شكراً البشير لم تخذلنا فأنت كما نتوقع دائماً

 


 

 

المخلوع يركل نفسه الركلة الأخيرة حيث احط منازل التاريخ، و بئس المصير..

اتت للرجل فُرص، و بسطت له الاقدار كفي المجد، و الزعامة، لكنه ذو إمكانيات محدودة، و مواهب معدومة في كل شيئ سوى الرقص، و المجون.

في كل ازمات السودان كان كل الشعب ينتظر خطاباته بلهفة الحائر، و ترقب التائه، ليقول الحقيقة، و ينتصر لذاته قبل الآخرين، لكنه هيهات، آخرها خطاب الوثبة، ثم خطاب القصر الاخير، حيث كانت امامه فرصة اخيرة للنجاة.

بالامس ايقنت تماماً ان هذا الرجل مريض، غير سوي، معطوب الدماغ.

من من الشعب السوداني لا يعرف حقيقة 30 يونيو، و ذلك بإعتراف عراب الحركة الإسلامية حسن الترابي، و معظم قادة الحركة.

اعتقد بالامس لو ان المخلوع قال الحقيقة المجردة لتغيّرت صور كثيرة، و لنال بعض الإحترام، و سيجد إستحسان من الشعب السوداني الذي يعرف الحقيقة بإعترافه، او عدمه.

كان عليه ان يقول ان هذا الإنقلاب دبرته الحركة الإسلامية، و انا كعضو في هذا التنظيم اتوا بي لأقرأ البيان، و لا علم لي بالتخطيط، او التنفيذ إلا في ساعاته الاخيرة، و من هنا اعتذر للشعب السوداني عن مشاركتي، و عن ايّ إخفاق قد حدث، و ها انا اتحمل المسؤلية كاملةً.

انا شخصياً كنت سأقبل إعتذاره، و استحسن موقفه، لأن الإعتراف بالخطأ، و قول الحقيقة المجردة لهو شجاعة، و رجولة، لا ينقصنا هذا ،او يزيدنا فالرجل تخطى السبعين.

نعم الحقيقة كل الضباط في مجلس قيادة الثورة كانوا عبارة عن كومبارس عدى ابراهيم شمس الدين، اما عصب الإنقلاب، فهم المدنيين في التخطيط، و التنفيذ.

كذب حين قال هذا امر عسكري، فالامر كله بيد المدنيين، حتي البيان لم يُسجل في وحدة عسكرية فكان في منظمة الدعوة الإسلامية.

حكى لي صديق شهادته في ايام الإنقلاب الاولى، و هو طالب بإحدى كليات جامعة الخرطوم، و قد إعترضت الحافلة التي تقله من السوق الشعبي الخرطوم ليلاً الي بحري دورية، فأقسم ان من قام بتفتيش الحافلة عميد الكلية التي يدرس بها، وهو بزي عسكري، و يحمل بندقية، و في اليوم التالي شاهده في الكلية يؤدي عمله، و كأن شيئاً لم يكن.

شهادة في خيابة المخلوع..

أُحلت الي التقاعد في الرابع من مارس 1999 عندما حدثت المفاصلة الشهيرة كنت خارج الخدمة، حيث كانت في اواخر العام، يومها تناولت وجبة إفطار رمضان خارج المنزل، فعند عودتي وجدت الجميع امام التلفزيون ينتظرون خطاباً للبشير، فقبل ان يطل علي الشاشة إتصلت بضابط برتبة كبيرة صديق عملت معه في السابق، و هو بالخدمة في ذلك الوقت، لأعرف ما الامر.

كان صديقي لا يعلم شيئاً كما الجميع، في هذه الاثناء ظهر المخلوع علي الشاشة فقلت لصديقي ها هو قد بدأ خطابه.

قال لي : لابس شنو؟

قلت له جلابية، و عمة.

قال لي : “ سيبك منو دا لو$$$$$ي ساي” أللهم اني صائم..

نعم البشير رجل غير سوي وهذا تترجمه الثلاثين العِجاف حيث تقف شاهدة علي اسوأ الحقب في تاريخ السودان.

إن تحدثنا عن القوات المسلحة فقط، وما حدث فيها من خراب، و دمار كفيل بأن نعلقه علي حبل المشنقة في اليوم الف مرة، و ما ادراك ما المليشيات التي إبتلعن الدولة، و الجيش الذي يؤدي رئيس اركانه التحية العسكرية الي زعيم مليشيا لا يجيد القراءة، او الكتابة.

بالامس اقاموا له مؤتمراً صحفياً، و امامه عشرات المايكرفونات، ليمعن في الكذب، و الضلال، ولا يبالي، وهو علي عتبات القبر.

كسرة..

المخلوع شاف اخوانو دقو ياي، و نكرو حطب، شالتو الهاشمية قال عمل الإنقلاب لوحده، و الغريبة إعترف بمشاركة الاموات، و انكر مشاركة الاحياء في واحدة من انجس، و احط المواقف، التي تشبه الكيزان في الوضاعة، و الوطوء..

كسرة، و نص..

إعتراف المخلوع ذكرني بقصة الرجل المزواج، و الذي تزوج معظم نساء بلدته، فسألته إحداهن الي اين ذاهب، قال : الي السوق لشراء سروال.. قالت له سروال شنو البتشتريهو في الحلة دي منو الما شافك عريان.

كسرة، و تلاتة ارباع..

لو فاكر الإعتراف دا سروال ستُداري به العورات، فالجميع لقد رآك في الثلاثين عارياً كما ولدتك امك، كذباً، و نفاقا، و ضلالاً حد الفجور.

تذكروا القبر، و التاريخ، قولوا الحقيقة التي يعلمها القاصي، قبل الداني، إعترفوا بما إرتكبتم من حماقات قبل ان ترحلوا ..بالبلدي “ موتوا و إنتو رجال” إن كان بينكم رجلاً، و اشك في ذلك.

ايها المخلوع انت اوضع من الوضاعة، و احط من الإنحطاط، فلم تخذلنا ابداً حيث وضعناك.

 

آراء