سمسم القضارف

 


 

البدوي يوسف
24 August, 2020

 

 

لم يقترن محصول باسم منطقة كما اقترن السمسم بالقضارف ، على الرغم من تعدد المحاصيل التي تزرع في الولاية من ذرة ودخن وفول وزهرة شمس.

هذا الاقتران مرده إلى : المساحة الواسعة المخصصة لهذا المحصول النقدي والتي تصل إلى حوالي مليون و٥٠٠ فدان سنويا ، والمساحة المقدرة التي شغلتها تلك الأغنية الخالدة في الأثير والوجدان الشعبي بصوتي عائشة الفلاتية وعبدالعزيز محمد داود :

يا سمسم القضارف
الزول صغير ما عارف
قليب الريد
كل ما هديتك شارف

لا حديث لمزارعي القضارف هذه الأيام إلا عن آفة السمسم الآخذة في التمدد موسما بعد موسم .. ما يعني تقلص مساحة هذا المحصول النقدي المهم وتراجع العائد بالنقد الأجنبي ، في بلد لا يعرف رئيس وزرائها المتخصص في الاقتصاد الزراعي " من وين يجيب الدولارات".

تظهر الآفة التي تحمل عدة أسماء محلية - كرمش ، الكرمشة ،الهاموش - في الغالب بعد مرحلة "الكديب " و بعد أن يصرف المزارع مدخراته على الزراعة والنظافة ، ليجد نفسه في منتصف الموسم مضطرا إلى " كتل " السمسم واعادة زراعة مساحته بالذرة ، فتتضاعف تكاليف زراعته ، وتتضاءل في الوقت ذاته آماله في حصاد وفير ، ذلك أن الزراعة مواقيت ، خاصة في منطقة تعتمد على الأمطار وليس الري الصناعي .

تتناقص مساحة السمسم سنويا ، وتتراجع معها ثقة المزارع في ايجاد علاج للآفة التي ظهرت قبل سبع سنوات ، في ظل عدم وجود أي عمل بحثي أو وصفة لمكافحتها من وقاية النباتات بالولاية ، التي نقرأ لمديرها في العام ٢٠١٨ أن "الآفة محلية غير معتمدة لدى إدارة البحوث ".
لقد ظلت وقاية النباتات على مر العقود الفائتة عاجزة تماما عن مكافحة آفة "البودة" القاتلة للذرة التي ما أن تظهر في أية مساحة حتى تحيلها إلى أرض جرداء إلا من ألوان زهرتها الأرجوانية الزاهية .. تزهر ولا تثمر .. فهي بحق " خرابة المسور " :

بعد الروى
أرمي البذور
حاسب وأوعى من الطيور
أوعى الجراد
أوعى القبور
والبودة خرابة المسور

واقع الحال ، أن الحكومات المتعاقبة ظلت تسجل عجزا دائما في مكافحة الآفات ، حتى تلك الآفات الطائرة التي يسهل التعامل معها بالمبيدات .. تنتظر نهاية الموسم لتقاسم المزارع ما سلم من الآفات .. يزرع وحده .. ويواجه الآفات وحده .. ويحصد وحده .. وتأكله معه الحكومة !!

abahmed2001@hotmail.com

///////////////////////

 

آراء