رسالة الاحتجاجات ، وصلت ، ولكن !!!

 


 

 

 

لا تتناطح عنزتان في ان رسالة الاحتجاجات والتي تطورت لحالة "اسقط بس " قد وصلت لأي جهة تقصدها ، لكن سيكون من المؤسف حقا الا يستفاد من الدرس ، واول من يؤسفنا هي خسارة الوطن لهذه الفرصة دون فائدة وخسارة المعارضة ربما لنتائجها نسبة لضعف ادارتها من المعارضة ، لانها لم تقدم خطاب معقول ومشروع ما بعد " بس"، يسبق او يصاحب الاحتجاجات ، خطاب مقنع و ينفع لايجاد تغيير فعلي ، افضل ، لكن الرسالة وصلت وارجو ان تكون قد افتهمت.

سيكون من المؤسف جدا الا تقرأ الحكومة الرسالة بما تستحق ، وما تستحقه الرسالة في نظري هو اخذها بجدية كبيرة جدا ، على ان تفرغ الحكومة مبررات الاحتجاج ، فتنفض يدها حبل الكنكشة وتفكه لغير رجعة ، وتتجه لايجاد حل يناسب ليس المحتجين فقط والطالبين للماء والنار والكلأ )، انما يناسب ايضا ، من وراء المحتجين (الآخر الداخلي والاقليمي والعالمي )، ممن يريد تغييرا بأي حال ، ويكون مؤسفا حقا الا تستفيد هذه الحكومة من الرسالة "المرة هذه المرة" وتغير وتشكل عقليتها ومنهجيتها في مبررات استمرارها " لوحدها " في الحكم ، وتزيل الغبن واسباب النقد الحاصل من الاخر ، وسيؤدي الفهم الخاطيء من الحكومة اذا اعيدت كرة الاحتجاجات ثانية ، والحكومة متواكلة على انها قوية مثلا او ان جزء من الشعب لم يتحرك ضدها او انها تعذر نفسهل بمبررات المؤامرة الخارجية او على او تشتت الاخر ، وسوف يكون في ذلك حتفها وعشاءها الاخير في فرصتها هذه الايام والتي ربما تكون (استراحة محارب)، سيكون حتفها اذا لم تك جادة هذه المرة وصادقة في ازالة الفساد والمفسدين ومحاسبتهم او تطوير علاقتها الخارجية ، ولكن يتأتى كل ذلك الا من خلال مصداقية وتوفر ضمير وطني استثنائي حتى تقبل الاخر ، وتجد حلا للتمترس الفكري والايدولوجي ، حتى تطمئن الاخر.
وسيكون من المؤسف ايضا ان يظن من هم ضد الحكومة ان هذه التجربة بالاحتجاجات خصوصا بعد رفع شعار " تسقط بس"، والذي فتح عين كثير من الشعب وربما غير طبيعة وجدانهم بالخروج لانه فسر تسقط بس على انها معركة قادمة بين الايدولوجيا هدافها "من يدير البلاد"، وليس كيف تدار ، ووقودها هو جزء لا يستهان به من الشعب (الوقود )، وقرأ الرسالة من حيثيات التدمير المصاحب (اي كانت اسبابه او من سببه)، على ان الخطاب يكفيك عنوانه ، من المؤسف الا "تلفى المعارضة" قيادة الاحتجاجات وتوجهها التوجيه السليم وترفدها بخطاب ناجع يكون خيار لبديل يستحقه الوطن ويقف معه الممتنعون.

rafeibashir@gmail.com

 

آراء