شراكه فى الغباء والتهور السياسى … بقلم: سعيد عبدالله سعيد شاهين

 


 

 

waladasia@hotmail.com

كنـــــدا       تـورنتو

     إنطبق على السودان مثلهم المتداول بينهم ( رضينا بالهم والهم ما راضى بينا)

والهم هنا هو الشتات السياسى  المتوفر بشده من قبل الأحزاب السياسيه فى كيفية إدارة العمل السياسى من خلال مشاكسات الشريكين (المؤتمر الوطنى والحركه الشعبيه) حيث طغت سياسة (المديده حرقتنى) أو ما يعرف بإستراتيجية فرق تسد ، وهذا ناتج لخواء برامج الأحزاب لما يشبع تطلعات الجماهير نحو البديل الأقوى ، وزاد الأمر سوء اتساع دائرة الإنشقاقات الحزبيه وتضارب المصالح بإختلافها فى قيادات الأحزاب مما أصاب جماهيرهم بحاله من التكلس والحيره فى فهم ما يدور بل والإحباط فى وجود قياده فاعله تستحق المسانده وشبه الإجماع الشعبى حولها ببساطه تتسآءل القاعده الشعبيه فى كيفية إمكانية حكم حزب ما للبلاد وهو لا يستطيع حكم والتحكم فى وحدته الداخليه؟ بل ربما وصلت هذه القناعه للقيادات الحزبيه نفسها وإقتناعها ذاتيا بوجود ( جدار عازل) بينها وبين قواعدها لهذا تلجأ لمبررارت تتهرب بها من إستحقاقات الإنتخابات القادمه ، فمن واقع تجربتى إكتوبر وأبريل ، لم ينتظر الناس ما يسمى التحول الديمقراطى إنما فرضت إرادتها بأمل أن تكون القيادات الحزبيه وقتها فى مواقع متقدمه لطموحات قواعدها ، وأضاعت القيادات نفسها الفرصة مرتين ولم تستوعب الدرس ، وحتى التجمع الديمقراطى كان نوعا من الأمل سرعان ما تلاشى ببروز صراعات لا تمت لمصالح الجماهير الحقيقيه بصله ،وتم تدمير الأمل المرتجى بأيديهم  ونكثوا غزلهم ، وعادوا (ليسمدوا) شجرة النظام بدلا من إجتثاثه من جذوره!؟

   والهم الأكبر هو ما يمكن أن نسميه الفك المفترس ، وهنا يجدر مع فائق الإحترام للسيد الفريق سلفاكير أن نصحح قوله حول الأسنان واللسان الذى شبه به وضعهم مع شريكهم فى (التحكم) فى أمر السودان ، نقول الصحيح أن الفك وهو مكون من أسنان أعلى وأسفل الفم هو الذى يقوم بطحن ما يقع بينهما ، وهو هنا مجموع شعب السودان ، فهم شركاء فى الحكم  وفى توزيع الثروه بينهما ، والسلطه بنسب أتفق عليها بكامل الوعى والطوع ، أما الإتفاق الغير مدون (كل) واحد يجب أن يلعب داخل ملعبه ، وعندما سخنت المباراة ،تحول اللعب الى دافورى، وهنا كانت أكبر تجليات الغباء والتهور السياسى ، وأصبحت الإتفاقيه (حائط المبكى) يلجأ لها عند اللزوم وحسب المصلحه الآنيه ، وبإختصار شديد اقول إن حصاد ما بعد إتفاق نيفاشا هو النجاح بإمتياز لشراكه

فى الغباء والتهور السياسى وإضاعتهما لفرصة تاريخيه لبناء سودان جديد ربما كان يختصر العمل السياسى بينهما كأحزاب اغلبيه بديلا لأحزاب الشتات فليراجع الجميع حجم العمل الضخم لما أنجز فى الفتره السابقه وما كان يمكن أن ينجز؟؟؟؟ وما زال للأمل فسحه من الوقت ، وهذا لا يعنى ترسيخ للشموليه ولكن عتبه لمصلحة سودان مستقبل واعد متوحد بدلا من (كان هناك سودان) ومعتوه من يحمل الشريكين مسؤلية ما سيحدث لما فى القوسين ، لأن السكران والمجنون لا حرج عليه والسكره والجنون هنا هما من إرتداد مفعول السلطه والتحكم . والأسوأ هو ترك الحبل على القارب لهما .

يعنى بصراحه المسؤليه تقع على ولى الأمر ، والمصيبه إن الولى المفترض محتاج لولى  ونسأل الله فى هذا الشهر المبارك أن يقيل العثره اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف .

 

آراء