رسالة السيد/ عبد الرحمن المهدي لمجلة “السودان في مدونات ومذكرات” .. ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

 


 

 


وقعت مصادفة على رسالة أرسلها السيد/ عبد الرحمن المهدي إلى مجلة "السودان في مدونات ومذكرات" نشرت في عددها الرابع والعشرين والذي صدر في عام 1941م،  تعقيبا فيما يبدو على مقال نشر في ذات المجلة عن والده وغوردون. أرفق السيد/ عبد الرحمن مع رسالته للمجلة  تلك نص الخطاب الذي بعث به والده محمد أحمد المهدي إلى الجنرال غوردون في 12/1/ 1885م الموافق للخامس والعشرين من ربيع الأول من العام الهجري 1302. قامت المجلة بنشر نص رسالة السيد/ عبد الرحمن المهدي المكتوبة باللغة الإنجليزية، ونشرت أيضا خطاب المهدي لغوردون بلغته الأصلية (العربية) ونشرت أيضا ترجمة إنجليزية مختصرة له.
مما يلفت النظر إلى أن المجلة أضافتإلى ما جاء ذكرهوتحت عنوان "تعليق من المحرر"ملحقا صغيرا من خمسة سطور  جاء فيه ما ترجمته الآتي: "لقد كانت بحوزة مكتبة سكرتارية التحرير عدة نسخ من هذه الرسائل، ولكنها – ككثير من الأوراق والوثائق القيمة الأخرى- قد اختفت.
لقد قيل أن هذه الرسالة قد هربت إلى الخرطوم بواسطة رجل تخفى في زي سيدة، إذ أن كل الذين كانوا قد بعثوا برسائل في السابق قد تم قتلهم قبل وصولهم لمقصدهم (في الأصل: قبل وصولهم للأسوار).
وما يلي محاولة لترجمة رسالة السيد/ عبد الرحمن المهدي للمجلة، ثم نص رسالة محمد أحمد المهدي لغوردون (كما وردت تماما).
***********        **************           
إلى سكرتارية تحرير مجلة "السودان في مدونات ومذكرات" بالخرطوم
يا سيدي:
قد يهم قراء مجلتكم أن يطلعوا على الرسالة المرفقة والتي بعث بها والدي إلى الجنرال غوردون قبل أيام قليلة من سقوط الخرطوم.
يتضح من الرسائل الثلاثة (السابقة) التي بعث بها المهدي لغوردون أنه كان حريصا على الاتصال به، وعلى سلامته، وعلى أن يعود آمنا إلى بلاده وأهله. بيد أن غوردون رفض كل عرض تقدم به المهدي له، ويؤسفني أنني هنا لست قادرا الآن على العثور على نسخ من ردود غوردون في هذا الشأن.             
أرفق لكم الآن رسالة بعث بها المهدي لغوردون مستلة من الجزء الثاني لمنشورات المهدية والتي عثر عليها في مطبعة (مخزن) غوردون، بعد أن تم الاستيلاء عليها. قامت على نشر تلك الإصدارة من مخطوطات الإمام المهدي الأصلية لجنة خاصة من الكتبة في عهد الخليفة عبد الله. يجدر بالذكر هنا أن بعضا من مراسلات المهدي مع غوردون موجودة في كتاب (نعوم) شقير عن تاريخ السودان، الجزء الثاني، في صفحتي 289 و290.
مخلصكم
عبد الرحمن المهدي
13/11/ 1941م
************         *************
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم، وبعد
فمن المفتقر إلى الله محمد أحمد المهدي بن عبد الله إلى غوردون باشا، وقاه الله كل شر لا شاء. فإن أراد الله سعادتك وقبلت نصحنا ودخلت في أماننا وضماننا فهو المطلوب وإن أردت أن نجتمع على الانقليز فنوصلك اليهم  فإلى متى تكذيبنا وقد رأيت ما رأيت وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهلاك من في الخرطوم قريبا إلا من آمن وسلم ينجيه الله. ولذلك أحبيت إليك أن لا تهلك مع الهالكين لأنا قد سمعنا مرارا فيك الخير ولكن على قدر ما كاتبناك للهداية والسعادة ما اجبتنا بكلام يؤدي إلى خيرك كما نسمع من الواردين والمترددين. والآن ما آيسنا من خيرك وسعادتك ولما سمعنا من الفضل فيك سنكتب لك آية واحدة لمن أن ييسر الله هدايتك بها إذ جعلنا من باب الرحمة والدلالة إلى الله ولذلك طال ما كاتبناك لترجع إلى وطنك وتحوز فضالتك الكبرى ولئلا تياس من الفضل الكبير أقول لك قال الله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"
والسلام.
25 ربيع أول سنة 1302
وقد بلغني في جوابك الذي ارسلت الينا انك قلت الانقليز يريدون ان يفدوك وحدك منا ب 20 الف جنيه ونحن نعلم ان الناس بتقولون من البطال كلاما كثيرا ليس فينا وذلك لصدود من اراد الله شقاوته ولا يعلم نفيه الا من اجتمع بنا وانت ان قبلت نصحنا فبها ونعم والا ان فبدون خمسة فضة نرسلك اليهم.

badreldin ali [alibadreldin@hotmail.com]
///////

 

آراء