عار عليك ما فعلت عظيم يا أردول

 


 

عمر البشاري
13 October, 2022

 

كلام أردول بتاع (العدو بتاعنا ما الجيش ولا الأمن ولا الشرطة ولا الدعم السريع العدو بتاعنا القوى السياسية الرافضة للتوافق الوطني ....)
كلام جميل ولكن ظاهرة يتناقض وباطنه وهذا هو لب الأزمة السياسية في السودان وفي كلمة هو (النفاق وعدم الاتساق في الخطاب السياسي وعدم احترام عقول المخاطبين)
ظاهره انه يجب أن تتم ممارسة السياسة بالأحزاب وإبعادها من الاستثمار في حشر القوى الأمنية والقبلية والطائفية في السياسة...وهذا مطلوب متفق عليه ولا خلاف حوله..والاتفاق أو الاختلاف وحل الخلافات السياسية بالوسائل السياسية.
ولكن هو وجماعة الموز خرقوا هذه القاعدة عندما ظاهروا الجيش والدعم في الإطاحة بشراكة الوثيقة الدستورية... في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١
و هو باطنه الذي يناقض ظاهرة...الذي وصفناه بالنفاق..
وهذا الكلام يمكن قبوله وتسويقه من أردول لو انهم اتبعوا الوسائل السلمية من التظاهر والاعتصام والضغط الإعلامي والتواصل مع القواعد لتعرية قحت وإثبات كل الدعاوي المتعلقة بالفساد والإقصاء وعدم الكفاءة بحقها وتجريدها من أي سند شعبي وإجبار حمدوك على حل حكومتها بضغط الشارع والرأي العام ولكنا حينها قد استسغنا كلام أردول واحترمناه أردول... ولكنه لجأ إلى الوسيلة السهلة قوة السلاح والانقلاب العسكري.. وهذا عين ما يرفضه في مضمون كلامه الذي استنتجناه .... وهنا تحضرنا ابيات لأبي الأسود الدؤلي تصف حال أردول... يقول فيها :-
يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ
هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ
وَذِي الضَّنَى كَيْمَا يَصِحَّ بِه وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا
فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى
بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ

نقلا عن صفحة عمر البشاري على الفيس

 

آراء