رسائل البرهان : لقحت وحمدوك وحميدتي!!
سلام يا .. وطن
*إن الخطوة التي قام بها الفريق البرهان بإتجاه التطبيع مع إسرائيل في هذا التوقيت بالذات فإنها قد حسمت عدة مسارات ، ولكننا محتاجون للوقوف ملياً أمام حقائق دامغة يجب علينا إبرازها بشكل واضح ، فإن الحساسية التي نتمتع بها ضد إسرائيل ليس محبة مفرطة في العرب ولا الفلسطينيين ، فإسرائيل قد عملت على تقسيم العراق ولن تقل عن ثلاثة دول ، وتخطط على قيام دولتين في مصر ، وتتآمر على تقسيم السودان لعدة دويلات مفككة وضعيفة ، وهذا العداء الذي نبثه تجاه اسرائيل ذلك لأن الحلم الإسرائيلي لتمدد الدولة اليهودية من النيل للفرات لن يتسنى لهم في ظل حكومة سودانية قوية ومتماسكة ومتحدة ، لهذا عمل الموساد عبر عملائه بأن يتم إضعاف الحكومة السودانية بممارسة كل أسباب الإفقار لأهل السودان ، فالملاحظ أنه لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا العرب المتأمريكين قاموا بدعم حكومة الثورة الا في حدود رزق اليوم باليوم لتظل حكومة الثورة ترعى بقيدها ، والمشكلة عند الإسرائيليين ليست من الذي يحكم بقدرما نجد أن الذي يعنيها هو كيف تتمكن من تمزيق وتشتيت السودان .
*واليوم ومنذ عشرات السنوات دخل مئات الالاف من الشباب السوداني لإسرائيل ، ولكن لم يتم أستيعابهم كمواطنين ولم يتم معاملتهم الا في حدود انهم موجودين في اسرائيل كضيوف غير مرغوب فيهم ، فان إعادتهم للبلاد في العهد المباد كان سيدخل اسرائيل في أزمة مع القانون الدولي الإنساني ومع المواطن الإسرائيلي ، وقد تسرب بعض ماكان يجري مع نظام البشير في تفاوضاته مع الإسرائيليين بخصوص المهاجرين السودانيين ورفض حتى العرض الذي قدمته اسرائيل بأن تسلمه حتى قوائم من جندتهم عملاء لها ، وبالنظر لما تخشاه اسرائيل من سودان بعد الثورة ، فان الحكومة الإنتقالية لاتدعم حماس ولاتقوم بتهريب السلاح للضفة وقطاع غزة فماهو الخطر الذي يمثله سودان بعد الثورة من مهددات للدولة العبرية؟! بالتأكيد ليس هنالك أي مهددات اليوم من السودان لإسرائيل ، ولكن الدولة التي تريد أن تتمدد من الفرات الى النيل لاتريد سوداناً مستقراً آمناً ومكتفياً وموحداً .
*ونجد أن العلاقات الأمريكية التي دفعت للحكومة المصرية خمسة عشر مليار دولار ، لم تدفع للحكومة الإنتقالية ولاسنت بل أدخلتها في التزامات المدمرة كول التي لايد لنا فيها ، ولم تقوم الحكومة الامريكية ولا بخطوة خجولة لرفع العقوبات الامريكية رغم ان أكثر من 70%من الذين يحكمون السودان هم من حملة جنسيتها ، نسوق هذا لنخلص الى أن خطوة البرهان ترسل رسالة واضحة لحكومة حمدوك مفادها : انت رجل الغرب وطلعنا نحن كلنا في الهم غرب وشكر الله سعيكم ، ورسالة اللقاء لقوى الحرية والتغيير تقول لهم : أعلى مافي خيلكم أركبوه ، وللفريق حميدتي موازين القوى اختلفت ياحبيب وتغير الكفيل والليل طويل ياجميل .. وسلام يا..
سلام يا
المخابرات قد نجحت في الولوج لتفكيك الدولة السودانية ، ولكننا نعجب من الراقصين دون ان يغطوا دقونهم ..وسلام يا..
الجريدة الخميس 6فبراير2020