شنْقَلة الرَّيكَة..!

 


 

 

 


خط الاستواء
أهم الإشارات الصادِرة من القصر، غداة تعيين الفريق بكري حسن صالح رئيساً للوزراء، أن الحكومة، قلبت ظهر المِجن للتنظيم الدولي بعد تجربة ساحِقة ماحِقة على جسد هذا السودان.
أكدت الرئاسة، من خلال ذلك الاختيار ، أن عناصر التنظيم لم تعد ذات فائِدة للنظام. كما أن ذلك الاختيار، حمل رسالة تحتوي على زُهد البشير في الرئاسة، إذ كان ينتظر تسليم المفاتيح لرفيق سلاحٍ لا يخون، ولا يكون مثل أولئك البيّاعِين، الذين باعوا شيخهم، في قارعة الطريق.
أبدى الاخوان، ترحيبا اضطرارياً باختيار الفريق بكري، كيف لا، ومن المرجح أن يعيد سيادته قضايا كثيرة إلى سوح المحاكم... ليست الأقطان وحدها، ولا حدّوتة محمّد حاتِم دون غيرها، بل ربما تتداعى المسألة، فيُقاوَم (التجنيب) بالمحاسبة، ويُكافَح (التحلل) بـ (السّرْبَقة)، ويتعرّض فقه السُّترة، لكشف العورة..!
اختيار الفريق بكري، ينقل الخرطوم إلى عهد جديد، ضمن حلف شرق أوسطي، تحت رعاية أمريكية وتمويل خليجي.. سيعكف ذلك الحِلف على تنظيف المنطقة من التطرف، ويقطع الطريق أمام التمدد الإيراني الصيني في المنطقة.
المُختار ــ الفريق بكري ــ يعرف خبايا وأسرار اخوانه، ولا يغيب عن وعيه أن بعض مؤيديه داخل الحزب، ذوي عمائم مزركشة بألوان الفصول،، تارةً يأتونه بعبلٍ أزرق، وتارة بالعِنّابي، وتارةً بلون زينب..!
شأنهم في ذلك شأن المُدسترين، في مشيخات الزار..!
هل يعلم سعادة الفريق، أن هؤلاء يجيدون بيعَ حبيبهم، في أقرب لفّة؟
هذه هي الحقيقة.. لكن هذا المُختار، ليس له إلا أن يستبقيهم بجانبه، لأن الإنقاذ في هذه المرحلة، وبعد الذي جرى من هبرات، لا تستطيع استحصادَ مؤيدين من خارج الصندوق،، مالم يفعل سعادة الفريق بكري شيئاً خارِقاً، و اختراقاً هائلاً، في برنامج إصلاح الدولة.
ما لم يُفاقِم سعادة الفريق خطوات الاصلاح عليهم، فإن بعض الدقون ستتطاول وتدعِّم تسلُّقها بصوت ضارِس، وبمعارك انصرافية، كالتي شهدناها مؤخراً، في شَعبَنة زواج التراضي.
فضلاً عن أن بقايا الفلول، لم يزل لها حضور، وبإمكانها أن تهرف بالهُتاف القديم، الذي لا يتناسب مع مناخ رفع العقوبات عن كاهل السودان.
ما حدث في فاتحة هذا الصيف ، يؤكد أن النخبة العسكرية الحاكمة في الخرطوم، أذكى بما لا يُقاس، من رصيفتها المِصرية، التي لجأت إلى أبغض الحلال مع جماعة مُرسي، في حين تمكن أصحاب السعادة هُنا، مِن (شنْقَلَة الرَّيكَة) على أهل التمكين، دون أن يتركوا لأحدٍ منهم التذرُّع، بأن سعادة الفريق، ليس حركة إسلامية!
هذه هي الحقيقة..هناك مصاعب في طريق الفريق بكري.. أولى المصاعب، أنه لن يتمكن بسهولة، مِن تجفيف منابع التنظيم المالية، لكنه قد يُحرِز أهدافاً إذا ما استعادَ بعضاً ممّا سُلِب، أو شيئاً يسيراً، ممّا تم التفحِيط به إلى خارج القُطر.. ثاني المصاعب، أن الفريق، ستتمِ مُحاصَرته بشَبكة ــ طبقة ــ لا يهمهما وطن ولا دين، ولها قدرات لوجستية على أن تكون بِطانة باطِنة، ترتكز على ما يمكن أن يسمى بشرعية حوار الوثبة. الفريق بكري في تجربته المثيرة هذه، قد يضطر إلى اعتماد لفيف من هؤلاء المُتدثرين في تشكيلته الوزارية، مع علمه التام، بأنهم لن يسكتوا....!!
أقول قولي هذا واستغفِر الله لي، ولكم.

 

آراء