(لرئاسة السيادي عشان خطبة)

 


 

كمال الهدي
4 October, 2021

 

تآمُلات

. بدأ الكثيرون في طلب تفعيل هاشتاق يُقرأ ( الفكي للسيادي).

. وبثورية تامة ورؤية هادئة أسأل: على أي أساس قرر هؤلاء البعض فجأة أن يكون الفكي رئيساً لمجلس السيادة!!

. هل لمجرد أنه خاطب الجموع صائحاً في وجه البرهان (بالحق) ورافضاً لوصاية رئيس اللجنة الأمنية للمخلوع على هذا الشعب الأبي المظلوم، أم أن لديكم يا أهلنا مبررات أخرى!!

. لا أنكر أنني شخصياً وجدت ود الفكي رجلاً مقبولاً في الفترة الماضية.

. لم يلفت نظري أي من أعضاء السيادي ولا لجنة التفكيك سواه، ربما بسبب هدوئه ووضوحه في تناول (بعض) الأمور.

. حتى وجدي (الشعبوي) لم يجذبني كثيراً سوى في الأيام الأولى فقط، ثم سرعان ما بدا لي أنه يخاطب عواطفنا أكثر من عقولنا.

. وعشان نكون واضحين ونميز حقيقة بين حديث العاطفة والعقل لابد من اشارة إلى أنني حاولت التواصل مع وجدي بمكالمات ورسائل لم يُرد عليها.

. لم تكن تلك المحاولات طبعاً من أجل التعارف، أو التعبير عن الإعجاب بشخصية صارت مثار اهتمام الكثيرين.

. بل حدثته في تلك الرسائل عن ظلم وقع على موظف بوزارة التخطيط العمراني، وأن بحوزتي مستندات تثبت ذلك الظلم الذي طاله من لجنتهم وكيف انهم تجاهلوا استئنافه، وقلت له أنني أود أن أسمع منهم قبل الكتابة حول قصة فتح الرحمن مع لجنة التفكيك.

. وبعد أن تم تجاهل رسائلي، وقبل أن أكتب حول الموضوع سألت من زودني بهاتف وجدي فقال لي أنه لم يعد يرد على اتصالاتهم هم أنفسهم.

. ذكرت هذه الحادثة حتى يفكر الناس دائماً بتروٍ ولكيلا نبني ترشيحاتنا دائماً على حماسة هذا، أو خطب ذاك العاطفية.

. ليس لدي أي مأخذ محدد على الفكى سوى موقف المدنيين العام من زملائهم العسكر وصمتهم منذ أشهر طويلة على التغول على صلاحياتهم.

. فمن يضمن لنا أن ما سمعناه مؤخراً تحول حقيقي في المواقف وليس مجرد خطب رنانة سمعنا مثلها الكثير خلال فترة التعارك اليومي بين قحت والمجلس العسكري!!

. لم يقل الفكي وحده كلاماً ساخناً وزاجراً للبرهان، فقد نُقل عن ابراهيم الشيخ أيضاً هجومه على البرهان، فهل سينسينا ذلك حقيقة أن ابراهيم الشيخ هذا كان أول من خدع المعتصمين بهذه الأكذوبة الكبيرة!!

. الغريب أن ابراهيم الشيخ كتب عن تنازلات بالجملة قُدمت لعسكريي مجلس السيادة معاتباً البرهان علي عدم التزامهم بالوعود دون أن يكلمنا عن ما دعاهم لتقديم تلك التنازلات ومن سمح لهم بها لو كانوا فعلاً أوفياء لدماء الشهداء.

. ما يجري داخل مكاتب هذه الحكومة بشقيها لا يبعث على الاطمئنان، ولنا أن نتهيب ما هو قادم، وعلينا أن نكف عن هذا التفكير العاطفي ونحاسب مسئولينا على مواقفهم.

. فليس من المعقول أن يصمت الواحد منهم على العوج لأشهر طويلة، ويوم أن يفتح الله عليه بكلمة نسارع بالتصفيق ونظن أن كل شيء صار على ما يُرام هكذا فجأة.

. نفس ما نسمعه هذه الأيام شبعنا منه في أوقات مضت فماذا كانت النتيجة!!

. النتيجة هي أن العسكر تمددوا وصاروا أكثر جرأة، وأن الفلول استعادوا أنفاسهم وأصبحوا (أهل دار).

. في كل مجال لم تعد عودة هؤلاء الفلول مصدر غرابة.

. حتى في مجال الكرة بدأنا نسمع عن عودة قوية لمجموعة معتصم جعفر واسامة عطا المنان ورغبتهم في الترشح للإنتخابات القادمة.

. أبهذه السرعة نسينا أن هذه المجموعة (المتكوزنة) تآمرت مع شباب المؤتمر الوطني للاطاحة بدكتور شداد وقتذاك!

فكيف يُسمح لهم بالترشح مجدداً في وجود مرسوم صادق عليه المجلسان يقضي بحظر حزب (المقاطيع).

. كيف يُسمح بمثل هذا في وجود الفكي ووجدي ومناع، لو كانت هناك جدية في عزل الكيزان وطردهم من حياتنا!!

. كيف نطمئن لخطوات التفكيك ومثل هذا القطاع الشبابي الخالص يُترك لمثل هؤلاء، مع السيطرة التامة (للمقاطيع) على الإعلام المقروء والمرئي حتى يومنا هذا.

. لا ننكر أن مجموعة شداد نفسها تضم عدداً من الكيزان، ولم أكن من المؤيدين لعودة شداد على رأس مجموعته الحالية.

لكن كيف لنا أن نستبدل هذه المجموعة بعد الثورة بمجموعة أشد (كوزنة) منها!!

. من صدقوا فرية فساد شداد لا مانع عندهم من استبداله بمعتصم وأسامة ورفاقهم المتآمرين بشهادة بعض من شاركوا في تلك المؤامرة.

. عاطفتنا تجاه كياناتنا علي حساب الوطن هي سبب الكثير من الأذى الذي نعانيه.

فمن أوهمونا بفساد شداد كانوا من أكثر المستفيدين من فساد الكيزان وشاركوا في كل مؤامراتهم علي هذا الشعب.

. لست علي اتفاق مع أساليب ادارة شداد وأكره جداً أن (يكنكش) أشخاص بعينهم علي المناصب وكأن حواء السودان قد أُصيبت بالعقم، لكن ما هو مؤكد أن الفساد لم يكن في يوم من سمات هذه الشخصية المعروفة للسودانيين بعلمها واستقامتها.

. وأياً كان الوضع لن نطمئن للتغيير ما لم يجد الشباب _ الذين اشعلوا هذه الثورة وضحوا بالغالي والنفيس من أجلها_ فرصتهم الكاملة في كل مجال.

. عرجت للرياضة والإعلام لأن التفكيك يبدأ بهكذا مجالات، لا بمصادرة الأراضي والعقارات وحدها.

. ما يُحاك لنا كبيييير جداً ولن تنفع معه المواقف العاطفية.

. فقد تابعنا جميعاً عبث لقاء قاعة الصداقة ومحاولات ارباك المشهد وعودة الفلول من الباب الواسع.

. كل كوز واضح الموقف أو متدثر بثوب الثورة بان وظهر في قاعة الصداقة ويكفي أن ملصقات الحافلات التي أعلنت عن اللقاء حملت عبارات مقززة من شاكلة (غداك علينا).

. فمن الذي سمح بأن نصل لهذه المرحلة والتدني غير من نهلل لخطبهم الحماسية هذه الأيام!!

. تخيلوا معي لو أن رئيس وزراء حكومة الثورة ووزير الإعلام و (المُفككين) بدأوا بحسم ملف الإعلام، هل كان مناوي، هجو أو جبريل سيجدوا مذيعة تستضيفهم أو صحيفة تنشر كلامهم عن عدم قدرة أي كائن على عزل الإسلاميين!!

. وهل كانوا سيجرأون أصلاً علي ترديد مثل هذا الكلام الماسخ لولا هذا التساهل والتباطؤ في حسم ملف الإعلام!!

. أيعقل أن يتحدانا وزير أو مسئول في حكومة الثورة بقبول من حُظروا بقانون صادق عليه مجلس الوزراء والسيادي!!

. كيف بس يا ناس نفهم أن ينتهك وزير قانوناً سنه مجلسه!!

. ثورة السودانيين تواجه خطراً حقيقياً ونحن ما زلنا نتأرجح في المواقف كل يوم وكلمة تودينا وأخرى تجيبنا.

kamalalhidai@hotmail.com
////////////////////

 

آراء