سياسة الأرض الفارغة – كلوني والسودان

 


 

 



عرف عن الممثل الهوليودي جورج كلوني اهتمامه بما يجري في السودان، ومعروف أنه زار عدد من المناطق المتأثرة بالحروب فيها مثل دارفور وجبال النوبة ، كما سبق أن رصد قمر صناعي يدعمه ذات النجم الأحداث بالسودان وجنوب السودان ، ثم ذكرت صحيفة سودانايل نقلاً عن صدى البلد أن ذات النجم قرر التبرع بالعائد المالي الذي حققه من مشاركته في إحدى الحملات الإعلانية الخاصة بأحد أنواع القهوة من أجل المساعدة في تمويل برنامج "القمر الصناعي" الذي ابتكر لمراقبة رئيس السودان، عمر البشير، المتهم بارتكاب جرائم حرب في لاهاي. وصرح كلوني في بيان تعليقاً على مبادرته، قائلاً: " سأتبرع بكل المال الذي حصلت عليه من تلك الحملة الإعلانية من أجل توفير أقمار صناعية توضع على حدود شمال وجنوب السودان لمراقبة عمر البشير". ابتكر مشروع المراقبة بالأقمار الصناعية لتعقب تحركات الجيش السوداني، ولتحذير المدنيين قبل الهجمات.
ويذكر موقع غار عشتار أن القضية التي التزمها هي تقسيم السودان وبالأخص فصل جبال النوبة ، ويؤكد الموقع أن الممثل كلوني ذهب إلى هناك ومثل فيلم قصير عن جرائم الإبادة وقد حُسب عليه وكأن الإنتاج لهذا الفيلم لم يتم له الإعداد جيداً حيث لم يحبك ليقنع المشاهد البسيط ، فمشهد الشخص الميت والآخر الجريح في مناطق متوترة ليس بالمادة القوية وهي موجودة في شوارع واشنطن والأحياء المختلفة حيث تكثر الجرائم ، ثم إن كل الأطفال الذين ظهروا في الفيلم صحتهم جيدة ، بل حتى الرجال والنساء بل دخلت لقطات رقص وبعض من ظهروا كانوا مبتسمين ، أما النساء والأطفال فبالتأكيد لم يكونوا يعرفون اللغة الانجليزية ليحملوا تلك اللافتات المطالبة بفرض حظر جوى وأخذ الرئيس البشير للجنائية ، وإشارة من ذات الممثل لخدش في صخرة إلى أنها بسبب طلقات باهته ولا تحمل معنى في ظل توتر المنطقة ، والحوار الذي حاول أن يظهر أن العرب يريدون ابادتهم وأن المتمردون كانوا يلبسوا زيا عسكريا ويحملون السلاح.
ثم تأتي معلومات مؤكده أنه تم استخدام أقمار صناعية لمساعدة الحركات المتمردة بعد أن ضعف موقفها مؤخراً لتلوذ بدولة جنوب السودان وكان الوسيلة المستخدمة تساعد في الآتي:
1- تخبرهم صور القمر الصناعي بأماكن تواجد الجيش السوداني لتجاوزه وتقليل الخسائر في المجموعات المتباعدة والمتحركة بسرعة على عربات لانكروزر
2- تخبر مجموعات العربات أفضل الطرق المناسبة لها من غرب السودان حتى داخل حدود دولة جنوب السودان
3- تخبرهم بمناطق القرى في الطريق
وهي القرى التي يتزودوا منها عنوة بالماء والغذاء والوقود وووو خلافه
وأسئلة تفرض نفسها:
1- أي قمر صناعي ساهم في هذا العمل الذي مكن مجموعات كبيرة تعتدى على العزل والأبرياء في  القرى الفقيرة لتقتات وتنهب ؟
2- هل لقمر كلوني صلة بالموضوع ؟ وإى قمر يقدم خدماته مجاناً للمتمرديمن لينتهكوا ويدمروا؟
3- هل مثل هذه الأعمال والانتهاكات تلقى قبولاً من أمثال كلوني مقابل ما تقوم به لمعارضة عمر البشير ؟
4- أين المشروع الصهيوني بتجزئة السودان من دعم كلوني ورصده مثل هذه الخدمات والأموال والتسويق.
5- هل الغاية (القبض على عمر البشير) تبرر الوسيلة (قتل الأبرياء ونهب القرى وبث الذعر بين الناس وزعزعة الأمن وإفراغ تلك المناطق من أهلها) ؟
6- واسئلة وردت بموقع عشتار: " لماذا لم يذهب كلوني الى فلسطين المحتلة ليرى الذين ازاحوا العرب بالمذابح والترهيب والقصف الحقيقي واخذوا اراضيهم؟ (كما فعل بعض الساسة وأعضاء برلمانيين أوربيين وأمريكيين) من أجل الحبكة لا أكثر !!
اذا كان هناك نزاع داخلي مسلح في السودان، لماذا تقف مع طرف ضد الآخر؟ (من باب السعي للحل)
لماذا تبدو لي مرتاحا ومبتسما وكأنك ذاهب في نزهة خلوية ورحلة سفاري وليس لمشاهدة مذبحة وإبادة في الفيلم؟ "
7- هل السياسة المعروفة بإفراغ المناطق الغنية بالثروات الطبيعية والتي تتبعها أمريكا وذيلها اسرائيل تعنى أن مناطق النزاع السوداني هي أراضي خصبة وبها ثروات كبية يسيل لها لعاب أمريكا ومن شايعها المصلحة ؟
8- هل يعنى كل هذا أن الأمر كله يتلخص في نهب الثروات تحت ذرائع وأسباب ملفقه بروباقندا إعلامية تصرف الناس عن الحقائق الأساسية في هذه المناطق ؟
9- هل هذا يعني أن الاقتتال الذي يجري والصراعات التي دمرت الحياة في السودان شكل من أشكال الاستعمار الجديد ، يتم استخدام أهله فيه بدلاً عن لمستعمر القديم ؟
10- هل الحكومة والحركات المتمردة تعلم هذه السيناريوهات ؟
11- هل سعت للتحقق منها أم تعاملت مع الوقائع مباشرة بالفعل ورد الفعل ؟
12- هل سينجح المخطط أن سينتبه أهل الوطن الواحد لما يحاك بهم ؟
ويقول المفكر المعروف منير شفيق : لأمريكا واسرائيل خطة أكبر من الخطط الموجودة لأمريكا نفسها وهذه الخطة مقرها الولايات المتحدة وتهدف بشكل أساسي لتمزيق السودان ؟
لم يقل لماذا ؟ لأسباب عقدية أم اقتصادية أم حرب مصالح ؟ أم أم .. يا ترى لماذا ؟؟

أحمد عبدالعزيز
باحث في الإعلام والرأي العام

ahmed karuri [ahmedkaruri@gmail.com]

 

آراء