صراع الفيلة وسحق الحشائش في حرب سباق السلطة والرئاسة وإعادة مسرحية (عائد عائد .. يانميري) !!

 


 

عمر الحويج
18 April, 2023

 

كبسولة : رقم (1)
فيك يامروي شفت : " كابلينا شادينا في الزمانه فريد " شفت كل جديد .
فيك يامروي شفت : " أربعة جيوش" 2+2 " شفت سلاحهم دبابات حديد .
فيك يامروي شفت : محاصرنك بالأجنبي المحتل وشفت عمر الخيانة بديد .
(نشرت "قبل" الطلقة الأولى)

***
كبسولة : رقم (2)
الرابع والرابع : الإنقلاب الرابع في العام الرابع للثورة ..والرابع حرب الكيزان والخونة .
الرابع والرابع : الجيش جيش السودان"الحر"وليس جيش البرهان والكيزان والخونة .
الرابع والرابع : البلد" بلدنا" والثوار أسيادها وليست بلد آل دقلو والكيزان والخونة.
( نشرت "بعد" الطلقة الأولى)
***

عائد عائد يانميري ، تذكرت مواكب هذا الهتاف وترديده من هتيفة ومحبي حكم العسكر (أيهما العائد هذه المرة .. !!؟؟ / لا أحد .. !!) الذي غطى ليلة الثاني والعشرين من شهر يوليو 1971م ، وأعقبت نهاراته ولياليه ، كما وثقها في خرائده الشعرية ، راحلنا صديقنا رحمه الله الشاعر على عبد القيوم ( أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها) ، وسبق تلك الليلة ، بنهاراتها ، حملات الإعتقالات وإعدامات المشانق لاحقاً ، التي طالت ، الشيوعيين والديمقراطيين ، والهائمين على وجوهم في الشوارع ، والمتجولين حتى في حاراتهم ، بما فيهم ذلك البرئ ، الذي أوقعه حظه في يد جهاز أمن النميري الهائج والمهتاج ليلتها ، بما فيهم صاحب (رأس النيفة) الذي جلبه لعشائه هو وأسرته الكريمة ، ولكن كانت خيبة وجبته الضائعة في زنازين سجن كوبر . وأصبح شبيه عادل إمام وعبد المنعم مدبولي ، في فيلم نحن بتوع الأتوبيس ، تذكرون تفاصيله الدراماتيكية ، وقد كتبت عن هذه الليلة ، ومأساتها الشخصية لي ، في قصتي القصيرة (الزجاجة) ، نشرتها ضمن مجموعتي القصصية " إليكم أعود وفي كفي القمر) .

وهذا ما سيتكرر ويحدث بتفاصيله ، ليلة هتافات ، عائد عائد يابرهان ، حين ينتصر زوراً بإسم جيش الشعب جنوداَ وضباطاً شرفاء ، ومن خلف تلك الهتافات وأمامها شعارات ، منتحلي النصر الزائف أولئك الذين رتبوا وخططوا لهذه الحرب الكارثية "ولترق كل الدماء ، والله أكبر -ماركتهم المسجلة-" وستستقبله ذات تلك الشخوص الغوغائية ، كما فعلت ليلة 22 يوليو ١٩٧١م . مرددة من وراء قوى الظلام ذاتها " هي لله هي لله لا للسلطة لا للجاه" . وسيعلن عن تفسه حينها ، من هو الذي رتب هذه الحرب الكارثية اللعينة ، ومن إستدرج لها بغباء قيادة الدعم السريع وقائدها الحالم هو الآخر بحكم السودان وبعدها تبدأ ، مسيرة نحن بتوع الاوتوبيس مع عادل إمام وعبد المنعم مدبولي ، وأشعار الراحل صديقنا على عبد القيوم ، التي تغنى بها هرمنا الراحل محمد وردي ، والتي سأوصي بها لاحقاً ، صحبة راكب ، لحفظها عن ظهر قلب ، للذين كانوا سبباُ في كل ما يجري أمامنا ، من سفك للدماء ، التي لانعلم ، متى يتوقف جريانها وسط الأبرياء .

وفي جانب هذه المعركة العبثية المدمرة المنحصرة بين حالمين بالسلطة و(في توجهات المتَّحارِّبين وباردتيهما يخوضانها بطريقة ( عليّ وعلى أعدائي) ، أيضاً ذات الهتاف عائد ..عائد يا حميدتي ، إذا إنتصر (لا قدر الله) ، وكلاهما لن يخلوا من هتيفته ومسانديه وسدنته ، ودائماً تفاصيل"بتوع الاوتوبيس" واردة ، ومحفوظة في عقلية المنتصر الإستبدادية ، فالمعركة هي أصلاً لم تكن وطنية لأجل حل قضايا الوطن المنكوب ، إنما هي لأجل حلم الرئاسة ، الأول بحلم أبيه والثاني بحلم بناء أمبراطورية الثروة والمال .

وأود هنا أن أُوصي وأنصح نصيحة لوجه الله ، خوفاً وحرصاً على رفاقنا في الثورة ، وأعني بتوجيه الوصية ، إلى رفاقنا ، نجوم فضائيات إتفاق الإطاري ، مقطوع الطاري ، وأقول لهم ، أن جهزوا وأحفظوا عن ظهر قلب ، قصيدة شاعرنا ( أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها) كما قلت ، وأقولها ثانية ، ونحن رفاق الشهداء ، كما في ذات النشيد ، وذلك حتى يتحسبوا لها ، فهم ليسوا ذوي تجربة في المحكات القاسية "واسأل مجرب ولا تسأل إطاري) فسيأتونها ويحتاجونها عند طلب الثبات ، وحتماً سيكونون هم أول المعنيين بالهجمة المضادة ، ثم يلحق بهم الأخرين أياً كانوا أو من أي فج عميق أتوا ، وسيعينهم هذا النشيد ، إذا رغبوا أن يعاودوا النضال المر ويواصلوه ، وأرجو أن يكون ذاك النوع الدؤوب من النضال في فرصتهم الوطنية الثانية ، وليست الرخوة كما في الفرصة الأولى ، وهذا إن استطعتم وصبرتم عليه ، دون إستعجال التحكر على الكرسي الدوار ، الذي أفقدكم وأفقد البلاد والشعب والثورة ، بل تعطيلها "إلى حين" الدولة الوطنية الديمقراطية والمدنياااااو ، كاملة الدسم والثورة مستمرة والردة مستحيلة.

وبعدها أعود وأقول لجيشنا ، صاحب تاريخ ألثبات والنصوع ، محل فخرنا وأعتزازنا ، وأذكِّرهم أعني جيشنا الحاضر بموتهم القادم مجانياً ، أذكِّرهم بصناديدهم ورجالهم الشرفاء ، عبد الفضيل الماظ الذي هدًوا عليه ومدفعه ساتره الجداري ، وهو يرسل قذائفه الحارقة ، إلى العدو الإستعماري ، دفاعاً عن بلده وأبناء شعبه ، كما أذكِّرهم ، بالشهيد هاشم العطا الذي رفض إستخدام سلاح الطيران لكسب معركته الإنقلابية ، وفضل الإستشهاد مع إنقلابه ، على القتل العشوائي لأبناء شعبه (واللبيب منكم جندنا بالإشارة يفهم) وطائراتكم بأمر قيادتكم الكيزانية ، تحلق فوق رؤوس أبناء شعبكم لتقتلهم ، ألم أقل لكم أنها حرب ، عليّ وعلى أعدائي .

واستطرد وأقول لأبناء جيشنا ، إنتبهو إلى تسلل كتائب ظل الفلول ودفاعهم الشعبي ، هذا إن لم يكونوا قد تسللوا مسبقاً وبدأوا الطلقة الأولى ..!! . راقبوهم داخل صفوفكم حتى لا يشوهوا تاريخكم ، المشوه أصلاً ، بقبولكم حكم اللجنة الأمنية . وأقول لكم إلى متى ، يستخدمكم ، الشر والإستبداد ، وذوي عقد الأعماق النفسية العميقة ، داخل نفوس ، ضغاة ومستبدي قياداتكم العسكرية ، منذ أول انقلابهم وأول رئيسهم ، الذين تعلقوا برئاسة أحلام أبائهم ، والسابق منهم كبيرهم عبود ، الذي أراد أن يختم حياته بمأثرة الرئاسة ، والآخِّيرين "نميري والبشير" اللذين حلما بإنجاب (وريثهم) في الحكم من ذريتهم لا غيرهم ، ولكن الله لم يشأ لهم "الخِلفة" ، لذلك إنتقموا من كل من أنجب منهم وريثه من صلبه ، وخاصة أولئك الذين جاءت ذريتهم ، مخالفة لرغبتهم ولشروطهم ، وجاءت حفدتهم اللاحقة ، من الذرية الصالحة الثورية من الجيل"الراكب رأس" الذين زلزلوا تلك الأحلام ، في ثلاثة دورات ثورية (أكتوبر وإبريل وديسمبر) ، وقدموا أنفسهم ترياقاً لتلك الأحلام البائسة الإجرامية المدمرة للأوطان وهزموها ، ولازالوا هم ثائرون وثائرات في الطريق الشاق ، والشاقي الترام سائرون .

وسيواصل الجيل الراكب رأس هذا الأخير ثورته ، فور وقف الحرب ، أيكما إنتصر على الآخر ، أو حتى لو توافقتما وتصالحتما ضده .
والثورة مستمرة .
والردة مستحيلة .
مهما طال السفر .

omeralhiwaig441@gmail.com

 

آراء