عن سياسيين عملاء وعمالة الجنجويد أتحدث، ويحيرني كتَّابٌ إنتهازيون، عملاءٌ بالإنتساب

 


 

 

* الوحدة النضالية لم تعد هي نفسها، فقد عتت عليها رياح عاصفة بدأت بهرولة قحت إلى التفاوض مع الجنرالات، تفاوضاً تمخض التفاوض عن الاتفاق الإطاري المنجور في إحدى وِرَش السفارة الأمريكية.. فتَشرذُم الشارع الثوري، وابتعدت لجان المقاومة (الحية) عن مركزية قحت إبتعادها عن المصاب ب(كوفيد ١٩)..
* لكن وهم أنهم هم القادة للشارع الثائر لا يزال يسيطر على رؤية هؤلاء الإطاريين المكابرين على الحقيقة.. إنهم لا يدركون أن المسافة بينهم وبين الثوار الحقيقيين قد اشتطت اشتطاطَ [ فراق الطريفي لي جملو]، و سخر الشارع، قبل أيام، من دعوة ياسر عرمان للتظاهر ضد حرب الجنرالين بالوكالة عن الدول الإقليمية والدولية، ولم يستجب أحد للدعوة، بما أكد حقيقة أن مركزية قحت في وادٍ غير ذي زرع ثوريٍّ حيٌّ، حقيقة لا. يراها عملاء الإمارات في قحت، كما لا يراها كتابٌ عملاءٌ بالإنتساب..
* وهناك جماعة داخل مركزية قحت تجاهد، جهاداً أطرش، للإنفراد بالسلطة.. والمعلوم أن الفلول يتآمرون داخل الدولة العميقة، وداخل الجيش، للعودة إلى الإنفراد بالسلطة، طما وأن البرهان لا يني يجاهد للإنفراد بالسلطة (الدائمة) متخذاً من الفلول جسراً للعبور إليها.. بينما تحركات حميدتي، منذ سقوط البشير، في جميع الإتجاهات الزمانية والمكانية تكشف عن سعيه الدؤوب للإنفراد بالسلطة لآل دقلو والعربان القادمين من قلب الصحراء الكبرى..
* جميع هؤلاء في صراع خبيث، ضد الثورة، صراع لا تبدو صورته للبعض على حقيقتها، بسبب تشابكها وقوة الدفع المحلية والإقليمية والدولية الكامنة فيها، لكن الحقيقة تكشف عن نفسها أمام كل مراقب حصيف..
* وقد قلتها مراراً، وأكررها:- لَمَّا كان الفلول حاضنة للبرهان، منذ بداية انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١، فقد عَمَد حميدتي إلى مداراة نواياه للإنفراد بالسلطة عبر إظهارِ عشق جديدٍ للديمقراطية ومدنية الدولة، عشق لا يمكن أن يطْمَئِّن إليه أي سياسيٍّ سويٍّ .. لكن مركزية قحت، لأنها ليست كياناً سياسياً سويّاً، فقد رحبت به إعداداً لمحاربة أطماع البرهان في الإنفراد بالسلطة، ولتمكين المركزية من الإنفراد السلطة، على نَسَق.ٍ أشمل مما كان عليه إنفرادها بالسلطة في فترة محاصصات ٤ طويلة..
* وتتغابى مركزية قحت عن جولات وصولات قام بها حميدتي، حاملاً راية انقلاب مذبحة القيادة العامة ضد الثورة، في دعاية أشبه بالدعاية الانتخابية الرئاسية، لصالح إنقلاب لجنة البشير الأمنية على ثورة ديسمبرالمجيدة.. ولم يترك زعيماً من زعماء العشائر إلا وسعى لتجنيده ضد الثورة، ولم يترك من التنظيمات النقابية نقابة إلا وسعى إلى ضمها لمسيرة الإنقلاب، ولم ينس‌ الدخول في حوش الجمعيات النسائية في المدن والقرى لكسب الأصوات الناعمة..
* حميدتي الذي طمع في وأد الثورة بإنقلاب مجزرة القيادة العامة هو نفس حميدتي الذي شارك مع البرهان في القيام بإنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١، لكن الإطاريين يتهربون من كل هذا، ويهرولون إلى القول بأن حميدتي قد تاب، ويزعمون أن توبته توبة نصوحة.. ولأن تلك التوبة توبة نصوحة نَصّبوه راعٌٍ لديمقراطية مركزية قحت، كما نصبوه محاضراً للدراسات فوق الجامعية في الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، والعالم كله لا يعرف إلا حميدتي المتخصص في الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والعمالة والارتزاق لروسيا والإمارات!
* إن يا عملاء مركزية قحت، لا يستحون، وخسئتم يا أيها الكتاب الانتهازيون، العملاء بالانتساب..!
* وهكذا صار حميدتي في حضن من يزعمون أنهم حماة الثورة والمدنية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. فلا تسألوا عما إذا كانت ذاكرة مركزية قحت والكتاب الانتهازيين ( العملاء بالانتساب) أضعف من ذاكرة الذبابة، فالحقيقة هي أن العمالة والانتهازية تلعب أدواراً توقع العملاء وذوي الميول الانهازية في شر أعمالهم؟
* فالأمر لدى هؤلاء وأولئك لا صلة له بالوطن، إنما المحرك الأساسي هو الإنفراد بالسلطة.. حتى وإن كان الانفراد بالسلطة تحت راية قائد عام ميليشيا الجنجويد القبلية الفاسدة والمعطونة بالنهب والاستيلاء على موارد البلاد وتصديرها لروسيا والإمارات
ً * ويعلمون أن من يساند الجيش لا يقف في صف واحد مع الكيزان ولا يقف مع أطماع البرهان، لكنهم يجيِّرون مساندة الجيش بلون مخالف، كما عهدناهم، كي يبعدوا (الما ناقشين) عن رؤية الحقائق. فكلما ادلهمت عليهم المواجع، وفشلوا في التغلب عليها، ألقوا باللائمة على من يكشفها للناس وألصقوا بالكاشف ماركة الكيزان والفلول، بسذاجة ممعنة في الغباء..
* ويلتقط الببغاوات (الما ناقشين) القفاز المهترئ لمواجهة المعارضين لتواجد وجود ميليشيا الجنجويد، ليس ضمن القوات النظامية فقط، بل وجودها في الوجود، أصلاً..
* وتعليقات (الما ناقشين) تملأ صفحات الوسائط، بلا فهم:- "متحالفين مع الكيزان! متحالفين مع الكيزان!"
* أغبياء! تمام أغبياء!
* قال أحد أصدقائي في الفيسبوك:- كل ما يتكلم حميتي عن التحول الديمقراطي اتذكر الكيزان عندما يتكلمون عن الدين.!
حاشية..... حاشية..... حاشية..... حاشية..... حاشية.....
* للكاتب الأمريكي الساخر، مارك توين، قول مأثور ينصح فيه بعدم الدخول في جدال مع غبيٍّ من الأغبياء حتى لا تُوْسَم بالغباء:-
" Never argue with a fool, onlookers may not be able to tell the difference.”!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء