عن اوهام امين حسن عمر وطموحاته!!
عبدالله مكاوي
22 May, 2022
22 May, 2022
abdullahaliabdullah1424@gmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا اتفقنا ان المشروع الحضاري الاسلاموي، ما هو إلا خليط الاستيهامات والرغبات المريضة، المعبرة عن تشوش فكري وانحراف سلوكي وتبلد وجداني. لا نستغرب ما ترتب علي فرض هكذا مشروع عدمي علي الدولة والمجتمع، من تفجير للغبن المجتمعي وتدمير لمؤسسات الدولة واهدار لمواردها بسفه يندر وجوده، وهو ما خلف واقعا من السوء بمكان لدرجة ان يحتل دفة قيادة الدولة مجرمون محترفون.
المهم، اذا كان المشروع الحضاري يشكل انحراف عن السوية القيمية والمشاعر الوطنية، فامين حسن عمر يمثل انحراف داخل ذاك الانحراف ذاته! اي امين ليس اسلاموي يعتنق الاسلاموية، ولكن اسلاموي متطرف يعتنق اسلاموية متطرفة، وتاليا يستبطن المزيد من الانحراف والتشوه والتبلد.
وخطورة نموذج امين المستمسك بنموذجه الفاشل رغم كل اهوال تطبيقه، يتعدي عدم الاكتراث لكم الخراب الذي عم الدولة، وهلاك الانفس الذي طال المعارضين والابرياء، الي فقدان القابلية للتغيير او مجرد التنازل عن الاوهام التي يبدو انها تشكل عصب الوجود والاعتراف بالذات، ومن ثمَّ تعظيمها. والحال كذلك، امين يجسد اقصي اوهام المشروع الحضاري، بقدر ما انفتاح المشروع الحضاري علي الانحراف والانتهاكات والفساد يعبر عن سادية وغرور امين. وهذا ما يمنع التوافر علي اي هامش للمشروع الحضاري في نسخة امين، يسمح بالمراجعة او النقد او الاعتراف بالاخطاء والاعتذار عنها، او تقبل شريك ناهيك عن آخر مختلف. وغالبا ذلك يعود الي ان امين بشخصيته الطموحة المتعجرفة، لم يستوفِ نصيبه، مما يوفره المشروع الحضاري، من استباحة للدولة ومواردها، والسيطرة المطلقة علي السلطة في ابعادها المادية والمعنوية.
لكل ذلك قد لا نتجني علي امين، اذا ما اعتبرناه متجاوز حتي للترابي كعراب للمنظومة والترابوية كمؤسسة للمشروع الحضاري. اي امين لا يتلبس شخصية الترابي، ولكن العكس هو الصحيح، اي امين من شدة شطحاته واغترابه عن واقعه قبل الوقع المحيط، يعتقد ان الترابي تلبس شخصية امين، وعبر عن مشروعه او ما يختلج في دواخله، واحتمال سرق افكاره وتصوراته، ومن ثمَّ اعاد انتاجها بعد ان استنسخ شخصية امين في شخصه! غض النظر عن فارق العمر والامكانيات وحس المبادرة وحساسية التنظيم لدي الترابي! ولكن ما تقدر علي الاوهام علي صناعته، يجعل كل شئ ممكنا! خصوصا لمن يتوهم ان ليس كمثله شئ، كنموذج الموهوم امين! اي اذا كان الترابي بكل امكاناته ونزوعه للاحتيال والاجرام في سبيل تحقيق احلامه، يمثل رسول المشروع الحضاري، فامين هو رب المشروع الذي اوحي للترابي بتبليغ مشروعه!!
لذلك امين لا يسعي لاعادة الترابوية معبر عنها بالمشروع الحضاري، ولكن لتصحيح مسارها وسد ثغراتها. وهو ما يحول امين الي ترابي جديد، ولكن في نسخة مصححة خالية من العيوب! لان المشروع الحضاري كمشروع مثالي لا ياتيه الباطل، وكل ما يحتاجه شخصية نموذجية لا تخطئ كامين حسن عمر. وطالما الامر كذلك، فخانة القيادة مخصصة لامين، وبما تسمح له بهندسة الدولة وضبط المجتمع من جديد، ليستقيما في حدود ومقاييس المشروع الحضاري نسخة امين، غض النظر عن الكيفية او الكلفة، فهذه تفاصيل هامشية لا قيمة لها. وعليه، ما يعدنا به امين من مشروعه الخاص والذي بطبعه يشبهه،هو استئناف ما بدأه (رسوله شيخه اباه) ولكن من حيث انتهي تدميره وفساده وانتهاكاته، وباساليب اكثر فظاعة تحاكي تبلده واستهتاره وعجرفته. اي اذا كان الترابي انتهج الخداع للتغطية علي مشروعه، فامين يعدنا بانتهاج الغطرسة لفرض مشروعه.
واذا كان المشروع الحضاري نسخة امين تعرض لعدة ضربات، منها ازاحة الترابي كواجهة ومرحلة في مشروع طموحه، فقد تم تدارك ذلك بالانحياز للبشير، والسعي للعب دور مفكر المرحلة (ترابيها الجديد)! خاصة وهي واقعيا قد لبت اشواق قتل الاب معنويا والحلول محله. ومع قيام الثورة تعرض مشروع امين للضربة القاصمة، ولكن وجود العسكر كشركاء والاصح متآمرين لاجهاض الثورة، انعش ذاك المشروع من جديد. وبعد القيام بانقلاب 25 اكتوبر من قبل قادة غير مؤهلين من اي ناحية، ولا يمتلكون مشروع او مجرد تصور للتعامل مع الحكم، اتت الفرصة أمين علي طبق من ذهب، ليطرح نفسه كمفكر واب روحي للانقلابيين الجدد، بعد اكساب الانقلاب مسحة (هوية اسلاموية معدلة لانقلاب منبت) تلاءم المرحلة. والاسلاموية كما هو معلوم تجيد التلون والتكيف مع كل طقس سلطوي، وبالطبع هي لدي امين اكثر تلون وذرائعية بحكم شدة طموحه واستعجاله، وقبل ذلك تطرفه وانحرافه وتشوهه.
وماجعل امين رهين لاوهامه وجنون عظمته وحدة طموحه، بل غالبا اكسب شخصيته ثقل الدم والبرود المشهور به، هو عزلته التامة عن ما حوله واكتفاءه بتقدير ذاته لذاته. وهذا بدوره سيَّج هذه الشخصية ببرج عاجي، يعتصم داخله من كل المؤثرات الخارجية. والاحتماء بهكذا برج ليس دليل قوة كما يبدو ظاهريا، بل انعكاس لدرجة الهشاشة والخواء، التي لا تحتمل اي تشكيك او اختبار جدي في منافسة شريفة. وهو ما يفسر انتماء امين لعقيدة دوغمائية لا تقبل الفصال، والاهم سيطرتها علي السلطة عبر العنف واخضاع المجتمع بالاكراه.
لكل ذلك كراهة النقد ليس مسالة عبثية او مجرد تعنت يميز اصحاب الايديولوجيات الخلاصية، ولكن لان اي مشروع مبني علي الاوهام والرغبات الشخصية، لا يصمد امام المساءلة النقدية ومستحقات المصلحة العامة. في هذا الاطار اعتقد ان امين حسن عمر اكثر اتساق في رفضه النقد والمراجعة، مما يسمي مراجعة يقوم بها بعض الاسلاميين! والسبب ان اي مراجعة حقيقية ونقد صادق وصارم للمشروع الحضاري، يستدعي تجريم هذا المشروع، والاهم الخضوع للمحاسبة علي المشاركة في هذا المشروع الاجرامي. لاننا لسنا حيال جهد نظري يقبل الخطأ والصواب، ولكننا حيال محض تجربة اجرامية، وتشكيل عصابي احترافي، بكل ما تحمله الكلمات من معانٍ. وإلا ماذا نقول عن حفلات التعذيب التي كانت تجري للمعتقلين في بيوت الاشباح، والموت المجاني للمجندين في احداث معسكر العيلفون، والابادة الجماعية في دارفور، وقبلها حرق الجنوب بمن فيه وما فيه، والتشريد للعمال والموظفين بحجة الصالح العام، والفساد المؤسس، والتمكين في جهاز الدولة وتحوله لجهاز للتنظيم ورعاية مصالح الاسلامويين، وووالخ من المسالك الاجرامية التي يصعب حصرها، او تحديد مدي اثارها الكارثية حاضرا ومستقبلا.
اما ما اثار حفيظة امين من مراجعة خجولة لاخوانه الاسلاميين، وهي اكثر ما تستهدف الممارسات وليس المرتكزات، انها مراجعة من داخل المنظومة الاسلاموية (شهد شاهد من اهلها) مما ينفي عنها شبهة العداء للاسلاميين، مما ظل ينسب للشيوعيين والعلمانيين بمبرر وغالبا من غير مبرر. اي كاننا حيال مواجهة مع الذات، وهذه بطبعها اصعب انواع المواجهات، لانها تقفل الباب امام الهروب من تحمل المسؤولية. ولكنها بالطبع لا يمكن ان تُقبل من شخصية متعالية ومتنطعة ومتحجرة مثل امين، ما زالت تراهن علي مشروع سريالي، حمال اوجه وممارسات من كل صنف ونوع ، كالمشروع الحضاري. لانها لا تملك سواه، وليس في وسعها اصلاحه لانه غير قابل للاصلاح. ولا تملك القدرة علي انتاج مشروع بديل، يتطلب قدرات غير متاحة لامثال امين. وكما ان العجز عن القيام بكل ذلك، يكشف مدي زيفها و خداعها لذاتها. اي باختصار مراجعة المشروع الحضاري، حتي لو كانت شكلية كما نري، تمس كبرياء ونرجسية نموذج امين، طالما هنالك مماهاة تربط بينهما. بمعني اي انتقاص من المشروع الحضاري هو فعليا انتقاص من قدرات امين وطعن في كفاءته، وهو سلفا يضع نفسه في مرتبة خارج التقييم وفوق الجميع.
واخيرا، امثال امين حسن عمر وغيره من المؤدلجة الاسلامويين لا يمكن تغييرهم، لانهم في الاصل لا يحتكمون علي افكار يمكن مجادلتها، او تصورات خاطئة يمكن تصحيحها، وانما تخاريف ومخاوف يرغبون في هدهدتها، واطماع وغرائز يندفعون لتلبيتها بكل الوسائل والسبل، لافتقادهم الكوابح المانعة للانحراف. ودمتم في رعاية الله.
///////////////////////////////
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا اتفقنا ان المشروع الحضاري الاسلاموي، ما هو إلا خليط الاستيهامات والرغبات المريضة، المعبرة عن تشوش فكري وانحراف سلوكي وتبلد وجداني. لا نستغرب ما ترتب علي فرض هكذا مشروع عدمي علي الدولة والمجتمع، من تفجير للغبن المجتمعي وتدمير لمؤسسات الدولة واهدار لمواردها بسفه يندر وجوده، وهو ما خلف واقعا من السوء بمكان لدرجة ان يحتل دفة قيادة الدولة مجرمون محترفون.
المهم، اذا كان المشروع الحضاري يشكل انحراف عن السوية القيمية والمشاعر الوطنية، فامين حسن عمر يمثل انحراف داخل ذاك الانحراف ذاته! اي امين ليس اسلاموي يعتنق الاسلاموية، ولكن اسلاموي متطرف يعتنق اسلاموية متطرفة، وتاليا يستبطن المزيد من الانحراف والتشوه والتبلد.
وخطورة نموذج امين المستمسك بنموذجه الفاشل رغم كل اهوال تطبيقه، يتعدي عدم الاكتراث لكم الخراب الذي عم الدولة، وهلاك الانفس الذي طال المعارضين والابرياء، الي فقدان القابلية للتغيير او مجرد التنازل عن الاوهام التي يبدو انها تشكل عصب الوجود والاعتراف بالذات، ومن ثمَّ تعظيمها. والحال كذلك، امين يجسد اقصي اوهام المشروع الحضاري، بقدر ما انفتاح المشروع الحضاري علي الانحراف والانتهاكات والفساد يعبر عن سادية وغرور امين. وهذا ما يمنع التوافر علي اي هامش للمشروع الحضاري في نسخة امين، يسمح بالمراجعة او النقد او الاعتراف بالاخطاء والاعتذار عنها، او تقبل شريك ناهيك عن آخر مختلف. وغالبا ذلك يعود الي ان امين بشخصيته الطموحة المتعجرفة، لم يستوفِ نصيبه، مما يوفره المشروع الحضاري، من استباحة للدولة ومواردها، والسيطرة المطلقة علي السلطة في ابعادها المادية والمعنوية.
لكل ذلك قد لا نتجني علي امين، اذا ما اعتبرناه متجاوز حتي للترابي كعراب للمنظومة والترابوية كمؤسسة للمشروع الحضاري. اي امين لا يتلبس شخصية الترابي، ولكن العكس هو الصحيح، اي امين من شدة شطحاته واغترابه عن واقعه قبل الوقع المحيط، يعتقد ان الترابي تلبس شخصية امين، وعبر عن مشروعه او ما يختلج في دواخله، واحتمال سرق افكاره وتصوراته، ومن ثمَّ اعاد انتاجها بعد ان استنسخ شخصية امين في شخصه! غض النظر عن فارق العمر والامكانيات وحس المبادرة وحساسية التنظيم لدي الترابي! ولكن ما تقدر علي الاوهام علي صناعته، يجعل كل شئ ممكنا! خصوصا لمن يتوهم ان ليس كمثله شئ، كنموذج الموهوم امين! اي اذا كان الترابي بكل امكاناته ونزوعه للاحتيال والاجرام في سبيل تحقيق احلامه، يمثل رسول المشروع الحضاري، فامين هو رب المشروع الذي اوحي للترابي بتبليغ مشروعه!!
لذلك امين لا يسعي لاعادة الترابوية معبر عنها بالمشروع الحضاري، ولكن لتصحيح مسارها وسد ثغراتها. وهو ما يحول امين الي ترابي جديد، ولكن في نسخة مصححة خالية من العيوب! لان المشروع الحضاري كمشروع مثالي لا ياتيه الباطل، وكل ما يحتاجه شخصية نموذجية لا تخطئ كامين حسن عمر. وطالما الامر كذلك، فخانة القيادة مخصصة لامين، وبما تسمح له بهندسة الدولة وضبط المجتمع من جديد، ليستقيما في حدود ومقاييس المشروع الحضاري نسخة امين، غض النظر عن الكيفية او الكلفة، فهذه تفاصيل هامشية لا قيمة لها. وعليه، ما يعدنا به امين من مشروعه الخاص والذي بطبعه يشبهه،هو استئناف ما بدأه (رسوله شيخه اباه) ولكن من حيث انتهي تدميره وفساده وانتهاكاته، وباساليب اكثر فظاعة تحاكي تبلده واستهتاره وعجرفته. اي اذا كان الترابي انتهج الخداع للتغطية علي مشروعه، فامين يعدنا بانتهاج الغطرسة لفرض مشروعه.
واذا كان المشروع الحضاري نسخة امين تعرض لعدة ضربات، منها ازاحة الترابي كواجهة ومرحلة في مشروع طموحه، فقد تم تدارك ذلك بالانحياز للبشير، والسعي للعب دور مفكر المرحلة (ترابيها الجديد)! خاصة وهي واقعيا قد لبت اشواق قتل الاب معنويا والحلول محله. ومع قيام الثورة تعرض مشروع امين للضربة القاصمة، ولكن وجود العسكر كشركاء والاصح متآمرين لاجهاض الثورة، انعش ذاك المشروع من جديد. وبعد القيام بانقلاب 25 اكتوبر من قبل قادة غير مؤهلين من اي ناحية، ولا يمتلكون مشروع او مجرد تصور للتعامل مع الحكم، اتت الفرصة أمين علي طبق من ذهب، ليطرح نفسه كمفكر واب روحي للانقلابيين الجدد، بعد اكساب الانقلاب مسحة (هوية اسلاموية معدلة لانقلاب منبت) تلاءم المرحلة. والاسلاموية كما هو معلوم تجيد التلون والتكيف مع كل طقس سلطوي، وبالطبع هي لدي امين اكثر تلون وذرائعية بحكم شدة طموحه واستعجاله، وقبل ذلك تطرفه وانحرافه وتشوهه.
وماجعل امين رهين لاوهامه وجنون عظمته وحدة طموحه، بل غالبا اكسب شخصيته ثقل الدم والبرود المشهور به، هو عزلته التامة عن ما حوله واكتفاءه بتقدير ذاته لذاته. وهذا بدوره سيَّج هذه الشخصية ببرج عاجي، يعتصم داخله من كل المؤثرات الخارجية. والاحتماء بهكذا برج ليس دليل قوة كما يبدو ظاهريا، بل انعكاس لدرجة الهشاشة والخواء، التي لا تحتمل اي تشكيك او اختبار جدي في منافسة شريفة. وهو ما يفسر انتماء امين لعقيدة دوغمائية لا تقبل الفصال، والاهم سيطرتها علي السلطة عبر العنف واخضاع المجتمع بالاكراه.
لكل ذلك كراهة النقد ليس مسالة عبثية او مجرد تعنت يميز اصحاب الايديولوجيات الخلاصية، ولكن لان اي مشروع مبني علي الاوهام والرغبات الشخصية، لا يصمد امام المساءلة النقدية ومستحقات المصلحة العامة. في هذا الاطار اعتقد ان امين حسن عمر اكثر اتساق في رفضه النقد والمراجعة، مما يسمي مراجعة يقوم بها بعض الاسلاميين! والسبب ان اي مراجعة حقيقية ونقد صادق وصارم للمشروع الحضاري، يستدعي تجريم هذا المشروع، والاهم الخضوع للمحاسبة علي المشاركة في هذا المشروع الاجرامي. لاننا لسنا حيال جهد نظري يقبل الخطأ والصواب، ولكننا حيال محض تجربة اجرامية، وتشكيل عصابي احترافي، بكل ما تحمله الكلمات من معانٍ. وإلا ماذا نقول عن حفلات التعذيب التي كانت تجري للمعتقلين في بيوت الاشباح، والموت المجاني للمجندين في احداث معسكر العيلفون، والابادة الجماعية في دارفور، وقبلها حرق الجنوب بمن فيه وما فيه، والتشريد للعمال والموظفين بحجة الصالح العام، والفساد المؤسس، والتمكين في جهاز الدولة وتحوله لجهاز للتنظيم ورعاية مصالح الاسلامويين، وووالخ من المسالك الاجرامية التي يصعب حصرها، او تحديد مدي اثارها الكارثية حاضرا ومستقبلا.
اما ما اثار حفيظة امين من مراجعة خجولة لاخوانه الاسلاميين، وهي اكثر ما تستهدف الممارسات وليس المرتكزات، انها مراجعة من داخل المنظومة الاسلاموية (شهد شاهد من اهلها) مما ينفي عنها شبهة العداء للاسلاميين، مما ظل ينسب للشيوعيين والعلمانيين بمبرر وغالبا من غير مبرر. اي كاننا حيال مواجهة مع الذات، وهذه بطبعها اصعب انواع المواجهات، لانها تقفل الباب امام الهروب من تحمل المسؤولية. ولكنها بالطبع لا يمكن ان تُقبل من شخصية متعالية ومتنطعة ومتحجرة مثل امين، ما زالت تراهن علي مشروع سريالي، حمال اوجه وممارسات من كل صنف ونوع ، كالمشروع الحضاري. لانها لا تملك سواه، وليس في وسعها اصلاحه لانه غير قابل للاصلاح. ولا تملك القدرة علي انتاج مشروع بديل، يتطلب قدرات غير متاحة لامثال امين. وكما ان العجز عن القيام بكل ذلك، يكشف مدي زيفها و خداعها لذاتها. اي باختصار مراجعة المشروع الحضاري، حتي لو كانت شكلية كما نري، تمس كبرياء ونرجسية نموذج امين، طالما هنالك مماهاة تربط بينهما. بمعني اي انتقاص من المشروع الحضاري هو فعليا انتقاص من قدرات امين وطعن في كفاءته، وهو سلفا يضع نفسه في مرتبة خارج التقييم وفوق الجميع.
واخيرا، امثال امين حسن عمر وغيره من المؤدلجة الاسلامويين لا يمكن تغييرهم، لانهم في الاصل لا يحتكمون علي افكار يمكن مجادلتها، او تصورات خاطئة يمكن تصحيحها، وانما تخاريف ومخاوف يرغبون في هدهدتها، واطماع وغرائز يندفعون لتلبيتها بكل الوسائل والسبل، لافتقادهم الكوابح المانعة للانحراف. ودمتم في رعاية الله.
///////////////////////////////