عايز (كشك) أمام قاعة الصداقة

 


 

 



الحمد لله رب العالمين شهدنا في الساحة التي كانت تطل على بنطون (توتي) في زمن كان يباع فيها اللبن والخضار ووسائل نقل ذلك الزمان والحمد لله أيضاً أن شهدنا عهد بناء قاعة الصداقة التي كانت حدثاً مخالفاً لأهل توتي وأهل المقرن أصحاب المكان والزمان وحتى أصحاب موية (النيلين) التي تحرسهم ليل نهار وجاءت بعد ذلك قاعة الصداقة منارة لكل أهل السودان سياحية وكانت سينما القاعة ومسرحها المغلق المكيف أول مسرح مكيف وسينما مكيفة تعمل في السودان وكان الناس في رمضان الصيف تحرص على الحضور لمشاهدة أفلام القاعة من ٣ـ ٥ عصراً لوجود تكييف (بارد) والنوم الهادئ ليس لمشاهدة الأفلام، وخرجنا بعد ذلك بالقاعة إلى تطور يوماً بعد يوم أو سنة بعد سنة الى أن امتدت بقاعات مجاورة مختلفة وما زالت شاهقة على نهر النيل الأزرق لكل المؤتمرات والمنتديات المحلية والإقليمية والدولية وأصبحت أيضاً سوقاً ومسرحاً ومنتدى للنقاش الحار والبارد، ولكنني تابعت خلال الـ١٢ شهراً الماضية أن هذه القاعة شهدت حوالي ١٤٢ مؤتمراً أو منتدى أو تجمعاً أو ما عارف أسماء كثيرة لمناقشة قضايا ولتكريم أشخاص ووجدت أن المنطقة أي القاعة هي سوق حر داخل وخارج لا يوجد يوم أو ساعة إلا ويجلس على مقاعدها رؤساء أو مدراء أو خلفاء أو طلاب أو غيرهم من الذين يمتلكون قدرة هائلة في صناعة (اسم) لهذا المؤتمر أو المنتدى أو …الخ وآخرها قرأت اليوم الجلسة الختامية لمناقشة (قضايا الإعلام) وهنا وقفت بأننا في القرن الحادي والعشرين الذي بدأت فيه الحرب العالمية الثالثة منذ ١٥ عاماً بواسطة أجهزة التقاط أو إعلام مختلفة تنقل أخباراً كاذبة أو صادقة أو غيرها في مصائب يمكن تكذيبها أو يمكن أن يصبح لها شأن ونحن بدأنا في مناقشة هذه القضايا الآن في النصف الأول من العام الجاري وكأننا لم نعرف تطور أن الإعلام هو الذي يحكم وليست السياسة أو الاقتصاد ولا جمال الناس ولا حفاوة التكريم وهذه مأساة السودان الكبرى في أن الإعلام في السودان (نمطي)وبدأت أفكر في التقديم لبناء (كشك) أمام قاعة الصداقة لكثرة المؤتمرات والمنتديات والورش وحاجات كثيرة المهم بعض الزبائن يقف أحياناً بحثاً عن رصيد أو عطر أو حتى (صابونة) يغسل بها نفسه أو بعض النفوس التي أقامت هذا المؤتمر أو غيره.

drkimoo6@gmail.com

 

آراء