على هامش الحدث (29)

 


 

 


• رحمة الله ورضوانه على الدكتور منصور خالد الدبلوماسي أنيق الكلمة والمظهر والمثقف المرجعي كامل الدسم الذي ترك تأثيرا كبيرا وسط المثقفين والكتاب السودانيين. أدخل مفردة "إدمان الفشل" في القاموس السوداني، فغدت شائعة بين الكتاب مع تنوع استخداماتها وربط الإدمان بغير الفشل. ليت منصور خالد كان ضمن منظومة أي نظام ديمقراطي في بلادنا على قلة فترات الديمقراطية منذ الإستقلال، فكان سيكون اكثر تاثيرا وأجزل عطاء.
• صدر بيانان بإسم السيد الصادق المهدي (ينعى) فيهما الراحل الكريم منصور خالد. الاول قال أنه أوصى والده الصديق المهدي لتزكية منصور خالد لدى عبدالله خليل رئيس الوزراء ليعمل منصور مديرا لمكتبه،علما بأن الدكتور منصور عمل سكرتيرا صحفيا غير متفرغ للسيد عبدالله خليل وليس مديرا لمكتبه. وتضمن البيان أن الراحل الكريم اعتذر له (أي للصادق)عن آرائه السالبة في الصادق وكان ذلك الإعتذار بحضور جون قرنق وعمر نور الدائم(يرحمهما الله).صدر بيان في اليوم التالي بإسم السيد الصادق خاليا من هاتين الواقعتين ولكن ذكر في (النعي) انه لم يقم بينهما في حياته (أي في حياة الدكتور منصور) ود ولم يبادله (أي السيد الصادق) ما أصابه بقوله وفعله من تجريح.
لا أعتقد أن أيا من البيانين قد كتب بقلم السيد الصادق وإن كانا قد صدرا بإسمه لأنهما خاليان من الذكاء ويجافيان ما عرف عن السيد الصادق من سحر البيان وعفة اللسان،مهما اختلفنا معه.
• تعرضت وزارة الخارجية بشكل جلي للإستلاب والإفلاس في سنوات الإنقاذيين الطويلة وفقدت خلال تلك الفترة خيرة كوادرها على مختلف المستويات،وأقحمت فيها قطعان من عديمي الموهبة والتأهيل القيمي والمهني،والآن هناك حاجة ماسة لأصحاب التأهيل المهني والعلمي لإعادة تاهيل الوزارة في السنوات القليلة القادمة بعد عملية تفكيك التمكين،وهذا يتطلب بالضرورة الإستعانة بالدبلوماسين المحترفين المتقاعدين وما زالوا قادرين على العطاء لا سيما وأن الدبلوماسي تزداد قيمته تصاعديا مع تقدمه في العمر.
السفير الذي تقاعد قبل سقوط نظام الإنقاذ بقليل، وهو من القلة القليلة التي لم يطلها سيف التمكين، الأديب الشاعر جمال محمد ابراهيم يأتي على رأس من يتعبين الإستعانة بهم في هذه المرحلة، فهو إمتداد طبيعي للكوكبة العظيمة من الدبلوماسيين الذين جمعوا بين الأدب والدبلوماسية وأبدعوا فيهما،وتركوا بصمة في الدبلوماسية السودانية.جمال محمد أحمد، صلاح أحمد ابراهيم،صلاح أحمد محمد صالح، علي أبوسن،عبدالمجيد حاج الأمين، محمد المكي إبراهيم، وسيد أحمد الحاردلو. ليتني أرى الأستاذ جمال محمد ابراهيم سفيرا من جديد يزين سماء الدبلوماسية السودانية لا سيما وهو أصغر سنا من بعض الدبلوماسيين العاملين اليوم وترك بصماته في كل محطات عمله.
قبل الختام: لا تربطني بالأستاذ جمال علاقة شخصية ولم أره رأي العين ولكني ألم على البعد بجوانب من سيرته العطرة وأعجب بمؤلفاته وكتاباته.
(عبدالله علقم)

abdullahi.algam@gmail.com

 

آراء