شعب واحد .. جيش واحد ..!!

 


 

 

مناظير

drzoheirali@yahoo.com



* حسنا فعل الجيش السودانى برفضه تسلم المذكرة التى رفعها اليه (حزب التحرير، فرع السودان) يوم أمس والتى تضمنت عددا من الأفكار الغريبة عن الشعب السودانى الذى ما عرف يوما بتطرفه وكرهه للآخر وغلوه فى الخصومة ..!!

* والحزب الذى يأتى معظم تمويله من الخارج تحت بصر وسمع القانون الذى يعتبر  الحصول على تمويل من الخارج جريمة كبرى، يحرض الجيش على شن الحرب على الجنوبيين الكفرة واستعادة الجنوب بالقوة ..إلخ، حسب المذكرة التى وزعها بالأمس على الصحفيين، والتى يتحدث فيها عن ( أرض اسلامية خراجية ) وكأنه خليفة الله فى الأرض بدليل الاية التى ختم بها مذكرته الغريبة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"، أو كأن الجيش السودانى ( جيش الشعب السودانى العظيم) مجموعة من الرعايا أو الرعاع تأتمر بأمره، بل قطيع من الاغنام يهش عليه بعصاه، وحاشا الجيش السودانى أن يكون كذلك، او أن يأتمر بأمر مجموعة من المتطرفين أعمى الله أبصارهم وقلوبهم عن رؤية حتى القيم الرفيعة للدين الحنيف الذى يزعمون الانتماء اليه والدفاع عنه، وعلى رأسها احترام التنوع الذى هو أحد سنن الله فى الأرض ( جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) ..إلخ.
* وليت المذكرة التى رفعها حزب (التحرير) كانت خالصة للوطن ووحدته كما يصورها هذا الحزب الأجنبى المدلل، ولكنها جاءت فى سياق مطالبته بعودة الخلافة التركية لحكم الدول الاسلامية فى ذكرى مرور مائة عام على انتهائها .. تلك الخلافة التى عانت منها الشعوب الاسلامية ايما معاناة ولنا معها فى السودان تجربة مرة أدت الى قيام الثورة الشعبية التى قادها الإمام الشهيد محمد أحمد المهدى وأفسدها خليفته عبدالله التعايشى الذى كرهه الشعب السودانى بكامله قبل ان يضع الجنرال الانجليزى كتشنر حدا لحكمه فى نهاية القرن التاسع عشر ( وارجو ان نعيد قراءة التاريخ بشكل صحيح بدلا عن الأوهام التى أجبرنا على تصديقها ) ..!!
* باختصار فان حزب (التحرير) يحاول أن يخدعنا بأنه يدعو الى وحدة البلاد وتأييد الجيش بينما هو فى حقيقة الأمر يدعو الى عودة المستعمرالتركى للبلاد، وإلا فلماذا ربط الحزب بين تأييده للجيش وبين ذكرى مرور مائة عام على انتهاء الخلافة الاسلامية، والاسلام برئ منها ومنهم ؟!
* لقد سئمنا من خداع البعض وتمسحهم بالدين ورفع شعار ( الاسلام هو الحل) من اجل خداعنا للسيطرة على الحكم ، فمن أراد ان يحكم باسم ذلك الشعارعليه ان يرينا كيف سيحل مشكلة التنمية ومشكلة غلاء الاسعار ومشكلة المواصلات ومشكلة العلاج ومشكلة الكهرباء قبل ان يرفع شعارات هو اول من سيتخلى عنها ويلقى بها جانبا عندما يصل الى الحكم، اما  الجيش السودانى فهو جيش هذا الشعب العظيم ، كما عودنا دائما ، وليس جيش احد أو جماعة او ملة ليأتمر بأمرها، وعلى كل من يشك او يشكك فى ذلك .. أن ينتظر حتى  يرى بعينيه..!!
الاخبار، 13 يونيو 2011

 

آراء