شندي…لا زال في جوفها اللهب

 


 

 

==============
د.فراج الشيخ الفزاري
========
ولن تركع لأحد ابدا..من أين جاء ، هذا الغازي, أو ذهب....وواهم من يعتقد أن دخول شندي عابثا بأمنها واستقرارها،هي لعبة أو نزهة كما دخلوا غيرها من المدن..فقد دخلها من قبل ( الباشا) صباحا، بخيله وعتاده وخيلائه ، فقبر بها مساءا ، ولا زال رماد رفاته وومن معه تحت الثري تهيجه الرياح وتعبث به وتبثه في وجه كل من جاء بعده غازيا من السابلة أو القابلة.
مدينة الابطال الصناديد ...لايزال في احشائها اللهب لمن يعبث بخصلات شعرها..وفي جوفها السموم والغضب لمن يقرب صدرها.. الموت الزوؤم لمن يحاول هتك سترها وتدنيس شرفها ، لو بكلمة شاردة..فرجال شندي غير عن كل الرجال... ونساء شندي غير عن كل النساء ..و أطفال شندي غير عن كل الأطفال... حتي مجانينها و
دراويشها، يستفيقون عنوة من جذبة الوجد عندما تغزو الكلاب عرينها ..
هي شندي...في تفردها..مدينة النخوة والهمة والجمال. كريمة الخصال ، حنينة ومفتوحة الذراعين في استقبال من يطلب ودها والعيش الكريم في ربوعها.. فقد سكنها الأغراب من الكجر والغجر..ومن الصحراء والنهر..و..البحر ،وغيرهم كثر..فعاشوا فيها عزازا مكرمين إخوانا..ما داموا حافظين للود والاستقامة..ولكنها سيل جارف... ور يح عاتية،تقتلع الجذور،وسموم قاتلة لمن تجاوز الحدود و نكث العهود غير المكتوبة أو مس كرامة أهلها الطيبين.
اكتب ، كل ذلك ، مذكرا من نسي ، أو متناسيا، مدينة شندي وعظمتها وعظمة أهلها وبأسهم في المحن عبر تأريخهم المجيد....اكتب ذلك ، وفي الخاطر ما يعكره ويكدره بما نقرأ ، هذه الأيام، في وسائل التواصل الاجتماعي، عن غزو وشيك قد تقوم به بعض الفصائل المتمردة لمدينة شندي..وهو غزو مقصود لكسر كبرياء هذه المدينة العظيمة.. و في عمري فتلك مغامرة فاشلة و محفوفة المخاطر و لن تنجح أبدا.. فالذي يغزو للسلب والنهب..ليس كالذي يدافع عن النفس والعرض..فلا خوف علي شندي ولا علي أهلها الكرام المكرمين..ولن يضير
أرضنا الطاهره في شيء ان تقبر في اديمها تلك الجثامين للهالكين المعتدين من أين جاءوا أو ذهبوا ..لا
فرق..فالأرض تحفظها
عظة و عبرة لكل الغزاة الطغاة الفاشلين.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
//////////////////////////

 

آراء