صحافة (تكسف)

 


 

كمال الهدي
25 July, 2022

 

تأمُلات
. صحيفة مريخية تصف اعتذار الهلال عن أداء مباراة تجميل القُبح في الجنينة بالخوف من مواجهة المريخ!

. وزميل (سطحي) يعيد ذات الكلام ويختزل الأمر في الخوف وكأن الفريقين سيلتقيان لأول مرة في تاريخهما.

. منتهى السطحية والجهل والتبسيط، والمؤسف أن مثل هذا الغثاء يجد صداه لدى بعض البسطاء من جماهير المريخ ليتركوا الموقف الأخلاقي جانباً متوهمين أن الهلال اعتذر لأنه يخشى الهزيمة حقيقة.

. الموقف ليس بهذه البساطة، فلجنة التطبيع الهلالية واجهت ضغوطاً هائلة ولم تجد أمامها أي خيار سوى الاعتذار عن مباراة أُتخذ لها السلام ستاراً، لكنها في حقيقة الأمر ستدعم القتلة والمجرمين إن قُدر لها أن تُلعب.

. صحيح أن إدارة الهلال تذرعت بحجج فنية، وهذا لم يحظ برضى الكثير من الأهلة، لكن الموقف أفضل من الموافقة الفورية على المشاركة في مباراة تستهدف أموراً غير المعلنة تماماً.

. ولعلم القائمين على أمر صحيفة الصدى وذلك الزميل الذي عزف على أوتار العاطفة لدى بعض (المسطحين).. لعلم هؤلاء هناك الكثير من اخوتنا المريخاب الذين يرفضون أداء مثل هذه المباراة لكن ليس بيدهم حيلة.

. وكم تمنيت أن تكتب الصحيفة عن الموقف المخزي لمجلسهم الذي وافق على الفور على أداء المباراة ضارباً بعرض الحائط كل تضحيات السودانيين الشرفاء ومتجاهلاً الأرواح العزيزة التي نفقدها كل يوم بشتى أنحاء الوطن، لكن كيف لفاقد الشيء أن يعطيه!

. استحوا علي وجوهكم وخذوا العبرة من هؤلاء الشباب الشجعان الذين يقدمون أرواحهم الغالية رخيصة من أجل موقف، بينما تصرون أنتم على نشر الجهل ودغدغة عواطف بعض (البلهاء) الذين يمكن أن يصدقوا مثل هذا الغثاء الذي تنشرونه بلا أدنى خجل.

. الموقف أخلاقي بالدرجة الأساس وليس له علاقة بمستويات فنية أو قدرة على الفوز أو خوف من الهزيمة، فبلاش (استعباط) وقولوا كلمة سواء أو أصمتوا، فأصحاب المواقف الهزيلة يُفضل أن يمارسوا فضيلة السكوت.

. والخوف كل الخوف من تراجع إدارة الهلال عن موقفها، فهناك الكثير من الحديث حول ضغوط تُمارس عليها لأداء المباراة.

. وسيكون مخجلاً جداً أن تتراجع اللجنة أمام هذه الضغوط.

. هناك من يقول أن اللجنة ستضطر لأداء المباراة خوفاً من البطش والمعاكسات.

. ولا أفهم كيف سيبطش كائن من كان ويعاكس من يديرون نادياً جماهيرياً مثل الهلال.

. إن كان موقفكم جاد وحقيقي فتأكدوا أن (الحبة ما بتجيكم) لا من حميدتي ولا من غيره لأنكم تستندون على قاعدة جماهيرية كبيرة، وهؤلاء هم من يحاول حميدتي كسب رضائهم بمثل هذه المناسبات.

. وهب أن الموقف الملتزم والجاد كلفكم مناصبكم فأين المشكلة وأنتم ترون من يصغرونكم سناً يدفعون أرواحهم كل يوم من أجل موقف لا سعياً لمنصب، مال أو جاه!!

. لا أجد لإدارة الهلال أي مبرر إن وافقت على لعب هذه المباراة، ففي ذلك عار ما بعده عار.

. قد يقول قائل " ما زمن البشير كنتوا بتلعبوا علي درع الانقاذ وأن بعض رؤساء الهلال تماهوا مع المفسدين والمجرمين وقتذاك".

. عن نفسي لم أكن أقبل بمثل ذلك وقد عبرت عن رفضي عبر عشرات المقالات وقتها لأي دعم وجده الكيزان من بعض رؤساء الهلال، لكن يظل موقف اليوم شديد الاختلاف عن السابق.

. فنحن نشهد اليوم ثورة راح ضحيتها المئات من شبابنا الغض.

. كما أن البلد بلغ مرحلة اللا عودة وصار الصمت إزاء ما يجري جريمة لا تُغتفر تحت أي ذريعة أو حجة.

. ليس معقولاً أن ندعم العصابات لكي تُحكم قبضتها على وطننا من أجل لعب ولهو في مثل هذا الظرف الدقيق.

. صحافة (تكسف) بالجد وتخليك تخجل من نفسك وأنت تنتمي لهذا الوسط.

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء