سقطت الوثيقة الدستورية وسقط الاتفاق السياسي.. ثم ماذا بعد؟

 


 

 

* استقال حمدوك، وباستقالته سقط الاتفاق السياسي سقوطاً داوياً.. كما سقطت قبله الوثيقة الدستورية، رسمياً، بإنقلاب 25 أكتوير..

* وعلى قنوات التلفزيون تدافع الجنرالات الغوغائيون يقلبون الأسود أبيضاً وبالعكس.. وقال أحدهم، بلا استحياء، أن خروج الثوار كان ضد حمدوك وأن الاستقالة سوف تسعِد الشارع السوداني للكف عن المليونيات.. و سوف تمهِّد الطريق لتكوين مجلس الوزراء وإنشاء مؤسسات السلطة الأخرى وفق الوثيقة الدستورية والإنفاق السياسي..

* يا لمصيبة السودان في التحليلات السياسية التي تصدر من هؤلاء الجنرالات الغوغائيين الذين لا يدرون ولا يدرون أنهم لا يدرون.. ولا يدركون انه كما سقطت الوثيقة الدستورية بالانقلاب عليها، سقط الاتفاق السياسي باستقالة د.حمدوك من رئاسة الوزارة..

* نعم قد تسعِد إستقامة حمدوك (أهل السبت) جماعة (إعتصام الموز/ القصر) سعادة غامرة هؤلاء الغوغائيون لا يفهمون أن قضية الشارع السوداني أو جماعة (إعتصام القيادة العامة) أكبر من كل ما يستوعبه مُناخ تفكيرهم السياسي الأضيقَ من خُرم الإبرة.. فالغوغائيون يعتبرون اللاءات الثلاثة، لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية، كلمات (ساكت) تصدر من مدنيين (ساكت).. بينما كل كلمة أتت من الشارع لم تأتِ (ساكت).. وقد فهمها حمدوك حرفياً!

* وماذا يا تُرى (كان) سيفعل حمدوك غير أن يستقيل، بعد أن سمع الشارع.. وبعد نكوص البرهان عن وعده، وذبح الإتفاق السياسي المتمثل في حقن الدماء؟

* فالجنجويد وميليشيات علي عثمان يهدرون دماء الثائرات والثوار في الشوارع على مرآى من الحكومة التي وقَّع حمدوك الاتفاق السياسي بمقتضى حقنها..

* لم يكن الجنرالات معنيين، حقيقةً، بالاتفاق السياسي كما لم يكونوا معنيين بالوثيقة الدستورية من قبل.. فلم تسعف د.حمدوك قدراته العلمية ولا خبراته في إدارة الأزمات في الدول الأفريقية، الآيلة للسقوط، كي يطبقهما في بيئة الهرجلة السياسية السودانية الموروثة منذ الاستقلال.. علماً بأن خبرته الدولية أسعفته في عدة مجالات اقتصادية ودبلوماسية خلال عمله..

* عارض (جميع) شركاء الثورة الحية الاتفاق السياسي معارضة ضارية.. إلا أن بعضهم لم يكن يرضى بتقديم استقالة حمدوك للجنرال البرهان، رفضاً للاستقالة في حد ذاتها، وطالبه بعضهم بعدم تقديم الاستقالة بل بالإنسحاب من الاتفاق السياسي والبقاء رئيساً للوزراء!

* كان لا بد من الاستقالة، على أي حال، لابد منها أمام هستيريا الجنرالات بالسلطة، وهم في ذروة شبق بهيمي يحول دونهم والتفكير في غير نزواتهم الذاتية اللا متناهية!

* إن استقالة حمدوك تعني أنه أدرك أنه لم يكن يشغل منصب رئيس وزراء بالتمام والكمال إنما كان واجهة تشرعِن للجنرالات ممارسة القتل والاغتصاب وكل الموبقات، المصاحبة لتنفيذ أجندتهم المستترة من ورائه..

* ثم، هل كان الأمر بيد حمدوك منذ وقَّع على الاتفاق السياسي وحتى ساعة استقالته؟

* أيها الناس، سيبو حمدوك في حالو!
____________
- يتحدث بعض شركاء الثورة عن تأثير استقالة سلباً في العلاقة مع المجتمع الدولي.. وهل كان المجتمع الدولي في الذاكرة الجمعية للثوار قبل قبام الثورة؟
- للمجتمع الدولي مصالحه في استقرار السودان، أياً كان شكل الاستقرار.. والشارع مطالبه التي ربما تضاربت مع مصالح المجتمع الدولي.. وسوف تستمر الثورة إلى أن تتحقق تلك المطالب.. أو يهلك دونها..!
- وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ..

osmanabuasad@gmail.com
//////////////////////////

 

آراء