ساسة الى متى يا السودان ؟؟؟ …. بقلم: سعيد عبدالله سعيد شاهين
3 March, 2010
waladasia@hotmail.com
سعيد عبدالله سعيد شاهين -كندا - تورنتو
هل كتب علينا أن يعاد لنا نفس سيناريو نيفاشا ؟ رغم أن الممارسه العمليه أثبتت أن الأتفاقات الثنائيه لم تزد المشاكل إلا تفاقما وتعقيدا تحت مصطلح أن الشيطان يكمن فى التفاصيل ، وهو التعبير (الذكى) لأى تنصل أو إبتذاذ لاحقا حسب المصالح ونقاط ضعف لدى الطرف الآخر ،والمضحك المبكى أن الكل يدعى أن ما يسمى المؤتمر الوطنى يقوم بتشتيت الأطراف للإنفراد بها ونفس هذه الجهات المتباكيه كالفراشات تدور حول نيران هذا البعبع ، بل وتتسابق لكسب وده وبعد ذلك تدور إسطوانة تنصل المؤتمر هذا عن التزاماته ، ( وانسى عذابى معاك وأشيلك فى عيونى) كما يغنى عثمان حسين عليه الرحمه !!؟ فى أغنيته عاهدتنى .
وكما قلنا عن إتفاقية نيفاشا أن أى من الطرفين لا يمثل الشمال أو الجنوب ولقناعة الثنائى بذلك خجلوا حتى من عرض إتفاقهم لمن يدعون تمثيلهم ليكسبوه الشرعيه ، أو ليكتسبوا هم الشرعيه ، بل لم يستثمروا حتى سايكلوجية الشعب السودانى الجانحه للسلم وفشل الطرفان فى :-
أولا جعل الوحده جاذبه يل صار التلاعب بالإنفصال جهارا نهارا .
ثانيا بإعتبار أن الإنقاذ أكبر همباتى وسارق للسلطه ، فإن ما تدعو له الحركه هو سودان جديد، والعمل على إستعادة الديمقراطيه عبر آلية الصندوق الإنتخابى كما نصت الإتفاقية عند توقيعها ، إلا أنها لم تستطع حتى إقناع الجنوبيين للعوده لديارهم طوعا ناهيك عن ترغيب الشمالين للجوء لواحة الحريه وحفظ حقوق الإنسان بالجنوب ، بل تمادت فى حجب حق المواطن الجنوبى كمواطن من الدرجة الأولى بالجنوب من ممارسة حقه فى التعبير تحت شتى الذرائع ، كم كانت ستكسب الحركه لو جعلت الجنوب واحة للمهمشين بكل انواع التهميش ومسمياته !؟
مضيعه للوقت (الحديث) عن كل مافعلته الحركه الاسلاميه طيلة العقدين الماضيين لأن (الأعمى) يراها و(الأبكم) يسمعها و(الأخرس) يتحدث بها ، ولذا غير مستغرب أن تعيش البلاد بين مطرقة ( قبضة) الحركه الاسلاميه ، وسندان ( شتات) الحركه السياسيه بكافة مسمياتها وأنا أصر على تعريف (الحركه الإسلاميه) بشقيها الوطنى والشعبى واتحادهما فى مسمى (المؤتمر) حيث هو العمود الفقرى الذى يحوى نخاعه مادة (التآمر) المفرزه لمصطلح (المؤتمر) ، وحتى هذا الحراك الذى أفرزته (هبوبة) الإنتخابات أصبح كمن فتح (حلة) برستو لتنفيسها ، أو ما يعرف ( بفش الغبينه) ،ولو لم يتم وضع كوابح ذاتيه من قبل الجميع ، فإن التسنامى القادم سيجرف الكل ، فمثلا بدلا من أن يطرح حزب الأمه رؤيته لحل مشكلة دارفور للمواطن البسيط صاحب (الصوت الذهبى) نراه ينادى بأن لا تقربوا هذه الشجرة!؟ وان المفصولين لن يصوتوا لها ، متناسيا هذا الحزب أنه كان صاحب أكبر مجزره تسببت فى انهيار الخطوط الجويه السودانيه عندما مارس سياسة التمكين الحزبى بعماله اكثر من العمالة المقتدره التى كانت موجوده وبرواتب أعلى بل كان على رأس فائض العماله وقتها كابتن شيخ الدين نائب رئيس اتحاد الطيارين العالمى !؟ والذى عاد محاولا ترميم ما تم تخريبه ولكن هيهات ؟ وجزار تلك المجزره هو من يتولى اليوم مسئولية االاستراتيجيه ربع القرنيه (لدفن السودان) ؟ ومن ينادى بعدم تصويت المفصولين هو صاحب الجزارة نفسها ، بل هو أول من سلح بعض القبائل فى دارفور وبذر البذرة التى (أنبتت) شجرة الزقوم السودانيه وهذا زمانك يا مهازل فامرحى ؟ لم يأتوا معتذرين هن هذا الغياب الطويل لأنهم مازالوا يدمنون شعار ( لو رشحنا حجرا لفاز) .
حتى قطار السلام الذى تحرك بقوة ضغط ناجمه من وقود ( الحسابت الخاطئة ) سياسيه كانت أم إقتصاديه ، لكل الأطراف خاصة الغربيه وعلى رأسها فرنسا (شارلى شابلن) السياسه الدوليه ، حيث صار العبىء ثقيلا لدافع الضرائب الغربى عموما والفرنسى خصوصا و فى ظل مناخ إقتصادى مظلم ، كل هذا أدى لسياسة أن تتحرك عجلات قطار السلام ، وأن يحرس الحدود السودانيه التشاديه أسرة دبى فرع السودان ومن المفارقات أن من كانوا ضد الإتفاقات الثنائيه ، صاروا هم عمدها بل والغاء حق الآخرين الركوب فى هذا القطار !؟ مما أتاح للحكومة أن تتمسك بوحدة الفصائل فى سانحة نادره لتبرهن إنها تسعى للم الشمل ، وربما إستفادة من سلبيات نيفاشا وشياطينها وكانت بسملتها التوحد !؟ بل حتى ما يسمى بتجمع جوبا سجل غيابا كاملا عن ساحة الدوحة (المضيافه) حيث لم يكلفوا أنفسهم (مشقة) تكوين وفد يشارك بفعاليه فى المفاوضات كحركة مجتمع مدنى سياسى له رؤاه وبرنامجه وكلمته ، وترك الأمر للآخرين ليأتى فيما بعد بالنقد و (الردحى) وعلى حساب مصالح سياسيه (إنتخابيه) ضيقه باع قضية وطن لحظة حوجته لهم ، على أمل فشل التوصل لإتفاق ليصلوا هم لسدة سلطه (مجهوله المستقبل) ؟ الواقع والذى يهرب منه الجميع كنوع من (الخبل) السياسى متلفحا بثياب المصالح الضيقه هو ، أن توضع كل الإتفاقات على الطاوله ، وإعطاء كل ذى حق حقه (بالعدل والمساواة) فعلا لاشعارا ، والإتفاق على تأجيل (هبل) الإنتخابات وتمديد فترة الإستفتاء لمصلحة عدم تفكك البلاد ، والإتفاق على قيام حكومة (إنقاذ ) وطنيه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وإلا الرماد كال حماد .