عندما يتحول مجلس الوزراء الى لجنة !!
سلام يا .. وطن
*الرحمة تتنزل على كافة شهداء ثورة ديسمبر الماجدة ، والتحية للثوار الذين مازالوا قابضين على جمر القضية حماية للثورة، فالواقع السياسي المستعر والذي يستغل عناصر النظام البائد لتضخيم اخفاقات التجربة ليحيلونا الى ردة ساسية ومستقلين الواقع الاقتصادي ابشع استغلال ، وهنا علينا نميز بين شماتة الفلول ومحاولة عودتهم الى المشهد السياسي جراء اخفاقات الحكومة الانتقالية وبين النقد البناء الذي يعمل على معالجة اخطاء تجربة الحكومة الانتقالية، ونحن لا نريد ان نبحث عن المبررات انما نودُ مواجهة الفشل، واول الاخفاقات التي تمس الضمير الشعبي هو الموقف من فض الاعتصام فالشراكة بين العسكر والمدنيين لا تسقط عنهما المسؤولية عن هذا الموقف الغامض من دماء الشهداء التي سالت على هذه الارض الطيبة ، فلجنة الاستاذ نبيل اديب والتي لم تخرج حتى الان بالقرار النهائي واكثر من ذلك فإن السيد رئيس مجلس الوزارء هو المسؤول الاول عن الاجابة فيما تمخض عنه تحقيق لجنة فض الاعتصام وأن هذا الصمت المريب لن يجعل القضية تسقط بالتقادم، والدكتور عبد الله حمدوك قد وعد على رؤوس الاشهاد عندما اعتدت القوات النظامية على موكب ذكر في احد تصريحاته بأنه قد كون لجنة ستحاسب الجُناة ولم نسمع شيئاً منذ ذلك اليوم وحتي اليوم ، او قل ان اللجنة الاولى قد لحقت باللجنة الثانية ولم تظهر أية نتيجة بعد.
*والعجب العجاب ان المسيرة التي نظمها الحراك الشعبي حشد من فلول النظام البائد وانها عطلت الشوارع ولم تجد اي اعتراض من اية قوة نظامية فهل هي مؤامرة جديدة تؤكد على بقاء الفلول في الاجهزة النظامية ويمهدون لعودة النظام المباد من خلال هذه الممارسات التي تستغل اجواء الممارسة الديمقراطية ؟! ومن جهةٍ اخرى عندما نجد السيد رئيس مجلس الوزراء يصدر قراراً يحمل رقم 137 لسنة 2020م ويسميه تكوين اللجنة القومية لانجاح الموسم الزراعي الصيفي فهل حقاً رئيس مجلس الوزراء عندما يكون مثل هذه اللجنة من اربعة وعشرين شخصاً فيهم وزراء الزراعة والداخلية والحكم الاتحادي والمالية والطاقة والتعدين والري والثقافة والاعلام فهل يمكن ان ننظر لمثل هذه اللجنة من رئيس مجلس الوزراء لمجرد انجاح الموسم الصيفي؟ اذاً ما قيمة وزير الزراعة الذي ارتضى لنفسه ان يكون نائباً لحمدوك الذي لا علاقة له بالزراعة ؟! وهل عندما كانت الزراعة هي الرافد الاساسي للاقتصاد السوداني بما ينتج من السمسم الذرة والحبوب الزيتية والقطن والصمغ العربي هل كان رؤساء الوزراء الذين عاصروا الجنيه السوداني وهو يساوي اكثر من ثلاثة دولارات هل اداروا البلاد من خلال لجنة لانجاح موسم زراعي؟! على اي حال هذه اللجنة وما تضمهم من وزراء لا تدل على الفشل الاداري فقط بل تؤكد على خلل رئيسي في العقلية التي تدير هذا البلد الكظيم.
* السؤال الاهم اذا كان رئيس الوزراء يرأس لجنة فمن الذي يدير البلد؟على السيد رئيس الوزراء إلغاء هذا القرار فوراً واعطاء وزير الزراعة الفرصة الاخيرة في انجاح الموسم الزراعي او اقالته فأن تأتي بوزير زراعة يعرف ما ينبغي عليه افضل من ان تحتفظ بوزير زراعة يحمي فسدة المجلس الاعلى للبيئة ويحمي موظفي العهد البائد ويمكِّن لهم للمرة الثانية ويراوح بين مكتبه وزيارات مكتب المراجع العام الذي لم تسمح له شفافيته بالمجاملة والبقية يعرفها الله والوزير والمراجع العام وكاتب هذه الزاوية ، هذه لمحة من واقع نعيشه على الرغم من تحول مجلس الوزراء الى لجنة !!
..وسلام ياااااااااا وطن.
سلام يا
رحم الله الاستاذ المناضل فاروق ابو عيسى الذي مضى الى رحاب ربه في وقت احوج ما نكون اليه والى صموده وحنكته وحكمته فقد كان قوياً عندما ضعف الكثيرون وفتياً وهو في شيخوخته وقوياً رغم الجسد الواهن، فإن اي دارس لتاريخ الحركة السياسية في السودان لن يستطيع أن يتجاوز اسم الاستاذ فاروق ابو عيسى اللهم أرحمه بقدر ما اعطى لهذا البلد حتى ذهب الى ربه راضياً مرضياً ، وسلاماٌ عليه في الخالدين ..
الجريدة الإثنين13/4/ 2020م