عاشة ياسين “وتد” من دنقلا العجوز انخلع
عواطف عبداللطيف
23 April, 2022
23 April, 2022
ما ان انتصفت ليلة العشرون من شهر رمضان الفضيل ٢٠٢٢م إلا وأسلمت عاشة يسن روحها الطاهرة لباريها بعد معاناة مع المرض وهي التي قوى عودها باكرا بمسؤليات جسام وهي ترعى بجانب اسرتها الصغيرة والدتها حبوبتنا ليلى شوقي وشقيقتها زينب المعاقة في وقت لم يكن لهذه الفئة نصيب من اهتمام المجتمعات فما بال في تلك القرية ناحية دنقلا العجوز شمال السودان .. لكن عاشة يسن استطاعت بحنكتها وحيويتها وروحها وانفاسها ان تدمج شقيقتها زينب في مفاصل الحياة اليومية وحش البلح والعواسة وفرك البامية والملوخية .. ورغم ان الشقيقتين لم يتلقيا تعليما فقد كانت مدرسة الحياة في حلة الحمنتوني ذات الالق الخاص هي مدرستهن من بيت كانور ونخلة المدينية التي اوقفها غذاء الغاشي والماشي وظلا ظليل للانس والتسامر لدكان يحي عبدالرحمن ومجلسه العامر فظل بابهم مفتوح بالكرم والانس و لم يقفل ابدا " بالكشر " ولا الضبة والمفتاح ..
في تلك الازمنة لم يكن هناك غير الخلاوي وحلقات تحفيظ القران الكريم مثلها مثل كثير من بقاع الارض لكن شقيقهن محمد ياسين كان احد العلامات البارزة في حفظ القران وتلاوته والعمل به صدقا وامانة وحيوية ما ان تذكر زاوية الدناقلة بمدينة كوستي التي انشئت العام ١٩٥٢ فترة الحكم الانجليزي الا ولمعت سيرته النضرة يوم تولى عني ومن البعد المكاني هدمها واعادة بنائها واضاءتها وفرشها هي الان معلما بارزا من خارطة كوستي مدينة الجمال ..
وعايشة يسين التي غادرت بالامس بعد ان حكمت عليها ظروف اسرتها الصغيرة بالاستقرار بالخرطوم ود دفيعة كانت احدى حكايات دنقلا وحكاماتها وحكاواتها العارفين بالانساب والسلالات وارث الاسر وتاريخها .. كثيرا ما احرص علي ملاقاتها وزيارتها فهي في اناقتها انموذج للرقي وفي حكاياتها هي الارث والتراث والتاريخ لاجدادنا وحبوباتنا وبالامس جاء الخبر بانكسار ركن عتيق ووتد تليد معطر كعود الصندل من قرية القدار التي نعشق ونحب بلاد الحضارة المؤغلة في عظم التاريخ .. عاشة ياسين صحيح انها لم تجلس ككل فتيات جيلها علي مقاعد الدرس لكنها كانت مدرسة اجتماعية ثقافية تراثية بل هي احد اركان الشورة والعقد والربط وبشلوخها التي زانت وجهها البشوش مثلت لنا " الكنداكة " في أسمى معانيها ورمزيتها .. في احد اجازاتي وفي زواج محضور كانت به صديقتنا الهولندية مارخا وبذكاءها عاشة علمت ان الخواجات هم المدافعين عن حقوق النساء ففي اثناء الحفل رفعت لي ثوبها المعطر بالمسك وكشفت لي عن ساقها وشرحت لي كيف انها كانت تحمل شقيقتي الكبرى شامة أم العريس ووقعت في " تنضب وشوك " فسال دمها ووقتها لم تعرف تلك القرى الطبيب و المشافي فتولى حكيم القرية وبصيرها تطبيبها ولازمتها العلامة البارزة في ركبتها المعطوبة .. فشرحت لمارخا القصة بلغة الاشارة إن عايشة تنتظر تعويضا بشيك دولاري .. وضحكنا كثيرا .. وما زلت ما ان اتواصل ومارخا بمدينة خورنجا بهولندا الا واعيد لها ذلك الشريط من حكاوي طيبة الذكر عاشة بت يسين التي لم تدلف للمدارس النظامية لكنها اجادت حتى التخاطب من غير الناطقين بلغتها رطانة او عربي فصيح فقط لانه من افواه كنداكة .. اللهم وسدها الباردة واسكنها الفردوس مع الصديقين والشهداء وانزل علي قبرها وقبر امي امنة كانور صديقتها وحبيبتها التي علمتنا كيف نحب خالاتنا من اسرة الحمنتوني الممتدة انموذجا للحنية وصلة الارحام والتعاطف والكرم والجودية " بفطر السعيد " قراصة السمن البلدي المعتق او " بالشكي مسي " فهل يا ترى هناك سرا دفين بين بت ياسين وبت كانور " ضو البيت " ليغادروا في شهر رمضان شهر الطاعات والصيام والذي في جوفه ليلة القدر وكانهن عقدن العزم ان يكن في رحاب الفردوس الاعلي يرفرفن كعصافير الجنة كما كن في هذه الفانية .. العزاء متصل لكل الاهل والاسرة .
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com
في تلك الازمنة لم يكن هناك غير الخلاوي وحلقات تحفيظ القران الكريم مثلها مثل كثير من بقاع الارض لكن شقيقهن محمد ياسين كان احد العلامات البارزة في حفظ القران وتلاوته والعمل به صدقا وامانة وحيوية ما ان تذكر زاوية الدناقلة بمدينة كوستي التي انشئت العام ١٩٥٢ فترة الحكم الانجليزي الا ولمعت سيرته النضرة يوم تولى عني ومن البعد المكاني هدمها واعادة بنائها واضاءتها وفرشها هي الان معلما بارزا من خارطة كوستي مدينة الجمال ..
وعايشة يسين التي غادرت بالامس بعد ان حكمت عليها ظروف اسرتها الصغيرة بالاستقرار بالخرطوم ود دفيعة كانت احدى حكايات دنقلا وحكاماتها وحكاواتها العارفين بالانساب والسلالات وارث الاسر وتاريخها .. كثيرا ما احرص علي ملاقاتها وزيارتها فهي في اناقتها انموذج للرقي وفي حكاياتها هي الارث والتراث والتاريخ لاجدادنا وحبوباتنا وبالامس جاء الخبر بانكسار ركن عتيق ووتد تليد معطر كعود الصندل من قرية القدار التي نعشق ونحب بلاد الحضارة المؤغلة في عظم التاريخ .. عاشة ياسين صحيح انها لم تجلس ككل فتيات جيلها علي مقاعد الدرس لكنها كانت مدرسة اجتماعية ثقافية تراثية بل هي احد اركان الشورة والعقد والربط وبشلوخها التي زانت وجهها البشوش مثلت لنا " الكنداكة " في أسمى معانيها ورمزيتها .. في احد اجازاتي وفي زواج محضور كانت به صديقتنا الهولندية مارخا وبذكاءها عاشة علمت ان الخواجات هم المدافعين عن حقوق النساء ففي اثناء الحفل رفعت لي ثوبها المعطر بالمسك وكشفت لي عن ساقها وشرحت لي كيف انها كانت تحمل شقيقتي الكبرى شامة أم العريس ووقعت في " تنضب وشوك " فسال دمها ووقتها لم تعرف تلك القرى الطبيب و المشافي فتولى حكيم القرية وبصيرها تطبيبها ولازمتها العلامة البارزة في ركبتها المعطوبة .. فشرحت لمارخا القصة بلغة الاشارة إن عايشة تنتظر تعويضا بشيك دولاري .. وضحكنا كثيرا .. وما زلت ما ان اتواصل ومارخا بمدينة خورنجا بهولندا الا واعيد لها ذلك الشريط من حكاوي طيبة الذكر عاشة بت يسين التي لم تدلف للمدارس النظامية لكنها اجادت حتى التخاطب من غير الناطقين بلغتها رطانة او عربي فصيح فقط لانه من افواه كنداكة .. اللهم وسدها الباردة واسكنها الفردوس مع الصديقين والشهداء وانزل علي قبرها وقبر امي امنة كانور صديقتها وحبيبتها التي علمتنا كيف نحب خالاتنا من اسرة الحمنتوني الممتدة انموذجا للحنية وصلة الارحام والتعاطف والكرم والجودية " بفطر السعيد " قراصة السمن البلدي المعتق او " بالشكي مسي " فهل يا ترى هناك سرا دفين بين بت ياسين وبت كانور " ضو البيت " ليغادروا في شهر رمضان شهر الطاعات والصيام والذي في جوفه ليلة القدر وكانهن عقدن العزم ان يكن في رحاب الفردوس الاعلي يرفرفن كعصافير الجنة كما كن في هذه الفانية .. العزاء متصل لكل الاهل والاسرة .
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com