدامها المجدورة..!! وقل لي أن فلاناً من قادتها غير فاسد - دع عنك مَن هم في سلمها الأدنى الهابط - أذكر لي من قادتها  شخصاً واحداً بريئاً من التلوث بالفساد..قل لك صدقت..! وأنت اعلم بحالهم عندما اغتصبوا السلطة بالانقلاب ثم عندما ملكوا القصور والدثور واليخوت والعمارات والشركات الباسطة و(القابضة) ..وابتنوا في دبي وماليزيا واسطنبول وشواطئ بحيرة جنيف وهربوا بمال السودانيين إلى البنوك السرّية (الصموتة) في بازل وزيورخ وجزر كيمان..! قفزة واحدة هرباً من الجيران الأفاضل في (محطة حميدان) ورواكيب نهر النيل إلى (بلازا تاوار) الذي يقيم فيه الآن بعض عيالهم..! هل تعرف أين بلازا تاوار..؟!

 أنت يا رجل تتحدث عن الفساد الذي (عمّم وجلبب) شيوخ الإنقاذ وحواريهم وأصبحوا يسكنون في الإقطاعيات وينهبون الأراضي ولا يشبع الواحد منهم حتى بأكثر من مائتي قطعة سكنية..!! أنت تتحدث عن الفساد.. ورئيسكم الذي حكم ثلاثين عاماً وتطالب الآن بعودته كان على رأس أصحاب السرقات الخسيسة وحمل مال الدولة نقداً إلى بيته..؟؟ أتجرؤ بالحديث عن الفساد دفاعاً عن الإنقاذ..؟!هل تريد أن نستعرض لك فساد أمناء حركتكم الإسلامية كابراً عن كابر..؟!! يا لك من مسكين من صرعي بروباقندا الإنقاذ في ادعاء عضوية لحزبها الأثيم عِدادها 10 مليون سوداني...! وهذه لعبة انكشف زيفها ولكن ظل الانقاذيون يلوكونها على مدى ثلاثة عقود لوهموا بها خِفاف العقول..وإذا كان هذا الرقم صحيحاً يا رجل فإنه يعني ببساطة أن ببين ظهرانينا (10 مليون حرامي)..!!

ثم إنك تتحدث عن العدالة..!! هل تتحدث عن العدالة وأنت تدافع عن الإنقاذ...!  بالله هل يمكن أن يقول ذلك إنسان أودع الله في فؤاده ذرّة من إنصاف..؟! و(هو أستاذ يتحدث عن الرأسمالية المتوحشة وأعراض الشزوفرينيا) ولا بد أنه يعلم ما قامت به الإنقاذ في  الإبادة والمذابح المروّعة على امتداد تربة الوطن.. لا تقل لي انك لا تعلم  ما فعلته الإنقاذ ليس في باب العدالة تجاه المال العام وممتلكات الغير والملكيات العامة ومال التعليم والصحة.. بل نقول لك ما فعلته تجاه (حق الناس في الحياة)..!! وهي تقوم بإبادة السكان والإعدام بغير محاكمة وسحق الأطفال والنساء بالطائرات المقاتلة وإطلاق النار على ظهور المواطنين في الخرطوم وكجبار وبورتسودان والمناصير..إلخ ألم تسمع ما فعلت الإنقاذ بتلاميذ معسكر العيلفون...؟! ألم تسمع بما فعلوه في بيوت الأشباح من خسة تتدني إلى اغتصاب الرجال داخل الزنازين..؟!

ولكن كيف تقر بعدالة سلب الحياة من البشر وقتل الغيلة وأنت تدافع عن أحقية جماعتكم بالحكم .. الله لا كسبكم..! هذا هو دعاء المكلومين وأهل الضحايا وكل كبد رطبة في هذا الوطن..عدا أكباد الاخونجية الذي يكذبون على الله ويتحامون في الباطل..ويعوجون ألسنتهم برأسمالية الغرب المتوحشة وهم ينهبون زاد الفقير وكنبات التلاميذ وخيم النازحين ولبن المنظمات الأجنبية للأطفال...الله لا كسبكم..!!


murtadamore@yahoo.com

 

آراء