طلب بالتدخل الفوري

 


 

 

أطياف
صباح محمد الحسن
لأول مرة تبارح الولايات المتحدة الأمريكية دائرة التعاطي السياسي الفضفاض مع الأزمة السودانية وتنحو نحو الحل البديل بإسلوب جديد، و لأول مرة تتخلى عن مقولتها المستهلكة (يجب علي طرفي الصراع في السودان العودة إلى طاولة التفاوض)
ولأول مرة تسخدم القلم الأحمر من المكاتب السياسية لمخاطبة الدوائر العدلية
حيث طالبت امس الولايات المتحدة الأمريكية مجلس الأمن الدولي للتدخل لوقف الحرب فورا بإتخاذ خطوات لإنهاء الصراع المستمر في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأعربت مندوبة الولايات المتحدة، لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد عن شعورها بخيبة أمل عميقة إزاء الإدعات المفصلة في التقرير الأخير، الذي أعده فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان وطالبت غرينفيلد في البيان مجلس الأمن، أن يولي هذه المسألة المزيد من الاهتمام بإعتبارها تتعلق بالأمن والسلم الدوليين، مشيرةً إلى أن الوقت بدأ بالنفاد ويجب على مجلس الأمن أن يتحرك بشكل فوري وعاجل لتخفيف المعاناة الإنسانية، ومحاسبة الجناة، ووضع حد للصراع في السودان.
تزامن هذا الطلب مع إنهاء الأمم المتحدة لبعثة "اليونيتامس" في السودان أمس الأول
لكن في الوقت ذاته حاول الأمين العام للامم المتحدة تذكير طرفي الصراع بالعودة للتفاوض ويبدو انه يقصد تلافي قرارات مجلس الأمن وقال أنطوني غوتيرس، يجب على طرفي الصراع في السودان إلقاء السلاح والالتزام بمحادثات سلام تقود الي استئناف عملية الانتقال الديمقراطي بقيادة مدنية
وهنا يذكر غوتيريش بالفرصة الأخيرة للتفاوض وان الأبواب مازالت مفتوحة
ومخاطبة الولايات المتحدة لمجلس الأمن هي دعوة صريحة للتدخل واستخدام المجلس لأدواته ان كان للفصل السابع او دخول قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة يصدر قرارها المجلس، أو بقرارات تحد من المد الإخواني في السودان .
لكن يبقى دخول قوات دولية هو الأقرب لإنهاء الصراع لطالما أن أمريكا تريد تدخلا عاجلا وفوري وهنا يبقى الخيار بيد قيادة الجيش اما الإنخراط في عملية تفاوض تسبق صدور القرار أو أنها تكون أول المباركين للخطوة بتعنتها.
والتصويت على البند السابع لأول مرة يكون فيه إستخدام حق الفيتو ضد التدخل من قبل روسيا والصين ضعيفا وقد لاتعترضا على الخطوة لعدة اسباب
أولها : عدم وجود دولة وحكومة معترف بها يمكن أن تضع روسيا أو الصين يدها عليها لتشد من ازرها كما فعلت مع حكومة البشير
ثانيا : أن القرار يأتي هذه المرة لأسباب مختلفة عن ماسبق أي انه ليس قرار سياسي وإنما قرار يتعلق بحقوق الإنسان ليجنب المواطنين من خطر قوتين تسببتا في جرائم إنسانية وجرائم حرب و وضعت المواطن على كفتي ميزان (الموت والجوع) كل يوم ترجح واحدة على الأخرى
ثالثا : لأول مرة يتفق المجتمع الدولي والاقليمي على بناء دولة سودان جديد
وهذا يعني ان روسيا والصين لن تفوت الفرصة لإعادة النظر في علاقتها وفتح صفحة أخرى مع الدولة الجديدة قائمة على الاحترام والمصالح المشتركة
وهنا يتحرك السؤال من المنطقة الرملية المتحركة للإحتمال ويقف على أرض أكثر ثباتا، كم تبقى من الوقت لهذا القرار وهل رمضان المبارك الذي كان بداية للحرب ستكتب أيامه نهايتها !!
طيف أخير:
#لا_للحرب
وصلت أمس الي بورتسودان 7600 طن من القمح تبرعت بها اوكرانيا للسودان،
يذكر أن حكومة الانقلابيين صوتت بالإمتناع علي قرار إدانة عدوان روسيا عليها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2022 !!
الجريدة

 

آراء