زيارة مناوي الوهمية إلى إريتريا
أسماء محمد جمعة
26 December, 2022
26 December, 2022
قبل أيام، كتب مني أركو مناوي، الحاكم (اللا حاكم) لإقليم دارفور، على صفحته بالفيس بوك، بأنه زار دولة إريتريا، والتقى رئيسها أفورقي، وتناقشا في مجالات عديدة، أهمها مسألة نقل الخبرات والأفكار الإريترية في تشييد المصانع والسدود، وغيرها، إلى الشعب السوداني وإنسان إقليم دارفور بصفة خاصة، وأن الفترة المقبلة ستشهد وصول كوادر إريترية للإقليم تتضمن: “مهنيين، وحرفيين، وكوادر طبية، ومهندسين زراعيين”، لتنزيل الأفكار المتفق عليها إلى أرض الواقع.
سخر الناس مما كتبه مناوي، وانتقدوه بشدة، لأن إريتريا تعتبر واحدة من أفقر دول العالم و(الفيها مكفيها)، وهي ولدت دولة فاشلة، وتعرف اليوم بأنها دولة (الحزب الواحد والرجل الواحد)، ومصنفة من أسوأ دول العالم في مجال العدالة والتعليم والصحة مثل السودان، وليست لديها هيئة تشريعية ولا منظمات مجتمع مدني ولا قضاء مستقل. أي إنها لا تملك تجربة سياسية ولا مدنية، ويوصف نظامها بأنه واحد من أكثر الأنظمة وحشية في العالم. فأي خبرات سيستوردها مناوي منها، غير الطغيان الذي يعرفه هو جيداً؟
مناوي لم يزر إريتريا، لأن دارفور فعلاً محتاجة لخبراتها، بل لأنه وجد نفسه بلا موضوع، ولا يقوم بأي عمل. ففكر في برنامج يملأ به فراغه، فلم يجد فكرة سهلة غير زيارة إريتريا. وطبعاً، ليس هناك ما يمنعه، فالبلد ليست بها حكومة، وخزنتها مفتوحة لهم، وتحت حماية الجيش. وواضح أنها زيارة غير مخطط لها، وغير محسوبة. ولو قال إنها زيارة أخوية، أو حتى فسحة، لكان أفضل من تبريره بتبادل الخبرات.
والحق يقال، الأمر مثير للحزن والشفقة. فكيف لمناوي أن يستعين بخبرات من إريتريا، في حين أن السودان يعتبر منبع الخبرات، وأكبر منتج للكوادر المهنية والحرفية في المنطقة، وفي كل المجالات. لدرجة أنه يصدرها إلى العالم، أكثر مما يصدر منتجاته الاقتصادية.
حقيقة زيارة مناوي إلى إريتريا تدل على أنه يعاني من حالة توهان مزمنة، تجعله يشطح بأفكاره بعيداً عن الواقع المأزوم. إذ كيف يستفيد السودان من الخبراء الإريتريين، وهو يعيش حالة صراعات وحروب وفوضى سياسية جعلته مشلولاً عن الحركة؟ لدرجة أنه لم يستفد من بعثة الأمم المتحدة بكل إمكاناتها وخبرتها العالمية العظيمة.
كان الأسلم لمناوي أن يذهب إلى دارفور، ويواجه مشكلة جرائمه التي ارتكبها بشجاعة. كان يجب عليه أن يقوم بما هو أهم، وهو وقف الصراعات والنزاعات والحروب المستمرة، وتحقيق الاستقرار، ونشر السلام الذي لن يتحقق بدونه أي شيء. ولكن لأنه منفصل عن الواقع، فهو يقوم بمثل هذه التصرفات التي تؤكد أنه غير مؤهل للمسؤولية، وهو نفسه أزمة أكبر من أي أزمة أخرى يعاني منها السودان ودارفور.
عموماً زيارة مناوي إلى إريتريا تعتبر عدم موضوع بامتياز، مثل زيارته إلى قطر وتشاد وغيرها، فلم ير منها الناس نتيجة غير التهريج والفضائح والصرف البذخي والأكاذيب. وحديث مناوي عن وصول خبراء من إريتريا، ما هو إلا (سواقة بالخلاء)، فهو منذ أن عين في هذا المنصب لم يقم بأي عمل، وكما يقال: “أكل ومرعى وقلة صنعة”.
نقلا عن الديمقراطي
//////////////////////////
سخر الناس مما كتبه مناوي، وانتقدوه بشدة، لأن إريتريا تعتبر واحدة من أفقر دول العالم و(الفيها مكفيها)، وهي ولدت دولة فاشلة، وتعرف اليوم بأنها دولة (الحزب الواحد والرجل الواحد)، ومصنفة من أسوأ دول العالم في مجال العدالة والتعليم والصحة مثل السودان، وليست لديها هيئة تشريعية ولا منظمات مجتمع مدني ولا قضاء مستقل. أي إنها لا تملك تجربة سياسية ولا مدنية، ويوصف نظامها بأنه واحد من أكثر الأنظمة وحشية في العالم. فأي خبرات سيستوردها مناوي منها، غير الطغيان الذي يعرفه هو جيداً؟
مناوي لم يزر إريتريا، لأن دارفور فعلاً محتاجة لخبراتها، بل لأنه وجد نفسه بلا موضوع، ولا يقوم بأي عمل. ففكر في برنامج يملأ به فراغه، فلم يجد فكرة سهلة غير زيارة إريتريا. وطبعاً، ليس هناك ما يمنعه، فالبلد ليست بها حكومة، وخزنتها مفتوحة لهم، وتحت حماية الجيش. وواضح أنها زيارة غير مخطط لها، وغير محسوبة. ولو قال إنها زيارة أخوية، أو حتى فسحة، لكان أفضل من تبريره بتبادل الخبرات.
والحق يقال، الأمر مثير للحزن والشفقة. فكيف لمناوي أن يستعين بخبرات من إريتريا، في حين أن السودان يعتبر منبع الخبرات، وأكبر منتج للكوادر المهنية والحرفية في المنطقة، وفي كل المجالات. لدرجة أنه يصدرها إلى العالم، أكثر مما يصدر منتجاته الاقتصادية.
حقيقة زيارة مناوي إلى إريتريا تدل على أنه يعاني من حالة توهان مزمنة، تجعله يشطح بأفكاره بعيداً عن الواقع المأزوم. إذ كيف يستفيد السودان من الخبراء الإريتريين، وهو يعيش حالة صراعات وحروب وفوضى سياسية جعلته مشلولاً عن الحركة؟ لدرجة أنه لم يستفد من بعثة الأمم المتحدة بكل إمكاناتها وخبرتها العالمية العظيمة.
كان الأسلم لمناوي أن يذهب إلى دارفور، ويواجه مشكلة جرائمه التي ارتكبها بشجاعة. كان يجب عليه أن يقوم بما هو أهم، وهو وقف الصراعات والنزاعات والحروب المستمرة، وتحقيق الاستقرار، ونشر السلام الذي لن يتحقق بدونه أي شيء. ولكن لأنه منفصل عن الواقع، فهو يقوم بمثل هذه التصرفات التي تؤكد أنه غير مؤهل للمسؤولية، وهو نفسه أزمة أكبر من أي أزمة أخرى يعاني منها السودان ودارفور.
عموماً زيارة مناوي إلى إريتريا تعتبر عدم موضوع بامتياز، مثل زيارته إلى قطر وتشاد وغيرها، فلم ير منها الناس نتيجة غير التهريج والفضائح والصرف البذخي والأكاذيب. وحديث مناوي عن وصول خبراء من إريتريا، ما هو إلا (سواقة بالخلاء)، فهو منذ أن عين في هذا المنصب لم يقم بأي عمل، وكما يقال: “أكل ومرعى وقلة صنعة”.
نقلا عن الديمقراطي
//////////////////////////