عرض لكتاب المرأة المُتَصَوْفة في السودان – الإرث المنسي

 


 

 

+++
اسم الكتاب: المرأة المُتَصَوْفة في السودان – الإرث المنسي
دراسة تاريخية: 1504 - 2023
اسم المؤلف: دكتور عبد الجليل عبد الله صالح
راجعه: الدكتور محمود شيخ أبيض
الناشر: دار المصورات
+++
المؤلف:
دكتور عبد الجليل عبد الله صالح، أستاذ اللغة الإنجليزية عمل في عدد من الجامعات السودانية والخليجية. مَعْنيٌ بالتصوف والتوثيق له، ألف عدداً من الكتب باللغتين العربية والإنجليزية عن التصوف وبعض أعلام التصوف، كما قام بترجمة لبعض مؤلفات الطريقة السمّانية إلى اللغة الإنجليزية، وسبق لنا عرض بعض مؤلفاته.
++++
يتألف الكتاب من 256 صفحة، ضمت الإهداء والمقدمة وستة أبواب مع ثبتٍ بالمراجع وقائمة بالمقابلات. تناول الباب الأول (مكانة المرأة في السودان القديم)، وجاء الباب الثاني بعنوان (المرأة في الفضاء الصُّوفي)، وعرض الباب الثالث (قبس من تاريخ المرأة المُتَصَوْفة في السودان) وقدم الباب الرابع (نماذج من رائدات الأثر الصُّوفي في السودان)، وطرح الباب الخامس (نماذج لشاعرات صوفيات من السودان)، وبسط الباب السادس (نماذج لمادحات من السودان).
الإهداء إلى شقائق الرجال اللائي ضربنّ بسهمٍ وافرٍ في تمكين وتوطيد منهج التربية الصُّوفي في بلاد السودان.
استهل المؤلف الإهداء بإيراد أبيات الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي ذائعة الصيت:
إنَّ النساءَ شقائقُ الذُكْــرانِ في عالمِ الأرواحِ والأبـدانِ
والحكمُ متحدُ الوجودِ عليهمَا وهوُ المعبّْرُ عنه بالإنســانِ
وتفرّقا عنه بأمرٍ عـــارضٍ فُصِل الإناثُ به عن الذكرانِ
استعرضت المقدمة الحضور الاجتماعي والديني للمرأة في الحضارة الكوشية، وتمثل ذلك في المشاركة الفاعلة للمرأة في طقوس التتويج، وكذلك انتساب أهل مروي للأم قبل الأب، ففي لوحات القرابين المكتوبة بالخط المروي نجد أن الشخص يعرف نفسه بانه (فلان ابن فلانة ابن فلان)، كما شغلت المرأة منصب العابدة الإلهية زوجة الإله (آمون)، وكانت تشغل حصريا العازفة الإلهية للإله (آمون). وأظهرت المقدمة أن تاريخ السودان الحديث حافل بالنساء الصالحات والمتصوفات سليلات بيوتات العلم والمعرفة ولكن لم تخصص لهن تراجم منفصلة، بل وردت أسماؤهن ضمن تراجم الرجال سواء أكانوا أسلافاً أو أزواجاً أو أنجالاً، غير أن التاريخ الشفاهي ذاخر بسيّر الكثير من النساء. وللمرأة المُتَصَوْفة حضور معتبر وصادق في المجتمعات الصُّوفية، فحيثما وجد مسيد وجدت المرأة المريدة والسالكة والراوية. ويقول المؤلف كان لهنّ حضور ملفت في المجتمعات المُتَصَوْفة منذ دولة الفونج وحتى اليوم، وهو ما دفعه وشجعه للغوص في هذه التجربة وتسليط الضوء عليها وكيف تغلبت على المعوقات الاجتماعية والدينية. بدأ تعليم البنات متزامنا مع تعليم الأولاد من خلال الخلاوي، وباشرت بعض النساء العمل مقرئات في الخلاوي، مثل فاطمة بت جابر ومريم الميرغينة والكتاتيب الدينية في سواكن والشيخة أم حسون بنت الشيخ سلامة الضبابي (والدة الشيخ دفع الله العركي) التي كانت مقرئة في خلوة والدها.
تم تبويب حضور المرأة المُتَصَوْفة في هذا الكتاب إلى ثلاث فئات: (1) المرأة الصالحة، و(2) المرأة الشاعرة، و(3) المرأة المادحة.
يتناول الباب الأول مكانة المرأة في السودان القديم، وتطرق للمكانة الاجتماعية والدينية للمرأة في الحضارة الكوشية القديمة وفي مملكتي نبته ومروي حسبما أوضحته السجلات والألواح الأثرية وفي كتابات هيرودوتس، حيث عكس اهتمام الملوك بأمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وتخصيص مكانة لهن في هذه المناسبات المكانة السامية التي كانت تشغلها المرأة في مجتمعهم، وأنها كانت تتولى وظائف دينية وسياسية وحربية، مثل إشارة الملك تهارقا في لوح الفيضان إلى قدوم الملكة الأم (أبار) لحضور طقوس تتويج الملك. وقد بنى التَّصَوُّف في حقبة السلطنة الزرقاء في السودان على ما وجده من إرث روحاني في التعامل مع المرأة، لكن هذا الموقف تغير وانقلب مع دخول الخديوية المصرية مصحوبة بالفقه التركي القائم على نظام الحريم والفصل بين الرجال والنساء وكذلك مع تأثير الحركة الوهابية القادمة من الحجاز، حيث أثر ذلك سلبا على المُتَصَوْفة وموقفهم من المرأة، إلا أن التوسع في تعليم المرأة في النصف الثاني من القرن العشرين صوب هذه الأوضاع وأعاد للمرأة اعتبارها ورسخ حقوقها ومكانتها.
يعرض الباب الثاني للمرأة في الفضاء الصُّوفي، وقد جاء في عدد من العناوين الفرعية تناول كل واحد منها جانبا من جوانب الفضاء الصُّوفي.
• موقف التَّصَوُّف من تصوف المرأة: رأى المُتَصَوْفة أن المراتب الروحية مفتوحة للمرأة كما للرجل، فالإنسان ذاتٌ أمام الله، لا فرق بين واحد وآخر لا بالجنس ولا باللون ولا بالسن، التفاوت هو مرتبة القرب من الله؛ فلم يكن علم التَّصَوُّف والمقامات والأحوال علما خاصا بالرجال دون النساء. وقد أظهر الحفر حديثا في التراث فاعلية ومشاركة المرأة في صنع حضارة الإسلام، حيث سلط الضوء على مساهمات ومشاركات النساء في سوح الفقه والحديث والرواية وكذلك من جلسن للتعليم ونقل المعرفة لأجيال من طلبة العلم علاوة على من بذلن المال والحلي في تأسيس الأوقاف والمساجد والمكتبات العامة عاتقاً بعاتق مع الرجال لا تفاوت إلا بمقدار البذل ومدى القبول والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
• صورة المرأة بين التَّصَوُّف الفلسفي والتَّصَوُّف الفقهي، بالرغم من أن المنهج الصُّوفي أتاح للمرأة موقعاً متميزاً مقارنة بمناهج التديّن الأخرى إلا أن موقف الصُّوفية هذا لم يكن دائما متفقا عليه في بيئتهم، فهنالك مدارس صوفية لها رؤية مختلفة، ولهذا صنّف الباحثون الوضع إلى قسمين: (1) وضع المرأة في التصوف الفلسفي و(2) وضع المرأة في التصوف الفقهي. ويقف الشيخ محيي الدين بن عربي – الذي أحدث ثورة مفاهيمية في موقفه من المرأة -على رأس التَّصَوُّف الفلسفي، والذي يرى أن الإنسانية هي الحقيقة الجامعة للرجل والمرأة ولم يكن للرجال على النساء درجة من حيث الإنسانية. وتجد المرأة في التَّصَوُّف الفلسفي وضعية مريحة تعزز حريتها الدينية، ولهذا حققت بعض النساء حضورًا بارزًا كسرن به حاجز الهيمنة الذكورية في مجتمعاتهن. فنور الروح لا يؤنث ولا يُذكّر.
• أما التَّصَوُّف الفقهي فقد تبنى رؤية أن المرأة رمز للغواية والفتنة وعقبة أمام بلوغ الولاية والصلاح، واعتبر أن التعلق بالمرأة حتى عن طريق شرعي مرادف للانغماس في الدنيا، بل إن بعضهم نظر للزواج كعائق لبلوغ الترقي الروحي، ومن ثم تشكل المرأة كائنا ينبغي النأي عنه لتحقيق الكمال.
• تجليات المرأة الصوفية: تضم موسوعات التاريخ الإسلامي وكتب التراجم أخبار النساء العابدات والمتصوفات، ومع تصاعد الاهتمام مؤخرا بالفكر الصوفي والمرأة المُتَصَوْفة صدرت العديد من الكتب والدراسات باللغة العربية وباللغات الأجنبية التي تتناول حضور المرأة في الفضاء الصوفي وهي حافلة بأخبار هؤلاء النسوة، وقد أخذ الكثيرون من أعلام المُتَصَوْفة من بعض النساء ذائعات الصيت، كم تحتوي الكتب الكثير من أقوالهنّ ومقولاتهنّ.
• المرأة المُتَصَوْفة ودورها كأم وزوجة: مثلت الحياة الاجتماعية والواجبات الأسرية والمنزلية بما تشمله من مسؤوليات وضروريات تحديا كبيرا للمرأة المُتَصَوْفة، ولكنها بإدراكها لمفهوم الاستخلاف في الأرض كانت تقوم بواجباتها الأسرية والعائلية وتحافظ على أداء العبادات والأوراد والأذكار على النقيض مما هو الحال في المسيحية حيث تتبتل الراهبة وتغلق باب الاستخلاف في الأرض.
• المرأة الوليّة: إن فضاء التزكية والترقي سالك للنفس الإنسانية إناثاً وذكرانا، وقد سجلت أدبيات التصوف ذكر العديد من النماذج الحية للنساء، ذلك أن تيار التصوف الفلسفي كان متصالحا مع انخراط المرأة داخله فهي الأم والزوج والأخت والبنت، فكانت روح الأنثى حاضرة أماً ومربية ومرشدة وزوجاً. ونستشف من ذلك أهلية المرأة للعرفان والقرب الإلهي ومشروعية أخذ الرجل عنها، وتربيته في مجالسها، وتأدبه بمسلكها ونهجها، حيث تم التطرق إلى سيرة الزاهدة الشهيرة رابعة العدوية كمثال متألق بهي، وأنها هي التي نقلت التصوف من الزهد إلى العشق الإلهي، وأنها وقفت رأسا برأس مع أعلام التصوف في عصرها، كالحسن البصري والجنيد وإبراهيم من أدهم؛ كما نجد أيضاً فاطمة بنت المثنى القرطبي مرشدة ومربية الشيخ ابن عربي، والتي نوه بذكرها وبفضلها وأثني عليها كمرشدة ومربية له الشيخ الأكبر. وفي مقابل هذا الإطراء والثناء هنالك مرويات ومؤلفات تمثل موقف التصوف الفقهي، ويجسد كتاب "قوت القلوب" لأبي طالب المكي خير مثال لذلك، فالمرأة هي رمز النفس الأمارة بالسوء، وهي الحجاب الذي يقطع على المريد سيره إلى ربه!
يتناول الباب الثالث قبس من تاريخ المرأة المُتَصَوْفة في السودان، حيث بدأت الخلاوي في تعليم النشء من البنين والبنات، ولقد نبغت في فترة الدولة السنّارية نساء صار يشار إليهن بالبنان، وحسب التاريخ المعلوم للشيخ بابكر بدري فإن ذلك يرجع إلى أكثر من ثلاثمائة وعشرين سنة واستند هو على ذلك في تعضيد قناعته وموقفه من تعليم النساء. وبالرغم من أن كتاب الطبقات لم يورد تراجم للنساء إلا أنه كان حريصا عند الترجمة لشيخٍ ما على الإشارة إلى والدته وكذلك ذكر بعض بناته. شجعت المهدية خلاوي تعليم القرآن وتعليم البنات والبنين، ثم حدثت النهضة الحديثة وأبرز سماتها هي خروج الأخوات الجمهوريات بعد الإرشاد والتربية لتوزيع كتب الأستاذ محمود محمد طه والاشتراك في النقاش العام وغيره. اتاح الفضاء الصوفي في السودان للمرأة مكانة مرموقة وأنصفها أيما إنصاف؛ وفيهنّ من خلفت والدها في السجادة بالرغم من وجود إخوتها الذكور.
وهذا هو الشيخ فرح ود تكتوك يدعو لتعليم المرأة في زمان كانت المرأة الأوربية مطعونا في إنسانيتها ومرفوض تعليمها، يقول الشيخ:
وعَلِمْ لما ملكتْ يداك عقائداً كذا أصْلُ الطريقةِ لا تَذَرْ
بناتٍ وأبناءاً شباباً عجائزاً خديماً وحُرَّاتٍ كذا عبْدُكَ الذَّكر
ونشر الإسلام مفهوم أن النساء شقائق الرجال، وقد رفع الإسلام قدرها من ضعةٍ وأحياها من وأدٍ وجمّلها وزينّها وكمّلها، وصيرهنّ شقائق الرجال في كل شيء، ونجد في القرآن الكريم صفاتهن كما صفات الرجال، فهي المسلمة والمؤمنة والقانتة والصادقة والصابرة والخاشعة والمتصدقة والصائمة والحافظة لفرجها والذاكرة.
ثم تناول المؤلف رجالاً عرفوا بأمهاتهم وأورد مجموعة ممن عرفوا واشتهروا بأسماء أمهاتهم وكذلك من تكنوا بأسماء بناتهم وعرفوا واشتهروا بذلك.
ثم سلط الضوء على موقف المناصرين لُتَصَوْف المرأة من المرشدين والمربين الذين قادوا مبادرات الدفاع عن المرأة كلٌ في زمانه ومجتمعه، وأورد فيها تراجم وافية عنهم مثل الشيخ حمد ود أم مريوم - والذي يعتبر بحق رائد تعليم المرأة في السودان، ثم شيخ بدوي ود أب صفية، والشيخ محمد علي العجيمي، والشيخ محمد الصابونابي والشيخ عبد الرحيم البرعي، والشيخ الشريف أبو القاسم محمد أحمد بانقا.
جاء الباب الرابع تحت عنوان: نماذج من رائدات الأثر الصوفي في السودان. في هذا الباب صنف المؤلف النساء المتصوفات في السودان إلى ثلاث مجموعات بناء على ما وثّق له: المرأة الصالحة والمرأة الشاعرة والمرأة المادحة. إن التراجم لم تنصف المرأة المُتَصَوْفة وغمطت حقها! وحتى عندما يرد ذكرها فإن ذلك يتم عبر الإشارة إلى من قرأ عليها أومن تزوجها أو من أنجبته، إلا أن الذاكرة الشفاهية حفظت لنا الكثير من السيّر والتراجم لهنّ.
أورد المؤلف بعد ذلك تراجم لعددٍ من النساء الرائدات، تجاوز عددهن (30) بدءاً من عصر السلطنة الزرقاء مثل بتول الغبشا وزينب نقاوة بنات الشيخ بانقا الضرير (مع ملاحظة أن الشيخ هو ثاني شخص سلك الطريق على تاج الدين البهاري، وهذا يوضح أن تربية المرأة المُتَصَوْفة كانت متساوقة مع إرشاد الرجل في حينه) وحتى العصر الحديث.
استعرض الباب الخامس تراجم للمرأة المُتَصَوْفة الشاعرة مع إيراد نماذج من نظمهنّ، وقد ترجم لعدد (20) منهنّ، بدأها بالشاعرة حاجة أسماء شاعرة الأستاذ الشيخ عبد المحمود وحتى عصرنا هذا. (وننوه أن في طابت تقليد ثابت ابتدأه الشيخ الجيلي الحفيان وهو استهلال الإنشاد بحضرة الخليفة في لقاء اختتام حلق الذكر في مواسم الأعياد والرجبية والمولد بمسدار (الجدع السديس) لحاجة أسماء شاعرة الأستاذ الشيخ عبد المحمود ثم يعقبه بقية المنشدون فلها حضور مقدم في كل المواسم.).
تناول نظمهنّ ثلاث أغراض، الغرض الأول مدح المصطفى  ورواية سيرته وصحابته، والغرض الثاني هو قصيد القوم وهو الذي يتناول مقامات التربية والسلوك ومدح المرشدين والمربين والحث على الذكر والعبادة، والغرض الثالث جاء في الرثاء، حيث وردت ضمن ذلك مراثي للسيد على الميرغني والشيخ الجيلي الحفيان والشريف أبو القاسم. جاء نظم الشواعر الأول وروايتهن بالعامية السودانية أما بالنسبة للشواعر المعاصرات فقد نظمن بالفصحى وبالعامية السودانية على السواء. ويلاحظ أن النظم والرواية بالعامية السودانية استصحبت ثقافة النساء فنجد الإشارة للمصطفى  أحيانا "أبو فاطمة" "وأبو الزهراء" و"أبو البتول" و"ود مكة" و"ود آمنة"
عرض الباب السادس نماذج لمادحات من السودان حيث تناول سيرة الثنائي سيدة وصفية وترجم للمادحة فيحاء محمد علي، وكيف تمكنت المرأة من النفاذ إلى عالم كان حكرا على الرجل.
ثم تعرض لتجربة المرأة المُتَصَوْفة مع التكية في السودان وأنها تجربة ضاربة في القدم، وكيف أن المرأة هي قطب الرحى في حركة التكية وأعمالها.
وُفِقَ المؤلف أيما توفيقٍ عندما استهل الكتاب بأبيات الشيخ الأكبر ابن عربي، ذلك أن هذه أغنته عن الجدل والسجال والحديث عن التفرقة والمساواة بين الرجل والمرأة وما يترتب على ذلك من جواز أو عدم جواز تصوف المرأة، حيث أن الأبيات الشعرية طرحت مفهوما تجاوز ثنائية الجدل بين الذكر والأنثى وارتقت بالجميع إلى عالم الوجود المعبّر عنه بالإنسان، والذي أشار إليه المصطفى  بقوله:" إنما النساء شقائق الرجال".
 يمثل الكتاب بادرة نوعية بتسليط الضوء على حضور منسي أو مُهمل للمرأة في الحياة العامة كصنوٍ للرجل.
 بإيراد المؤلف لتراجم عن النساء المتصوفات في السلطنة الزرقاء يكون قد أنجز واستكمل ما تركه ود ضيف الله في كتاب الطبقات. كما أنه قد سلك اتجاهاً مغايراً لنهج ود ضيف الله الذي لم يترجم لأحدٍ من معاصريه، نجد هنا بين دفتي الكتاب تراجم لشخصيات معاصرة بل إن المعلومات المتعلقة ببعضهنّ أخذت منهنّ مباشرة. كما زين الكتاب بعدد من الصور الفتوغرافية لعدد من القباب ولعدد من المرشدين والمربين من الرجال علاوة على صور للعديد ممن ترجم ووثق لهنّ من النساء.
الكتاب لا غنى عنه لطلاب علم الاجتماع وللمهتمين به ولدارسي تاريخ التعليم والثقافة العامة، كما أنه يمثل ذخيرة طيبة ومادة دسمة للناشطين والناشطات والمدافعين عن المرأة والمطالبين بحقوقها؛ وحقيقٌ باحتلال مكانه في مكتبات الجامعات ودور العلم وفي المكتبات الخاصة.
{ماذا لو فكرت الناشطات والناشطون باستخدام عبارة "شقائق الرجال" التي تفوق وترتقي على الكلمات المعربّة مثل الفمينيست والجندر الشائعة والمستخدمة حالياً!!}.
++
الكتاب متاح في معرض القاهرة الدولي للكتاب- جناح دار المصورات، وقد صدرت النسخة الإنجليزية متزامنة مع صدور النسخة العربية، وهي بعنوان:
: The Forgotten Legacy of the Sudanese Sufi Woman
Historical Study- 1504-2023
الكتابان على موقع أمزون: https://www.amazon.com./dp/BOCKHVL759
عمر محمد الأمين
وادي شعير – الجزيرة- السودان
07/01/ 2024

oelamin1@gmail.com

 

آراء